بداية عصر جديد وخطير: البنتاجون يطور سلاحا علي الإنترنت ضد داعش

وزير الدفاع الأمريكي كارتر مع رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دونفورد في مؤتمر صحفي يوم الأثنين 29 فبراير 2016 في مقر البنتاجون

وزير الدفاع الأمريكي كارتر مع رئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد في مؤتمر صحفي يوم الأثنين 29 فبراير 2016 في مقر البنتاجون

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تستخدم سلاحا رقميا جديدا ضد تنظيم داعش يقوم علي ضرب قدراته علي إجراء الأتصالات والتحكم في قواته وإجراء عمليات التمويل  في سوريا والعراق.

هذا ما أعلنه كبار قادة البنتاجون في مؤتمر صحفي أقيم بمبني وزارة الدفاع يوم الأثنين 29 فبراير 2016، تم فيه تقديم معلومات جديدة عن الخطوات التي تمت في مجال محاربة الإرهاب.

وزارة الدفاع الأمريكية استخدمت من قبل طرق عديدة لمحاربة داعش ولكن معظم الخطوات التي قامت بها بائت بالفشل، ولم تستطيع أن تمنعها من استخدام التكنولوجيا في عملية تجنيد مجاهدين جدد من مختلف أنحاء العالم وخاصة من الدول الغربية. كما لم تتمكن من منعها من الاتصال بأفرادها في مختلف العالم وتنفيذ عمليات إرهابية مثل هجمات باريس ومذبحة سان برناردنيو في كاليفورنيا. ولم تتمكن أيضا من منعها من القيام بالعمليات المالية التي تمول التنظيم سواء من خلال جمع التبرعات أو بيع البترول بطريقة غير مشروعة.

القوة الإلكترونية لداعش تتركز في مدينة الرقة في سوريا ومدينة الموصل في العراق حيث يتم التدريب والتخطيط علي تنفيذ العمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخري من العالم، ويستخدم داعش الوسائل التكنولوجية في تنفيذ كل هذه الأنشطة.

يقول وزير الدفاع الأمريكي أن السلاح الجديد يقوم بتطويره إدارة الحرب الإلكترونية في البنتاجون وقد تم تجربته بالفعل في سوريا، السلاح الجديد يعتمد علي اعتراض الأوامر والتوجيهات التي يقوم التنظيم بتوجيهها إلكترونيا وبذلك يفقد داعش الثقة في شبكاته الإلكترونية، كما يعتمد علي إغراق هذه الشبكات بكم هائل من الأوامر الوهمية مما يتسبب في توقفها عن العمل.

تابع وزير الدفاع الأمريكي، أن هذا السلاح تمكن من إيقاف العمليات الإلكترونية للتنظيم فأصبح غير قادر علي التحكم سواء في أفراده الموجودين في أماكن القتال بسوريا والعراق أو المسلحون المتواجدون في عدد كبير من دول العالم. كما أن السلاح الجديد أفقد التنظيم القدرة علي القيام بالأنشطة الأقتصادية اللازمة لتمويل عملياته.

تستخدم داعش شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي بكفاءة عالية

تستخدم داعش شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي بكفاءة عالية

وأوضح الجنرال دنفورد “لا نريد أن يكون” الجهاديون “قادرين على التمييز” بين عمليات التشويش المرتبطة بالأسلحة الالكترونية الأميركية والتشويش الذي يحصل نتيجة عوامل لا تمت بصلة إلى هذه العمليات.

أكد وزيرالدفاع الأمريكي أن السلاح الجديد قد حقق أهدافه دون أن يضيف مزيدا من التفاصيل.

هذه هي المرة الأولي التي يظهر فيها البنتاجون أنشطة إدارة حروب الإنترنت وهي تطلق عليه Cyber Command وهي إدارة جديدة تم تكوينها عام 2009، لكي تقوم بتطوير اسلحة دفاعية وهجومية في مجال الإنترنت وتطوير قدرات السيطرة علي الأنشطة الإلكترونية.

وتشكل الولايات المتحدة حاليا قوة قوامها نحو ستة آلاف جندي متخصص في الحرب المعلوماتية، توضع في الوقت الحاضر تحت سلطة الأدميرال مايكل روجرز رئيس وكالة الأمن القومي، وقد أعلن في يناير الماضي أن الحكومة الأمريكية قد وصلت الي نقطة “اللا عودة” في استخدام اسلحة حروب الإنترنت cyber weapons وانها تتجه الي استخدام اسلحة هجومية في مرحلة جديدة بعد أن بدأت في استخدام الأسلحة الدفاعية منذ فترة.

إدارة حروب الإنترنت تضم 133 وحدة قتالية، يفترض أن تكون قادرة على القيام بعمليات دفاع عن الشبكات ومراكز الكمبيوتر الاميركية والهجوم على آلات العدو. وبقي البنتاجون متحفظا جدا حتى الان حول أنشطة هؤلاء المقاتلين الالكترونيين.

 عرض وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة بشكل واضح أن الولايات المتحدة قادرة علي استخدام اسلحة الإنترنت، وسوف تستخدمها.

وقالا أن علي الجميع أن يعلم أن الولايات المتحدة قادرة علي تطوير هذه النوعية من الأسلحة “وسوف تستخدمها” لقد كان ذلك خطا فاصلا قمنا بعبوره.

قال كارتر إن ما يزيد من أهمية بقاء هذه الأسلحة المعلوماتية سرية هو أن هذه الأسلحة “جديدة” و”مفاجئة” و”قابلة للاستخدام” ضد خصوم آخرين غير تنظيم داعش. ولم يحدد الوزير الأميركي من هم هؤلاء الخصوم، لكن مسؤولين عسكريين أميركيين دأبوا في السنوات الأخيرة على التحذير من القدرات الروسية والصينية في مجال الهجمات الالكترونية، إضافة إلى القدرات الإيرانية والكورية الشمالية في هذا المجال.

منذ أن تولي كارتر منصبة كوزير للدفاع في فبراير 2015 وهو يضع في قمة أولوياته تطوير قدرات حروب الإنترنت والحروب الإلكترونية. سوف يسافر كارتر هذا الأسبوع الي سان فرانسيسكو لحضور مؤتمر  RSA عن التأمين الرقمي وهو ما يوضح الأهمية التي يوليها لهذا التوجهه.

لم يتضح بعد هل السلاح الرقمي الجديد الذي استخدمه البنتاجون في سوريا والعراق قد حد من قدرات داعش علي استخدام شبكات التواصل الإجتماعي وخاصة فيسبوك وتويتر، أم أن السلاح قد أقتصر علي الشبكات الإلكترونية التي يستخدمها القادة العسكريين في داعش.

إيجيبت14

 من الغريب أن تعلن الولايات المتحدة ذلك الآن، أين كانت عندما جندت داعش عشرات الآلاف من المقاتلين من الدول العربية والغربية مستخدمة شبكات التواصل الإجتماعي بكفاءة عالية. هل لم تكن الولايات المتحدة تملك مثل هذه القدرات التي تم الإعلان عنها اليوم منذ سنوات سابقة. نحن جميعا نعرف أن الولايات المتحدة تتحكم في شبكة الإنترنت عالميا فكيف سمحت بحرية التعامل مع الشبكة من المناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق وهي لا تخفي علي أحد!!


خاص : إيجيبت14

المصدر: وول ستريت جورنال

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.