
طائرة بدون طيار من طراز “أندوريل إندوري إندستريز فيوري (AAV)” في معرض باريس الدولي الخامس والخمسين للطيران في مطار لو بورجيه بالقرب من باريس، فرنسا، 17 يونيو 2025
استغل شركات الدفاع الأمريكية الكبرى، بدعم من وفد عالي المستوي يضم أكثر من 25 من أعضاء الكونجرس الأمريكي، معرض باريس الجوي لعرض أحدث التقنيات واستمالة الشركاء الأوروبيين في سعيهم للاستفادة من الإنفاق العسكري المتزايد في المنطقة، وسط مخاوف متزايدة بشأن الرسوم الجمركية المحتملة على صناعة الطيران الأمريكية وقضايا الأمن القومي، حسبما صرح أعضاء من الكونجرس لرويترز.
تعهدت العديد من الدول الأوروبية بزيادة ميزانيات الدفاع بشكل كبير رداً على غزو روسيا لأوكرانيا، وفي ظل تهديد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقليص الدعم العسكري للمنطقة.
قدمت المفوضية الأوروبية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، المقترحات في تقرير رسمي حول الدفاع، يهدف إلى ضمان أن تتمتع أوروبا بوضع دفاعي “قوي وكافٍ” بحلول عام 2030.
وقالت ينبغي على أوروبا زيادة الإنفاق العسكري، وتجميع الموارد في مشاريع دفاعية مشتركة، وشراء المزيد من الأسلحة الأوروبية، وفقًا لمخطط الاتحاد الأوروبي الذي تم الكشف عنه في شهر مارس الماضي، مدفوعًا بمخاوف من روسيا وشكوك حول مستقبل الحماية الأمريكية.
صرحت كاجا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، للصحفيين في بروكسل: “النظام الدولي يشهد تغيرات لم تشهدها منذ عام 1945، هذه لحظة حاسمة بالنسبة للأمن الأوروبي”.
كان هذا التوتر غائبًا بشكل ملحوظ في معرض باريس الجوي هذا الأسبوع، حيث تعهد المشرعون الأمريكيون ومصنعو الأسلحة بتعزيز الشراكة عبر الأطلسي في الوقت الذي تزيد فيه أوروبا إنفاقها على كل شيء بدءًا من قذائف المدفعية والطائرات المقاتلة وحتى أنظمة الدفاع الصاروخي.
“نحن ندرك أن حلفاءنا وشركاءنا يمثلون قوة مضاعفة، لذا فإننا نكون أقوى عندما نعمل معًا”، هذا ما صرح به السناتور الأمريكي جيري موران، عضو الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، للصحفيين في المعرض، الذي يعد أكبر تجمع في العالم في مجال الفضاء الجوي والدفاع.
موران، الذي كان وفده يدعم صانعي الأسلحة الأمريكيين، قال إن الوفد كان في باريس لإرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة “شريك موثوق ويمكن الاعتماد عليه”.
يتناقض هذا النبرة التصالحية بشكل صارخ مع سلسلة التصريحات الاستخفافية الأخيرة التي أدلت بها إدارة ترامب بشأن أوروبا وصناعتها الدفاعية.

طائرة سلاح الجو الفرنسي رافال C F3-R 116 من إنتاج شركة داسو الفرنسية
قالت السناتور الديمقراطية جين شاهين للصحفيين في باريس، معربة عن رغبتها في تعزيز العلاقات الدفاعية مع أوروبا “أعتقد أن عداء حلفائنا لا يجعلنا أقوى”.
تأمل الشركات الأمريكية في تعزيز وضعها المتفوق مع ارتفاع الإنفاق العسكري الأوروبي، بما في ذلك الشراكات التي تعد وسيلة لتخفيف أي توترات دبلوماسية محتملة.
كان المنافسون الأوروبيون متفائلين بشأن آفاق نموهم المستقبلية، لكنهم قالوا إن القيود المفروضة على الميزانية وغياب التحالفات الإقليمية تعوق التقدم، معترفين بأنهم سيظلون بحاجة إلى دعم كبير من الولايات المتحدة.
قال روبرتو سينجولاني، الرئيس التنفيذي لشركة ليوناردو، للصحفيين يوم الثلاثاء 17 يونيو “السيادة الوطنية مهمة، لكن التفتت ضار. نحن بحاجة إلى إيجاد طريقة لتحقيق التوازن”.
قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو إن أوروبا تعاني من “بيروقراطية مفرطة” مقارنة بالولايات المتحدة، وتحتاج إلى التكيف مع عصر عسكري جديد يتميز بتكنولوجيا أسرع وأرخص وأكثر مرونة.
خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز

