الهجوم الإلكتروني الذي حدث في شهر نوفمبر 2014 علي شركة سوني للإنتاج السينمائي أثبت أن القراصنة لا يريدون فقط سرقة البيانات وإنما يريدون تدميرها أيضا.
التطور الخطير الذي حدث في عالم تأمين البيانات هذا الأسبوع أن هجوم للقراصنة تسبب في إنفجار في خط للأنابيب بتركيا وهي السابقة الأولي من نوعها التي يتسبب فيها هجوم إلكتروني في تحقيق تدمير علي أرض الواقع لأحد مكونات البنية الأساسية وليس داخل الحاسبات الإلكترونية.
سوف نقدم في هذا الموضوع أخطر هجمات للقراصنة في عام 2014

خط الأنابيب التركي: سرقة ملفات من علي حاسب إلكتروني أو تعطيل موقع علي الإنترنت شيء أما الهجوم علي البنية الأساسية لدولة والتسبب في إنفجار لخط أنابيب بترول فهذا مستوي آخر من التدمير. الغريب أن هذا الهجوم حدث عام 2008 ولكن لم يعلن عنه إلا هذا الأسبوع. الخط تملكه شركة بريتش بتروليوم وهو مصمم لكي أكثر الخطوط تأمينا في العالم ولكن القراصنة استطاعوا اختراق نظام التحكم في الخط وعبثوا به مما تسبب في الإنفجار. قد نصاب بالرعب عندما نفكر في ملايين الكيلومترات من خطوط الأنابيب التي تنقل بترول وغاز وسوائل خطرة وتكون عرضه للإنفجار عندما يعبث بنظم التحكم فيها قراصنة الإنترنت.

قراصنة من إيران يستهدفون شركات الطيران: أن نسمع عن هجمات لقراصنة من روسيا أو الصين أو كوريا فهذا أمر عادي وتتناقله الأخبار كل يوم. الغريب الآن أن إيران أنضمت الي القوي التي يمكنها التأثير علي الإنترنت في العالم وفقا لتقرير لهيئة التأمين سايلنس. التقرير يقول أن تحقيقا استمر لمده عامين أكد أن قراصنة من إيران أخترقوا النظم الإلكترونية لبعض شركات الطيران والشركات المتعاقدة معها في كل من باكستان والإمارات وجنوب أفريقيا. استطاع القراصنة التسلل الي أجهزة الكمبوتر المسئولة عن صيانة الطائرات وعمليات النقل الجوي وتزويد الطائرات بالوقود. كما سرق القراصنة صور من جوازات السفر وبطاقات العمل لموظفي شركات الطيران والتي تستخدم للدخول للمناطق المحظورة في المطارات.

الهجوم علي البنوك: من المعروف أن بنك جي بي مورجان يعتبر من أكثر البنوك في العالم التي تنفق علي تأمين نظمها الإلكترونية. هذا البنك ينفق كل عام أكثر من 250 مليون دولار علي تأمين نظمه الإلكترونية وهو واحد من أكبر البنوك في الولايات المتحدة. الأختراق: استمر الهجوم الإلكتروني علي البنك قرابة شهرين دون أن يتم أكتشافه من أجهزة التأمين الإلكترونية. تمت سرقة بيانات 76 مليون عميل للبنك وحوالي 7 مليون شركة. نتيجة التحقيق أشارات الي علاقة الحكومة الروسية بهذا الهجوم الغامض والعالي الكفاءة علي واحد من أكبر البنوك الأمريكية. الرعب سيطر علي النشاط المالي بالولايات المتحدة لأن النظم الإلكترونية لبنك مورجان مرتبطة بالبورصة الأمريكية وقواعد بيانات بطاقات الإئتمان.

