رجل يمر أمام شعار تطبيق الهاتف المحمول إنستجرام، خلال مؤتمر في مومباي، الهند، 20 سبتمبر 2023

ستقوم إنستجرام بتقييد ما يمكن للمستخدمين دون سن 18 عامًا رؤيته على المنصة باستخدام فلاتر مستوحاة من نظام تصنيف الأفلام PG-13 المستخدم في صناعة السينما، في أحدث خطوة من قبل الشركة الأم ميتا للتصدي للانتقادات التي تقول إنها لم تفعل ما يكفي لحماية المراهقين على الإنترنت. 

وستطبق هذه السياسة، التي سيتم إطلاقها بحلول نهاية العام، أيضًا على المحادثات مع روبوتات الدردشة الذكية التابعة للشركة، والتي يحقق المشرعون بشأنها لقيامها بمحادثات جنسية غير لائقة مع الأطفال.

قال ماكس أولينشتاين، رئيس إدارة المنتجات في التطبيق، إن إنستجرام تهدف من خلال اختيار معيار PG-13 إلى تعريف الآباء بسياستها الجديدة.

قال السيد إيولنشتاين في مقابلة: “الاتجاه الذي نهتدي به في تجربة المراهقين هو الآباء والأمهات وما يخبروننا به عن رغباتهم لمراهقيهم، وهذا ما أدى إلى هذا التطور وسبب تركيزنا على معيار PG-13”.

يُسمح عمومًا للأفلام المصنفة PG-13 أن تحتوي على بعض الألفاظ البذيئة والعنف الخفيف والعري الجزئي، على الرغم من أن ميتا قالت إنها لن توصي بالمحتوى الذي يحتوي على عري للمستخدمين المراهقين.

قبل عام، أجرت إنستجرام تغييرات جذرية على إعدادات حسابات مستخدميه المراهقين (Account Settings) بعد تزايد القلق من قبل الآباء والمشرعين بشأن قضايا سلامة الأطفال، يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 أخذت الشركة خطوة جديدة لحماية مستخدمي الشبكة الاجتماعية من صغار السن.

في أغسطس الماضي، أضافت ميتا إجراءات وقائية للمراهقين في جميع منتجاتها التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من خلال تدريب أنظمتها على تجنب المحادثات الغزلية والمناقشات المتعلقة بإيذاء النفس أو الانتحار مع القاصرين. جاء ذلك في أعقاب التعديل الشامل العام الماضي الذي أدى إلى تعزيز الخصوصية والرقابة الأبوية لمستخدمي إنستجرام الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

شبكات شركة ميتا تحت الرقابة

مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك يدلي بشهادته حول فضيحة تسرب البيانات أمام الكونجرس

تواجه شركة ميتا، التي تمتلك أيضًا شبكات فيسبوك و واتساب و ماسنجر، منذ فترة طويلة مخاوف بشأن تأثير تطبيقاتها على الأطفال، وقد وعدت بحماية القاصرين من المحتوى غير اللائق منذ عام 2008.

وقد تعرض مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي للشركة، لاستجواب شديد من قبل المشرعين في الكونجرس الأمريكي بشأن قضايا سلامة الأطفال. وتواجه ميتا دعاوى قضائية تتعلق بالإصابة الشخصية لمستخدمي شبكاتها الاجتماعية وذلك في المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات، تتهمها بإلحاق الضرر بالشباب من خلال منتج يسبب الإدمان.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب انتقادات من جماعات الدفاع عن حقوق المستخدمين ودعاوى قضائية تزعم أن الشركة فشلت في حماية المستخدمين الشباب من المحتوى الضار أو ضللتهم بشأن الأضرار النفسية الناجمة عن منصاتها.

يقول إيولنشتاين إن إنستجرام لديها مئات الملايين من المستخدمين المراهقين، وأن هذه التغييرات هي أهم تحديثات تم إجراؤها على محتوى المراهقين منذ إصلاح السياسة العام الماضي.

أظهر تقرير صدر في سبتمبر الماضي أن العديد من ميزات الأمان التي طبقتها ميتا على إنستجرام على مر السنين لا تعمل بشكل جيد أو غير موجودة. وكشفت رويترز أيضًا في أغسطس أن ميتا سمحت بسلوك استفزازي من قبل روبوتات الدردشة، بما في ذلك السماح للروبوتات بالانخراط في “محادثات رومانسية أو حسية”.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه ميتا و تيك توك و يوتيوب مئات الدعاوى القضائية المرفوعة نيابة عن الأطفال والمناطق التعليمية بشأن الطبيعة الإدمانية (إدمان وسائل التواصل الاجتماعي).

