
تراجعت شركة جوجل، في خطوة مفاجئة، عن خطة كانت أعلنت عنها لأول مرة قبل أربع سنوات للتخلي عن “ملفات تعريف الارتباط Privacy Sandbox” التي تهدف إلى تتبع نشاط المستخدم على متصفحها “كروم”، وقالت هيئة مراقبة خصوصية البيانات في المملكة المتحدة إنها “تشعر بخيبة أمل” إزاء القرار.
وتعد ملفات تعريف الارتباط ملفات صغيرة محفوظة على جهاز الكمبيوتر الخاص، تسمح لشركات الدعاية بتتبع نشاط المستخدم على الإنترنت واستهدافه بالإعلانات.
وتقول جوجل إنها ستتبع نهجا جديدا بدلا من ذلك، يتيح للمستخدمين اتخاذ “خيار محدد ينطبق على كل عمليات تصفح الإنترنت الخاصة بهم”، والخطوات محل نقاش حاليا مع الجهات التنظيمية.
وتشير الخطوة إلى أن الشركة لن تتخلى عن نهجها البديل للإعلان، ولكنها ستسمح بعمل نظام قائم على ملفات تعريف الارتباط بطريقة موازية.
ويعني ذلك أن المستخدمين سيرون نافذة تطلب منهم، كالعادة، تشغيل ملفات تعريف الارتباط أو إيقاف تشغيلها في المستقبل.
وقال ستيفن بونر، من مكتب مفوض المعلومات: “رأينا أن التخلي عن ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالطرف الثالث سيكون خطوة إيجابية للمستهلكين”.
وأضاف: “تمثل الخطة الجديدة التي وضعتها جوجل تغييرا مهما، وسوف ندرس مسار العمل الجديد هذا عند توفر المزيد من التفاصيل”.
وضع حماية الخصوصية

ملفات تعريف الارتباط هي ملفات صغيرة يجري الاحتفاظ بها على جهاز الكمبيوتر الخاص، تتبعها شركات الدعاية لترصد بها نشاط المستخدم على الإنترنت وما يتصفحه، وهي تاريخيا تعد جزءا أساسيا من الطريقة التي تعمل بها الإعلانات الرقمية.
وتعد جوجل جهة رئيسية في مجال الإعلان عبر الإنترنت، لذا فإن خطتها لاستبدال ملفات تعريف الارتباط، التي يطلق عليها اسم “Privacy Sandbox” أثارت الجدل، مما دفع الشركات المنافسة وشركات الإعلان على الإنترنت إلى الاعتراض على هذه المقترحات.
وكانت هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة قد تدخلت في عام 2021، خوفا من أن تؤدي خطط جوجل إلى قيام المزيد من شركات الدعاية باستخدام أنظمة الشركة الخاصة.
وحصلت الهيئة على ضمانات من جوجل في عام 2022 تهدف إلى تهدئة تلك المخاوف، وهي الآن تسعى إلى معرفة رد الفعل على تغيير الخطة.
وقالت الهيئة: “سنحتاج إلى النظر بعناية في نهج جوجل الجديد، والعمل بشكل وثيق مع مكتب مفوض المعلومات في هذا الصدد، والآراء بشأن نهج جوجل المعدّل، بما في ذلك الآثار المحتملة على المستخدمين ونتائج السوق”.
ورحب جيف جرين، رئيس منصة الإعلانات “ذا ديسك تريد”، بالخطوة.
وقال: “تحدثت منذ سنوات للشركات في قطاع عملنا، ولـ جوجل، وحتى لـ وول ستريت، أنني أعتقد أنه من الخطأ الاستراتيجي أن تتخلص جوجل من ملفات تعريف الارتباط الخاصة بتتبع المستخدم”.
وأضاف: “يبدو أن جوجل تعترف أخيرا بأن الخيار الأفضل بالنسبة لها هو منح المستخدم الاختيار بنفسه”.
المصدر: بي بي سي