الهجوم الشامل علي سوني: هذا الهجوم هو أبعد شيء كانت شركة سوني تتوقعه. فمنذ 3 سنوات حدث هجوم إلكتروني علي شبكة بلاي ستاشن للألعاب الإلكترونية وتمت سرقة بيانات العملاء وإيقاف الشبكة الإلكترونية التي تخدم البلاي ستاشن. أنفقت الشركة عشرات الملايين من الدولارات علي تأمين شبكتها وحاسباتها وها هي تتعرض للهجوم مرة أخري. في نوفمبر 2014 تعرض قطاع الفلام السينمائية لشركة سوني لهجوم يعتقد أنه قادم من كوريا الشمالية. سرق القراصنة 5 أفلام سينمائية كاملة كان يفترض عرضها في فترة أعياد نهاية العام. تم وضع هذه الأفلام علي الإنترنت وسمح بإنزلها مجانا. الجزء الأخطر من الهجوم لم يكن سرقة بيانات موظفي الشركة ونجوم هوليود بما فيها المرتبات ولكن الأخطر كان زرع فيروس يقوم بمحو كل البيانات المخزنة علي أجهزة الكمبيوتر التي أصابها كما تسبب في توقف الشبكة الإلكترونية عن العمل. هذا الكابوس أصاب شركة سوني نتيجة للهجوم المعقد الذي تعرضت له.

الهجوم علي البيانات الطبية الأمريكية: تعتبر البيانات الطبية للمواطنين في أمريكا من أكثر الأهداف استهدافا بالولايات المتحدة. مركز مكافحة السرقة الأمريكي رصد أن 40% من الهجمات علي المواقع الحكومية الأمريكية أستهدفت النظام الطبي. الجديد هذا العام أن مجموعة القراصنة الصينيون الذي قاموا بسرقة البيانات الطبية لحوالي 4.5 مليون مريض من أكبر شبكة للمستشفيات بالولايات المتحدة هم أنفسهم من قاموا سابقا بإعطاب الشبكة التي تصل المركز الطبية الأمريكية بالمراكز العلمية والشركات التي تعمل بالمجال الطبي. إذا كان السيناريو أن هذه هي البداية فإن التنبؤ بالخطوات اللاحقة سوف تكون كابوس علي القطاع الطبي الأمريكي بالكامل.

استهداف شبكات المحال التجارية الكبري: شهد عام 2014 وخاصة شهري سبتمبر وأكتوبر سلسلة متتالية من الهجمات الإلكترونية علي مجموعة من أكبر سلاسل المحال الكبري الأمريكية. بدأ الهجوم علي هوم ديبوت ثم سوبر فالو ثم كارمت وأخيرا ستابلس. أما في بداية هذا العام فإن شركة إي باي طلبت من كل مستخدميها تغير كلمات السر بعد إكتشافها أختراقا لقاعدة بيانات العملاء التي تصل الي 145 مليون عميل نشط. من بين أكبر 10 شركات لتجارة التجزئة بالولايات المتحدة كان اسوأ هجوم علي شركتي هوم ديبوت و تارجت.

استهداف البرامج مفتوحة المصدر: هذا النوع من البرامج والنظم تعتمد علي مساهمة الجميع في تطوير نظم تشغيل للكمبيوتر وبرامج عالية الكفاءة وتقدم مجانا للمستخدمين. أنتشرت البرامج مفتوحة المصدر بشكل كبير وهي تستخدم الآن في أكبر البورصات العالمية وحتي في محطة الفضاء المدارية الدولية. هذه البرامج تقوم بتشغيل حوالي 95% من الحاسبات الخادمة في العالم. هذه البرامج والنظم المجانية عادة لم تكن مستهدفة من قراصنة الإنترنت ولكن في هذا العام حدث اختراقين أمنيين خطيرين الأول باسم هارت بليد والثاني باسم شيل شوك. علاج هذه الثغرات الأمنية في هذا العدد الكبير من الحاسبات سوف يكلف العالم مليارات الدولارات.
المصدر: موقع بلومبرج