ما تأثير الذكاء الاصطناعي على انتاجية الشركات الألمانية؟

تأثير متزايد للروبوت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي علي اقتصاد الدول

تأثير متزايد للروبوت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي علي اقتصاد الدول

أجرى معهد إيفو الألماني لأبحاث الاقتصاد استطلاع رأي شمل 6.000 شركة المانية بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي. أي القطاعات ستكون الرائدة؟

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد إيفو الألماني لأبحاث الاقتصاد أن أكثر من ثلثي الشركات في ألمانيا تتوقع زيادة في الإنتاجية قريباً بفضل الذكاء الاصطناعي.

تقوم الشركات الألمانية بشكل متزايد بتجربة الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر إنتاجية، لكن البعض يحذر من أن المكاسب التي تعد بها التكنولوجيا قد تكون على بعد سنوات.

من أتمتة العمليات إلى تحسين سلاسل التوريد، تلجأ الشركات الألمانية إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لمجموعة متزايدة من الوظائف. ومن المتوقع أن تجعل التكنولوجيا العمل أكثر كفاءة من خلال تقليل المهام المتكررة وتحرير الموظفين لوظائف جديدة ذات قيمة أعلى.

في ظل البيئة الاقتصادية الصعبة، تبحث العديد من الشركات في ألمانيا عن طرق لتحسين أداء أعمالها. وهم يعتمدون على التكنولوجيا على وجه الخصوص: فقد استخدم أكثر من نصفهم (54%) الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيره من التقنيات لزيادة أتمتة العمليات في السنوات الثلاث الماضية.
وينوي حوالي الثلث (35%) أن يحذوا حذوهم في العام المقبل.
كما قامت 59% من الشركات بفتح أسواق جديدة أو تحسينها خلال السنوات الثلاث الماضية، في حين تخطط 23% منها للقيام بذلك في العام المقبل.
وفي العام المقبل، ترغب الشركات أيضًا في تحسين رأس المال العامل لديها (57%) والدخول في تحالفات استراتيجية جديدة (40%) لتحسين الأداء.

كيف تواجه ألمانيا تحديات الذكاء الاصطناعي

خصص صندوق الذكاء الاصطناعي الألماني ما بين 35 إلى 50 مليون يورو للشركات الناشئة في ألمانيا وأوروبا مع نماذج أعمال قائمة على الذكاء الاصطناعي لمدة عشر سنوات.
وتعمل نحو 6300 شركة ناشئة في أوروبا على الذكاء الاصطناعي، وفقاً لمعهد الذكاء الاصطناعي التطبيقي لأوروبا. تمتلك ألمانيا أكبر عدد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يعاني من نقص حاد في التمويل في ألمانيا. ويهدف الصندوق إلى مواجهة هذا الوضع وتقليص فجوات التمويل في أوروبا وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام.

الأفراد والمعدات التكنولوجية من العوامل الحاسمة

ووفقاً للمشاركين في الأستطلاعات، فإن مهارات الموظفين (57%) وتوافر البيانات (47%) لهما التأثير الأكبر على زيادة أداء الأعمال على المدى القصير.
لكن على المدى المتوسط ​​والطويل، يقدرون أن تأثيرهم سيكون أضعف بشكل متزايد.
وفي المقابل، تركز معظم الشركات على إدارة المخاطر (43%)، وظروف السوق (38%)، وتوجهاتها الاستراتيجية (38%) على المدى المتوسط.
وعلى المدى الطويل، اعتبر حوالي نصف الذين شملهم الاستطلاع أن المعدات التكنولوجية وعوامل الموقع مثل البنية التحتية والموارد المالية هي التدابير الواعدة لتحسين الأداء.

صعوبات تواجه الاقتصاد الألماني

يمر الاقتصاد الألماني الأقوى أوروبيا بفترة صعبة منذ جائحة كورونا واندلاع الحرب في أوكرانيا. وتزاد الخشية من تعرضه لركود طويل الأمد على ضوء تراجع الاستثمارات وتقليص الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الطاقة.

وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي أجراه المعهد بين حوالي 6,000 شركة، أن 27% من الشركات تستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل. وتوقعت الشركات المشاركة في الاستطلاع أن تحقق زيادة في الإنتاجية تتراوح بين 8% و16% خلال السنوات الخمس المقبلة بفضل الذكاء الاصطناعي.

وحسب نتائج الاستطلاع، تعلق شركات تقديم الخدمات وشركات التجارة والصناعة آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي؛ وفي المقابل، تعلق الشركات العاملة في قطاع البناء آمالاً أقل على هذه التقنية.

من جانبه، قال كلاوس فولراب، مدير الاستطلاعات في معهد إيفو، إن هذا النطاق يعكس حالة عدم اليقين بشأن التأثيرات الدقيقة للذكاء الاصطناعي. لكنه أكد أن “جميع الشركات سيتعين عليها أن تدرس ما إذا كانت ستستخدم الذكاء الاصطناعي وكيف يمكنها استخدامه”.

خفضت مجموعة من الاقتصاديين الألمان من توقعاتهم لنمو الاقتصاد الألماني ، الخميس (26 سبتمبر 2024)، حيث توقعوا انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة طفيفة خلال العام الجاري.

وأفادت مجموعة مشروع التوقعات الاقتصادية المشتركة إن إجمالي الناتج المحلي سينكمش بنسبة 0,1% خلال عام 2024، وهذا بانخفاض بواقع 0,2% مقارنة بتوقعات المجموعة منذ 6 أشهر.

ويواجه الاقتصاد الألماني أيضا خطر التراجع لعامين متتاليين. ورغم أنه من المتوقع حصول انتعاش خلال السنة، إلا أن النمو لن يستعيد وتيرته التي كان عليها قبل وباء كوفيد-19 بحسب ما توقعت مجموعة تضم خمسة معاهد (DIW، وIfo، وIfW Kiel، وIWH، وRWI).

وللعامين التاليين، توقعت المعاهد انتعاشا ضئيلا مع ارتفاع بنسبة 0,8% في 2025 و1,3% في 2026. من المتوقع أن يقوم وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بتعديل توقعاته للنمو لعام 2024 هذا الخريف، والتي تبلغ حاليا +0,3%.

اعتماد ألمانيا علي الغاز الروسي الرخيص

ولطالما استفاد الاقتصاد الألماني لفترة طويلة من موارد طاقة رخيصة، وذلك بفضل اتفاقيات للحصول على امدادات من الغاز الروسي مع موسكو، والصادرات القوية لا سيما الى الصين. وهذان النموذجان يواجهان أزمة اليوم، من جهة بسبب الحرب في أوكرانيا ومن جهة أخرى بسبب ضعف الطلب العالمي والتوجهات الحمائية.

ويزداد القلق خصوصا جراء أزمة قطاع السيارات، حيث بدأت الأربعاء مفاوضات حاسمة بشأن مستقبل شركة فولكسفاجن، أكبر منتج أوروبي مهدد بإغلاق مصانع في ألمانيا وإلغاء آلاف الوظائف. وتدريجا يتوقع أن يحفز الاستهلاك الخاص مدعوما بارتفاع الرواتب الفعلية بسبب تراجع التضخم وزيادة الأجور والانتعاش في أبرز الأسواق الأوروبية الرئيسية، الاقتصاد الألماني.


المصدر: الوكالة الألمانية – وكالات

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.