لوحة جدارية مصورة على طول الشارع الرئيسي في بوفالو، وايومنج، الولايات المتحدة، 1 ديسمبر 2023

شعر المراسل الصومالي عبد الله أحمد مؤمن بالألم الشديد عندما سمع أن مسلحين ملثمين قد اختطفوا زميلاً له في جامعة مقديشو صباح يوم 17 أغسطس، وكان أحد زملائه الصحافيين مفقوداً، ولم يكن أمام مؤمن، رئيس نقابة الصحفيين الصوماليين، وسيلة تذكر لنشر الخبر.

كان التخريب الإلكتروني قد أدى إلى تعطيل موقع نقابته علي الإنترنت وحسابات البريد الإلكتروني قبل أيام قليلة.

وقال مؤمن لرويترز “مازلت أشعر بالإحباط”. “رابطنا بالعالم الخارجي، بوسائل الإعلام الدولية، هو موقعنا الإلكتروني.”

فقط بعد الحصول على المساعدة من مؤسسة “كوريوم Qurium”، وهي منظمة سويدية غير ربحية تقوم بأعمال الدفاع الإلكتروني للمؤسسات الإخبارية والمنظمات غير الربحية، تمكن مؤمن من إعادة موقعه إلى وضعه الطبيعي وإطلاق ناقوس الخطر بشكل صحيح بشأن المراسل المفقود.

عندما قامت شركة كوريوم بالتحقيق في الأمر، تمكنت في النهاية من تتبع مصدر الانقطاع، وكانت المفاجأة: المكان هو ولاية وايومنج الأمريكية.

على الرغم من أن كوريوم قالت إنها لم تتمكن من تحديد هوية من أطلق الهجوم الإلكتروني، إلا أنها اكتشفت أن التخريب تم تنفيذه بمساعدة شركة ذات مسؤولية محدودة، أو LLC، ومقرها في الولاية الغربية الشاسعة.

وجدت رويترز أن هذه كانت واحدة من 3 حالات على الأقل في الأشهر الأربعة الماضية حيث أكد المدافعون ضد الهجمات الإلكترونية بتورط شركات في ولاية وايومنج في أنشطة قرصنة عالية المستوى.

الغرب الأمريكي المتوحش إلكترونياً

تشير المقابلات التي أجريت مع 6 من خبراء التكنولوجيا وضحايا القرصنة مثل مؤمن إلى أن الولاية التي كانت تُعرف سابقًا باسم الملاذ لقطاع الطرق في القرن التاسع عشر أصبحت الآن تقدم خدماتها للخارجين عن القانون في القرن الحادي والعشرين.

وقالت سارة بيث فيليكس، التي تدير شركة بالميرا الاستشارية، وهي شركة استشارية لمكافحة غسيل الأموال: “إنه الغرب المتوحش الافتراضي”.

وقالت إن الولاية جعلت تسجيل الشركات الوهمية المجهولة أمرًا سهلاً للغاية لدرجة أن المحتالين الأجانب “لا يضطرون إلى التواجد فعليًا في وايومنج للاختباء في وايومنج”.

وقال جو روبينو المستشار العام لمكتب وزير خارجية وايومنج المسؤول عن تسجيل الكيانات التجارية بالولاية، أن وزير الخارجية، تشاك جراي، يدعم فكرة القوانين الجديدة “لمنع إساءة استخدام نظام ملفات الشركات في وايومنج من قبل كيانات أجنبية” لكن المجلس التشريعي للولاية لم يتناول الأمر بعد.

لم تتمكن رويترز من تحديد عدد المرات التي يستخدم فيها قراصنة الإنترنت شركات وايومنج، لكن تورد لوندستروم، المدير الفني لشركة كوريوم، قال إن قراصنة الإنترنت يفضلون شركات هذه الولاية لتمرير حركة البيانات على الإنترنت الخاصة بهم على أنها قادمة من داخل الولايات المتحدة، وهي خدعة قيمة للقراصنة لتجاوز الدفاعات الرقمية التي تميل إلى الإبلاغ عن أو حظر حركة مرور الويب القادمة من مواقع أقل ثقة، مثل روسيا أو إيران.

هجوم عنيف ومباشر

ويُعرف العمل التخريبي الإلكتروني الذي أدى إلى توقف نقابة الصحفيين الصوماليين عن العمل في أغسطس الماضي باسم “الحرمان من الخدمة أو DDoS، الذي استهدف المواقع بوابل من حركة المرور الكثيفة التي تغمر الحاسبات الخادمة التي تستضيف المواقع مما يؤدي الي خروجها من الخدمة.

وجدت كوريوم أن أحد تيارات البيانات الضارة يمر عبر عنوان إنترنت IP المسجلة لشركة Aliat، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة مقرها في شيريدان، وهي مدينة صغيرة في وايومنج.

ولم تنجح محاولات رويترز للوصول إلى Aliat.

وقد قوبلت الرسالة التي تم تركها عبر نموذج الاتصال على موقع الشركة على الإنترنت في 9 أكتوبر الماضي برسالة آلية تعد بالرد “في غضون 48 ساعة”.

تظهر سجلات الشركة أنه تم حل الشركة ذات المسؤولية المحدودة في نفس اليوم، على الرغم من إعادتها لاحقًا.

وفي سبتمبر الماضي، أدت عملية هجوم إلكتروني من نوع DDoS إلى توقف عمل المعهد الدولي للصحافة ومقره فيينا. كانت المنظمة قد نشرت للتو تقريرًا حول كيف كانت عمليات DDoS تربك وسائل الإعلام المجرية المستقلة عندما تعرضت أيضًا لموجة عارمة من حركة المرور غير المرغوب فيها، وهو الأمر الذي وصفته المجموعة لاحقًا بأنه “الهجوم الأكثر وقاحة ومباشرة على البنية التحتية لـ المعهد الدولي للصحافة عبر الإنترنت في تاريخنا”.

خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز