
عملية الاحتيال بدأت برسالة نصية عن عملية سحب غير قانونية بمبلغ 35 دولار
في تذكير مزعج وصادم بالتهديد المتزايد لعمليات الاحتيال المالية، وجدت ديبورا موس، صاحبة شركة تموين صغيرة، نفسها متورطة في عملية احتيال بنكية معقدة بدأت برسالة نصية تبدو غير ضارة.
تقول موس، التي كرست أكثر من 10سنوات لبناء تجارتها، إنها جمعت أخيرًا مدخرات كافية لمتابعة حياة مريحة في ريف جيرنفيل، بولاية كاليفورنيا.
خطوات الجريمة
بدأت حلام “موس” تتحطم بعد أن تلقت رسالة نصية تزعم أنها من بنكها، تشيس مورجان، تستفسر عن معاملة غير مصرح لبطاقتها الائتمانية بقيمة 35 دولارًا من ولاية أخرى. في البداية رفضت موس الأمر باعتباره مصدر إزعاج بسيط، ولكنها بعد ذلك قامت بالرد.
بعد وقت قصير من الرد على الرسالة النصية، تلقت موس مكالمة من شخص يدعي أنه ممثل من بنك تشيس، وتم إظهار هوية المتكلم Caller ID باسم البنك.
على الطرف الآخر من الخط، كانت هناك امرأة عرّفت نفسها على أنها “الآنسة باربرا” من قسم ماكينات الصراف الآلي للبنك “Chase ATM”.
طلبت إذنًا من “موس” لإصدار بطاقة خصم جديدة للتغلب علي المحاولة الاحتيالية المزعومة.
تقول موس إن الآنسة باربرا أخبرتها أنها بحاجة إلى التحقق من هوية موس وللقيام بذلك، أمرت موس بقراءة الأرقام من رسالة نصية تم ارسالها لاحقاً عبر الهاتف.
قالت موس: “طلبت مني فقط أن أكرر هذه الأرقام لها، وكانت تقول،” هذا رائع. شكرًا جزيلاً لك يا سيدة موس “.
خلال الأسبوع التالي، اتصلت الآنسة باربرا بموس عدة مرات، وفي كل مرة قالت إن هناك مشكلة في تسليم البطاقة وفي كل مرة تطلب من موس التحقق من هويتها من خلال قراءة الأرقام من الرسائل النصية التي يتم ارسالها.
لم تظهر الحقيقة المدمرة إلا بعد زيارة موس لأقرب فرع لها. أخبرها أحد الموظفين أن حسابها قد تم استنزافه، حيث تم سرقة مدخرات حياتها البالغة حوالي 160 ألف دولار بالكامل.

ديبورا موس التي تعرضت لعملية الاحتيال وفقدت مدخراتها التي تصل الي 160 ألف دولار
الخسارة فادحة
قالت موس: “كان هذا كل أموالي. استغرق الأمر 12 عامًا للحصول على هذا المال، وكانت هذه مدخرات حياتي”.
تلقي محنة موس الضوء على الاتجاه المتصاعد للاحتيال والخسائر المالية المقلقة التي تكبدها الأمريكيون، حيث وصلت الخسائر المبلغ عنها إلى 8.8 مليار دولار العام الماضي، مسجلة زيادة بنسبة 30٪ عن العام السابق، وفقًا لبيانات حكومية أمريكية.
الخطة المحكمة
كانت الرسائل النصية التي تطلب من “موس” مصادقة حسابها أصلية: تم إرسالها بواسطة بنك تشيس Chase Bank كجزء من نظام المصادقة الثنائي two-factor authentication، المصمم لتعزيز أمن العملاء.
لكن المحتالين قاموا بعملية طلب تحويل لأموال “موس” منتحلين شخصيتها، فقام البنك بارسال الرسالة النصية لهاتفها بها الأرقام السرية للتأكد من انها من طلب تحويل الأموال، القراصنة خدعوا “موس” بالكشف عن الأرقام لهم عبر الهاتف، مما مكنهم من تجاوز الإجراءات الأمنية وتحويل مبالغ كبيرة من المال من حساب موس.
في أسبوع واحد فقط، أجروا 6 تحويلات بنكية wire transfers، وصل بعضها إلى ما يقرب من 48,000 دولار.
البنك يرفض تحمل المسئولية

بنك تشيس مورجان رفض أن يتحمل أي مسؤولية عن عملية الاحتيال محملاً العميل الخطأ بعدم الحرص علي بياناته الشخصية
قدمت موس تقريرًا للشرطة وقدمت مطالبة إلى بنك تشيس، على أمل استرداد أموالها المسروقة. ومع ذلك، تبددت آمالها بعد انتظار دام خمسة أسابيع، رفض البنك مطالبتها.
رفض بنك تشيس رد الأموال بسبب خطأ “موس”، حيث كتب لها في رسالة، “خلال مراجعتنا وجدنا أنك لم تتخذي الخطوات المناسبة لحماية حسابك من السرقة أو الاستخدام غير المصرح به.” قال مسؤولو البنك إنهم لن يسددوا حسابها، مما ترك موس محطمة مع شعور بالخيانة.
قالت موس: “لقد انهار عالمي كله”. “أنت تفكر في البنك الذي تتعامل معه على أنه مكان تضع فيه أموالك بحيث يكون آمنًا ولكنه ليس آمنًا.
ردًا على ذلك، قال بنك تشيس لشبكة سي بي إس نيوز إن مسؤولي البنك حاولوا الاتصال بـ “موس” عبر الهاتف والبريد الإلكتروني فيما يتعلق بالتحويلات البرقية في ذلك الوقت. تقول موس إنها لم تتلق أيًا من هذه الرسائل.
قدم بنك تشيس النصائح التالية للعملاء لتذكرها:
- لا تشارك معلومات الحساب الشخصية مثل أرقام PIN الخاصة بأجهزة الصراف الآلي أو رموز المرور.
- ضع في اعتبارك أن البنك لا يبدأ عادةً مكالمات هاتفية، ولكن إذا كنت تريد التأكد من أنك تتحدث مع البنك، فاتصل بالرقم الموجود على ظهر بطاقتك.
- أخيرًا، تجنب النقر فوق الروابط المشبوهة في النصوص أو رسائل البريد الإلكتروني.
فال البنك: “للأسف، تعرض حساب السيدة موس للاختراق نتيجة لخداع المحتالين لها والحصول على معلوماتها السرية الشخصية.”
دافع بنك تشيس JPMorgan Chase عن التزامه بمكافحة الاحتيال، قائلا في بيان: “نستثمر كل عام مئات الملايين من الدولارات في المصادقة، وتحليل المخاطر، والتكنولوجيا، وتعليم العملاء لجعل الأمر أكثر صعوبة على المحتالين لخداع العملاء.”
يعتقد ديفيد ويبر، فاحص الاحتيال المعتمد وأستاذ المحاسبة الجنائية، أن بنك تشيس يتحمل، في رأيه، مسؤولية فشل “موس” وإهمال تطبيق تدابير أمنية أقوى.
خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز

