يلجأ الأشخاص لدخول “الدارك ويب”، كي لا تتمكن أي جهة أو شخص من تحديد هويتهم أثناء ممارستهم أنشطة غير مشروعة
أثار مقتل طفل، بطريقة بشعة، في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في مصر بغرض بثها مصورة على “دارك ويب” التساؤلات عن هذا النوع من الإنترنت، وبحسب بيان النيابة، طلب أحد الأشخاص وهو مصري مقيم في الكويت من شخص مقيم في مصر تنفيذ هذه الجريمة مقابل خمسة ملايين جنيه، ولا تزال النيابة تحقق في دوافع وأسباب الجريمة.
وأفادت وسائل إعلام مصرية حكومية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الشخص المُحرض على الجريمة، طلب من المتهم تصويرها عبر تقنية “الفيديو كول” لبيعها على “دارك ويب”.
و ربما تكون قد سمعت عما يسمى بـ”دارك ويب” كمكان يتم فيه تداول أنشطة غير مشروعة وغير أخلاقية.
لكن الدخول إلى هذا النوع من الإنترنت لا يكون مباشرة عبر مواقع التصفح والبحث المألوفة مثل جوجل ويوتيوب وسفاري وإنترنت إكسبلورر أو ميكروسوفت أدج. إذ يجب على الشخص إنزال تطبيقات لمواقع تصفح معينة حتى يتمكن من الدخول إليها.
عادةً ما يلجأ الأشخاص لدخول “دارك ويب”، حتى لا تتمكن أي جهة أو شخص من تحديد هويتهم”، لممارسة أنشطة غير قانونية.
“الإنترنت السطحي” هو الجزء الذي نعرفه جميعاً، حيث نشاهد عبره مقاطع فيديو ونقرأ الأخبار، أما ” الدارك ويب” فهو الجانب المظلم في قاع الإنترنت، وعادة ما يستخدمه القراصنة ومحترفو الإجرام
ما سبب تسمية “دارك ويب”؟
يشبه الفضاء الإلكتروني أو الإنترنت المحيط، ويقع “دراكويب” في القاع المظلم من ذلك المحيط.
الطبقات الثلاث للإنترنت:
- الإنترنت السطحي يشكل 4% من الإنترنت: وهي المواقع التي نعرفها جميعاً أو نتصفحها لمشاهدة مقاطع فيديو أو للبحث عن أي معلومة والتسوق عبر محركات البحث مثل جوجل على سبيل المثال لا الحصر .
- “ديب ويب” يشكل حوالي 90% من الإنترنت: وهي المواقع التي تقع في عُمق شبكة الإنترنت، وتحمي حسابات المستخدمين الخاصة على مواقع مثل فيسبوك أو البريد الإلكتروني، من الظهور في محركات البحث على الإنترنت السطحي.
- “دارك ويب” يشكل 6% من شبكة الإنترنت: وهو الجانب المظلم من الشبكة، الذي عادة يستخدمه محترفو الإجرام والقراصنة عبر تشفير البيانات ويكون الدخول إليه بشكل غير مباشر وغير رسمي.
يتم تداول العملات المشفرة “البيتكوين” عبر “الدارك ويب” وقد يخسر الأشخاص أموالهم، لأنها لا تخضع لمعاييرأي بنك مركزي
سوق سوداء للسلاح وتجارة الأعضاء والإتجار بالبشر
- عرض بيانات حسابات البنوك والكروت الائتمانية والدول والشركات التي تمت قرصنتها للبيع.
- بيع الأسلحة بشكل غير مشروع لأفراد وكيانات غير رسمية.
- تجارة الأعضاء البشرية .
- يلجأ بعض الأشخاص إلى التواصل مع قراصنة على “دارك ويب” لاستئجار أشخاص للانتقام من أعداء لهم وقرصنة هواتفهم المحمولة وتسجيل المكالمات، للبدء في ابتزاز الضحايا بمقابل مادي.
- بيع مواد إباحية لأشخاص يعيشون في بلدان تجرم قوانينها نشر تلك المواد.
- يصور أشخاص أفلاماً إباحية لهم وينشرونها على هذه المنصة مقابل أموال باهظة.
- تأجير أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية.
- تداول وبيع العملات المشفرة “البيتكوين”، التي لا تخضع لرقابة أي بنك مركزي.
- ممارسة أفعال سادية : تبث أحد الألعاب على الهواء مباشرة على “دارك ويب” تديرها عصابات اختطفوا أشخاصاً، ويبدأ مزاد بدفع أموال طائلة تصل إلى آلاف الدولارات، لمن يدفع أكثر لاختيار الطرق التي سيموت بها الضحية المختطف.
يستدرج في بعض الأحيان القراصنة الأطفال عبر الألعاب الإليكترونية لدخول “الـ دارك ويب”
كيف يُستدرج الأطفال إلى “دارك ويب”؟
هناك حوادث كثيرة اٌستدرج خلالها الأطفال إلى “دارك ويب”، من خلال ألعاب يلعبونها ،على الإنترنت العادي أو ما يعرف “بالإنترنت السطحي”.
