هل يحدث السكوتر الكهربائي ثورة في عالم التنقل؟

السكوتر الكهربائي وسيلة انتقال سريعة في الشوارع المزدحمة وبدون عادم

السكوتر الكهربائي وسيلة انتقال سريعة في الشوارع المزدحمة وبدون عادم

 مع الزحام المتزايد في شوارع القاهرة، يكتسب السكوتر الكهربائي شعبية بين سكان العاصمة. ورغم ازدياد شعبيته في أحياء قليلة حاليا، منها الزمالك والمعادي، يبقى السؤال: هل يكون السكوتر الكهربائي مجرد موضة عابرة، أم يمكنه تغيير مشهد التنقل في شوارع القاهرة؟

رابيت موبيليتي هي إحدى الشركات التي اكتسبت شعبية منذ إطلاق خدماتها عام 2020:

تقول الشركة “ركزنا على الكومباوندات السكنية في مرحلة اختبار القدرات التشغيلية والتكنولوجية في البداية”، حسبما قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة رابيت موبيليتي كمال الصويني،. “بعد ملاحظة التفاعل الإيجابي من المستخدمين، وسعنا عملياتنا لتشمل أحياء الزمالك والمعادي ومصر الجديدة.

ومع تزايد الطلب، توسعت الشركة إلى محافظات أخرى ووصلت إلى قاعدة مستخدمين تجاوزت 330 ألف شخص في أبريل 2023″.

أهمية موقع تقديم الخدمة

اختيار موقع تقديم الخدمة هو مفتاح نجاح السكوتر الكهربائي بين المستخدمين: تتبع رابيت موبيليتي نهجا استراتيجيا في اختيار المناطق المناسبة لخدماتها، والتي تتميز عادة بالزحام المروري والكثافة السكانية وندرة أماكن انتظار السيارات، وتعتبر أحياء مثل مصر الجديدة والزمالك والمهندسين والعجوزة والمعادي، مواقعا مثالية لحركة السكوتر الكهربائي نظرا لبطء حركة المرور في شوارعها، بعكس شوارع القاهرة الجديدة حيث السرعات العالية غير المناسبة لسرعة السكوتر الكهربائي التي تتراوح بين 20-25 كيلومتر في الساعة، حسبما قال شريف جبران، أستاذ مساعد في التصميم المستدام بقسم العمارة في كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

صديق للبيئة

السكوتر الكهربائي صديق للبيئة: لا يطلق السكوتر الكهربائي أي انبعاثات مباشرة بعكس المركبات التقليدية، ما يساهم في تقليل التلوث والانبعاثات الكربونية في القاهرة.

يتتبع تطبيق رابيت تكلفة الانبعاثات الكربونية لكل رحلة، إذ تمكنت الشركة في خفض تكلفة الانبعاثات الكربونية لعمليات التنقل بنحو 65 ألف كيلوجرام منذ يناير 2022، وفقا للصويني. “رغم المخاوف المتعلقة بالتأثير البيئي الناتج عن استخدام بطاريات ليثيوم – أيون، فقد أثبت السكوتر الكهربائي أنه أكثر صداقة للبيئة من المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري”، كما أخبرنا الصويني.

التشريعات ضرورية

هل تأجير السكوتر الكهربائي يمكن أن يكون بديلا لـ أوبر

هل تأجير السكوتر الكهربائي يمكن أن يكون بديلا لـ أوبر

نقص التشريعات والبنية التحتية اللازمة يمثلان تحديا رئيسيا: تعتبر شوارع القاهرة الواسعة والمزدحمة تحديا أمام استيعاب أعداد إضافية من السكوتر الكهربائي، كما يشكل عدم وجود ممرات مخصصة للدراجات وندرة محطات الشحن وأماكن الانتظار، مخاوف تتعلق بالسلامة، ويمثل إزعاجا لمستخدمي السكوتر والمشاة على حد سواء.

وعلى عكس السيارات، فإن السكوتر الكهربائي غير مسجل أو مرخص.

قد نجد حلولا بالنظر إلى تجارب الدول الأخرى

يضيف جبران قائلا: “إن ما نراه حاليا فيما يتعلق بالسكوتر الكهربائي وانتشاره، يشير إلى أننا قد نفرط في استخدامه بشكل غير منتظم، إذ تجده على الأرصفة موجودا بشكل قد يعيق الحركة في كثير من الأحيان.

لذا نجد أن القواعد التنظيمية مثل: تحديد مواقع مخصصة لوقوف ذلك النوع من الدراجات والغرامات المفروضة على تلك الموجودة خارج هذه المناطق المحددة، أصبحت شائعة أكثر في بعض المدن بالخارج، ذلك فضلا عن تنفيذ الحظر وفرض القيود على عدد الشركات التي تدير وتشغل مثل هذه الدراجات الكهربائية.

وبالتالي فإن النظر إلى المشهد العالمي ووضعه في الاعتبار يعد أمرا مهما عند دراسة هذا المجال في مصر”.

ضوابط للشركات

لا يعني ذلك عدم وجود ضوابط لتنظيم نشاط الشركات العاملة في هذا القطاع، إذ ينبغي على شركات السكوتر الكهربائي، على غرار شركات النقل الذكي الأخرى الخاضعة لأحكام قانون تنظيم خدمات النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الصادر في عام 2018، تلبية شروط معينة للحصول على التراخيص، وفق ما قاله مصدر حكومي لإنتربرايز.

تلتزم الشركات بسداد رسوم قدرها 30 مليون جنيه وتقديم وثائق السلامة والتشغيل من أجل الحصول على رخصة ممارسة النشاط.

هل هي مجرد موضة

استخدام السكوتر الكهربائي في مدينة الجونة علي البحر الأحمر في مصر

استخدام السكوتر الكهربائي في مدينة الجونة علي البحر الأحمر في مصر

ولكن هل يعد الأمر كله بمثابة موضة عابرة؟ يعتقد جبران أن الاتجاه لاستخدام السكوتر الكهربائي موضة عابرة، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه قد لا يملأ بالضرورة الفجوة الموجودة في قطاع النقل.

تتمتع السكوترات الكهربائية بالإمكانيات التي قد تجعلها حلا للتنقل، ولكنها تتطلب اعتبارات استراتيجية فيما يتعلق بالتوظيف والتسويق والتسعير، إضافة إلى التشريعات التي تضمن ألا تظل مجرد نشاطا ترفيهيا.

يقول جبران: “فمثلا باعتباري أحد سكان المعادي، فقد استخدمت السكوتر شخصيا أكثر من مرة للذهاب من بيتي إلى مكان قرب منزل والدي، ورغم ذلك، ألاحظ في كثير من الأحيان أن مستخدمي هذا النوع من الدراجات يتعاملون معها باعتبارها نشاطا ترفيهيا، فيقومون باستخدامها حتى تنفذ بطاريتها، لذا يجب أن نفكر فيمن يمكنه حل تلك المشكلة”.

هل يمكن أن يكون بديلاً للسيارة؟

يرى البعض أن السكوتر الكهربائي سيكون بديلا عمليا للسيارات: يقول لنا أحد مستخدمي رابيت موبيليتي، الذي لم يعد يقود سيارته أو يستخدم أوبر: “أنقذتني الدراجات الكهربائية التي توفرها رابيت موبيليتي، ليس فقط من الناحية المالية، ولكن من جهة توفير الوقت. فأنا أعتمد عليها يوميا تقريبا للتنقل داخل المعادي في طريقي للعمل عندما لا أرغب في المشي”.

قد تعيق طبيعة القطاع انتشار استخدام السكوتر الكهربائي كوسيلة للتنقل: تعد شركة فيستوس، من الشركات العاملة في قطاع السكوتر الكهربائي، فهي متخصصة في خدمات السكوتر الكهربائي والتي دخلت مؤخرا في حالة سبات بعد معاناتها مع الطبيعة الصعبة لهذا المجال.

قال محمد محي الدين، الشريك المؤسس لها:” إن استخدام السكوتر هو اتجاه عابر بالتأكيد، فنحن نواجه تحديات تتمثل في الصيانة والعمليات، تؤثر بشكل كبير على أعمالنا”.

يشير محي الدين إلى أن تلك التحديات تشمل التغيير المستمر للإطارات، وصعوبة استبدال البطاريات، وأوقات الشحن الطويلة، إذ يضيف قائلا: “تحد تلك المعوقات من احتمالية أن يصبح السكوتر الكهربائي أكثر من مجرد اتجاه أو موضة عابرة في مصر خلال الفترة الحالية”.

وضع مدينة القاهرة

لا يزال مصير السكوتر الكهربائي في القاهرة غير محسوم: يتوقف مصير السكوتر الكهربائي في مصر على قدرته على التطور إلى ما هو أبعد من مجرد كونها موضة عابرة، لتصبح حلا يغير من الطريقة التي يتحرك بها الأفراد داخل المدينة.

يقول جبران: “بشكل عام، أعتقد أنه من الممكن أن يكون السكوتر الكهربائي حلا للتنقل، ولكن هناك بعض الأمور يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، وذلك بهدف حصر استخدامات هذا النوع من الدراجات في فكرة ملائمة المناطق التي يمكن بالفعل السير فيها بسهولة.

إذ ينبغي على شركات السكوتر الكهربائي أن تحفز الرحلات الأطول، بما يشجع المستخدمين على تجربة التنقل بالسكوتر لمسافات أكبر. إضافة إلى تفعيل خاصية قفل وفتح تلك الدراجات في مواقع مختلفة، وتشجيع الاستخدامات المتعددة في اليوم الواحد”.


المصدر: إنتربرايز

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.