الخطوات الجديدة التي اتخذتها ميتا لحماية الأطفال والمراهقين

حماية الأطفال والمراهقين علي وسائل التواصل الاجتماعي تثير قلق الآباء والأمهات والجهات التشريعية

كجزء من تلك التغييرات الأولية، تم جعل حسابات الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا خاصة مما يعني أن المتابعين الذين وافق عليهم صاحب الحساب بشكل محدد هم فقط من يمكنهم رؤية منشوراتهم (Posts).

أدت التغييرات التي أُدخلت على إجراءات السلامة العام الماضي إلى تقييد المواد التي يمكن عرضها للمراهقين في موجزاتهم “feeds”.

المحتوي المحدود

وستجعل التغييرات التي أُعلن عنها يوم الثلاثاء 14 أكتوبر، من الصعب على المراهقين البحث عن محتوى للبالغين وستمنعهم من التفاعل مع حسابات معينة تمامًا. سيقدم التطبيق أيضًا إعدادًا Settings يسمى “محتوى محدود Limited Content” يمكن للآباء فرضه وهو أكثر صرامة من نظام التصنيف PG-13.

قالت شركة ميتا يوم الثلاثاء 14 أكتوبر إن خطوتها الأخيرة تضع حسابات المراهقين تلقائيًا تحت إعدادات PG-13، والتي يمكن للآباء من خلال خصائص “المحتوي المحدود” تعديلها لإضافة ضوابط أكثر صرامة على المحتوى و تحدبد وقت استخدامهم للشبكة. كما سيتم منع المستخدمين المراهقين من التفاعل مع الحسابات التي تشارك مواد غير مناسبة لعمرهم.

وقالت ميتا في منشور على مدونتها: “نأمل أن يطمئن هذا التحديث الآباء والأمهات. نحن نعلم أن المراهقين قد يحاولون تجنب هذه القيود، ولهذا السبب سنستخدم تقنية توقع العمر لوضع المراهقين تحت حماية أكبر للمحتوى، حتى لو ادعوا أنهم بالغون”.

تعديلات علي نظم الذكاء الاصطناعي

مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. تستثمر ميتا مئات المليارات من الدولارات في الذكاء الاصطناعي، وترى أن الروبوتات هي مفتاح تفاعل المستخدمين

تعد هذه التغييرات من أول تحديثات الأمان الرئيسية التي أجرتها ميتا على روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والتي تخضع للتدقيق بسبب المحادثات التي أضرت ببعض المستخدمين.

على إنستجرام، تمتلك الشركة “شخصيات ذكاء اصطناعي”، وهي روبوتات دردشة chatbots ذات شخصيات خيالية يمكن للمستخدمين مراسلتها كما يفعلون مع الحسابات البشرية الأخرى. قالت ميتا إن روبوتات الدردشة هذه “لن تقدم ردودًا غير مناسبة للعمر” والتي قد تكون غير ملائمة في فيلم مخصص للفئة العمرية 13 عامًا فما فوق.

يتم تصنيف الفيلم على أنه PG-13 بعد أن تصوت لجنة من الآباء على ما إذا كان مناسبًا للأطفال بناءً على إرشادات جمعية الأفلام السينمائية.

بالنسبة لسياستها الجديدة، اتبعت إنستجرام عملية مماثلة، حيث أنشأت لجانًا تضم آلاف الآباء لتصنيف المواد على التطبيق التي اعتبروها مناسبة لـ PG-13. وقال إيولنشتاين إنها ستستخدم أيضًا أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتصنيف المحتوى ومراقبته.

على غرار تصنيفات رابطة صناعة السينما الأمريكية، سيقيد النظام الجديد المنشورات Posts التي تحتوي على لغة بذيئة أو حركات خطرة أو إشارات إلى المخدرات أو مواضيع أخرى للبالغين.

سيتم إطلاق الإعدادات الجديدة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا، ومن المتوقع إطلاقها بالكامل بحلول نهاية العام. كما ستقدم ميتا المزيد من الإجراءات الوقائية للمراهقين على فيسبوك.

خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز – نيويورك تايمز