في بعض الأحيان، يتحدث أشخاص إلى أطفال يتعرفون عليهم عبر غرف التشات (المحادثة) الخاصة باللعبة، ثم يقومون بإرسال هدايا للأطفال. كما يرسلوا إليهم روابط تصفح لدخول مواقع “دارك ويب”.
وفي أحيان آخري يستدرج القراصنة الأطفال، عبر طلبهم مقابلتهم في مكان ما واختطافهم .
يقول خبراء إن مواقع وبيانات “الـ دارك ويب” تخضع لأنظمة تشفير متطورة “يكاد من المستحيل ملاحقتها أو تتبعها”
قد تمر على ادارك ويب دون أن تعلم
قد تمر على دارك ويب من أي متصفح للإنترنت يومياً دون أن تعلم.
عندما يقوم بعض الأشخاص بإنزال أفلام أو مسلسلات سينمائية بشكل غير قانوني، من الممكن أن يتم تنزيل، بجانب الأفلام، روابط يسرق الهاكرز من خلالها بيانات الشخص ويخترقون جهاز الموبايل.
وبعدها، يستطيعون اختراق الكاميرا وتصويره في أي وقت حتى لو كان غير متصل بالإنترنت، ليبتزوه لاحقاً مستخدمين الصور الخاصة به.
أما في حال دخل بعض الأشخاص “دارك ويب” لمعرفة محتواها من باب الفضول، فالأمر ليس بسيطاً على الإطلاق، إذا سيكون الشخص فريسة سهلة للقراصنة والمحتالين، وستُعرض بياناته للخطر.
كما أنه يصعُب ملاحقة المحتالين أو تحديد هويتهم عبر تلك الشبكة الخفية.
إذ إن مواقعها والبيانات التي يتم تداولها عبرها “مٌشفرة”، كما أن أنواع التشفير المستخدمة في تطويرها متطورة للغاية، و”يكاد من المستحيل ملاحقتها أو تتبعها”.
أول من طور “الـ دارك ويب” في منتصف التسعينيات هو الجيش الأمريكي، لحفظ بيانته وحماية أمنه القومي، لكن أُسيء استخدامه فيما بعد من قبل مطورين وقراصنة
استخدام “دارك ويب” بغرض الحماية
طُورت “دارك ويب” لأول مرة في منتصف التسعينيات من قبل باحثين عسكريين أمريكيين بغرض حماية البيانات الحكومية والأمن القومي الأمريكي وفصلها بعيداً عن الفضاء الإليكتروني المتاح للجميع.
كما أن بعض الدول والوزارات تحفظ وتخزن بيانتها عبرها.
الغرض من الأساس من تطوير “دارك ويب” كان لحماية البيانات، لكنه أسيء استخدامها بعد ذلك بشكل غير مشروع”.
كما توصي منظمة ” مراسلون بلا حدود” الصحفيين باستخدام “دارك ويب” عند التعامل مع مصادر للكشف عن وقائع فساد في الأنظمة التي تصنفها بال”قمعية”.
وقد استخدمت، خلال الربيع العربي للتهرب من الرقابة لإرسال مواد تغطية الاحتجاجات وأعمال الشغب إلى الصحافة الدولية.
في بعض الأحيان يشعر الصحفي بأنه “غير آمن” ويخشى من حفظ بيانته على شبكة الإنترنت، لأنه يسهل متابعتها والوصول إليها، لكن استخدامه “دارك ويب” أمر “خطأً للغاية”، لأنه مجال مفتوح لأعمال غير قانونية.
يستطيع الأهل مراقبة أنشطة أبنائهم عبر الإنترنت والتأكد من تصفحهم مواقع آمنة من خلال برامج معينة
كيف تحمي أطفالك من الدخول على “دارك ويب”؟
عدم معرفة الأهل بشكل جيد بالإنترنت، يجعلهم غير واعيين بالمخاطر المحيطة بأطفالهم في هذا الفضاء الإليكتروني الواسع.
يجل أن يكون لدى الأهل ثقافة ومعرفة تامة بالإنترنت من خلال الحصول على دورات في الأمن علي الإنترنت والأمن الإلكتروني، بدلا من أن يصبح هدف ابني وهو في سن الـ18 هدفه الدخول إلى دارك ويب ،….. من الممكن أن نسجل لأبنائنا في دورات حول أنظمة حماية الموبايلات والكمبيوتر”، لكي يحمون أنفسهم من أي مخاطر على شبكة الإنترنت.
بعض النصائح للأهل:
- معرفة الأهل بأضرار الإنترنت على الأطفال من خلال الانخراط في دورات مختلفة.
- تنزيل برامج تمنع دخول الأطفال على مواقع تبث محتوى غير لائق مقابل اشتراك سنوي أو شهري مثل
Family Link وQustudio و Kaspersky Safe Kids و Norton Family.
المصدر: بي بي سي
Egypt14 