ليس غريباً على سكان الشرق الأوسط أن يكون صيفهم شديد الحرارة، حتى أن شهر أغسطس معروف بـ “أغسطس اللهّاب”، لكنهم هذا العام يقاسون حراً لم يألفوه من قبل.
وتسببت موجة الحر في مقتل سجناء ومرضى نفسيين. فقد لقي 3 مساجين مصرعهم داخل قسم للشرطة في العاصمة القاهرة ، بعد إصابتهم بحالة إغماء وضيق في التنفس، كما توفي 3 مرضى من نزلاء مستشفى للصحة النفسية شمال العاصمة، وإثر ذلك واجهت الحكومة اتهامات بالتقصير والإهمال في توفير العلاجات الصحية تناسب تلك المؤسسات ، في ظل موجة الحر التي تواجهها البلاد.
وفي العراق، ارتفع مقياس الحرارة بالتوازي مع ازدياد غضب العراقيين من تردي الخدمات، خاصة مع عجز الحكومات المتعاقبة عن توفير الكهرباء، فملأوا الشوارع والساحات العامة في مظاهرات عارمة للمطالبة بتطهير النخبة السياسية ومحاسبة المسؤولين عن صلْيِهم في أجواء تجاوزت حرارتها الـ 55 درجة مئوية، وبعد أن ضاقوا ذرعاً من قضاء معظم ساعات يومهم في حرّ خانق وهم محرومون مما يخفف قسوة حرارة الصيف من ماء وكهرباء.
ولم تقتصر آثار موجة الحر الشديد على البشر، فقد طالت المواشي والدواجن، حيث أعلن عاملون في قطاع الدواجن في الأردن عن نفوق 300 ألف طير خلال أول أسبوع من الشهر الجاري. كما أكد أصحاب مزارع لتربية الدواجن في الضفة الغربية نفوق أكثر من 35 ألف رأس رغم الإجراءات الوقائية التي اتخذوها لحماية دواجنهم من لفحة الشمس القاتلة.
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو أظهرت الأساليب المبتكرة التي واجه بها الناس موجة الحر، فمنهم من وضع مكعبات ثلجية في غربال تحت صنبور الاستحمام، ومنهم من قلى بيضة بمجرد كسر قشرتها فوق مقلاة موضوعة على الرصيف.
ووجهت وزارة الصحة المصرية نصائح للمواطنين لمواجهة موجة الحر:
التوجه مباشرة إلى أقرب مستشفى في حالة الشعور بأعراض ضربات الشمس، وهي ارتفاع درجة حرارة الجسم، واحمرار الوجه وجفاف الجلد، والتهاب العين، فضلا عن إجهاد عام يصاحبه صداع وتقلصات عضلية، والشعور بدوار مع قيء، وشعور بالهذيان يؤدي إلى فقدان الوعي وسرعة في النبض مع تنفس غير طبيعي.
وفي وزارة القوى العاملة المصرية كشف مصدر مسؤول أن الوزارة تدرس حاليا منح الموظفين إجازة من العمل لدواع موجة الحر، إن استدعت الحاجة.
المصدر: بي بي سي – سكاي نيوز


