
لا شك في أن تطبيق “إنستجرام” أصبح جزءاً أساسياً من المشهد الاجتماعي والفني والسياحي والاقتصادي وحتى السياسي
احتفل موقع مشاركة الصور “إنستجرام” بعيده الخامس، وقائمة ضيوف الحفل تضمنت أكثر من 400 مليون اسم.
لا، إنه ليس أضخم حفل في العالم. إنه ببساطة عدد المستخدمين الناشطين على الموقع، الذين لا يتجاوز سن نصفهم تقريباً، الـ 25 سنة.
وما يميز التطبيق بشكل أساسي هو البساطة، فمنذ أن تم افتتاحه، لم يتغير كثيراً بشكله الخارجي. لكن مع الإعلانات التي بدأت تظهر في الموقع، يبدو أنه يمر في مفترق طرق بين ما كان عليه وما سيؤول إليه.
لكن بعيداً عن هذا، لا شك في أن هذا التطبيق أصبح جزءاً أساسياً من المشهد الاجتماعي والفني والسياحي والاقتصادي وحتى السياسي. وتتعرفون فيما يلي كيف غيّر “إنستجرام” العالم.
الموضة
بالرغم من جمال الصور والأفكار التي قد توصلها، إلا أن الجمهور يبحث عن القصة أيضاً، وكثير من حسابات دور الأزياء قد استجابت لهذه الرغبة بمشاركة القصص التي تقف وراء كل صورة. وبهذا، سمحوا لمتابعيهم بالدخول إلى عالم كانت أبوابه موصدة عن الساحة العامة فيما مضى.
فمن قصص الإلهام والجهد الجماعي، إلى صور ما وراء الكواليس، يتمكن ملايين المتابعين – حتى الذين لا يستطيعون تحمل ثمن الملابس الباهظة لأشهر المصممين – من الدخول إلى عالم الرقي والأناقة.
وبحسب رئيسة شراكات الموضة في “إنستجرام”، “يوجد تواصل أكبر مع الزبون الآن. فإنستجرام يمكن الأسماء التجارية من بناء صوت لها والحديث بخصوصية إكثر إلى زبائنهم”، ما يعطيهم طابعاً بشرياً أكثر، على حد قولها.
الفن
يقول فنان الإنترنت رفاييل روزيندال، الذي يستعمل استنغرام لعرض أعماله: “أنا أستعمل (إنستجرام) كاستديو مفتوح لعرض عملية تحضير عملي، بالإضافة إلى حياتي، التي تعتبر جزءاً من العمل أيضاً”.
ويضيف روزندال أنه بهذه الطريقة، تمكن هذا التطبيق من إزالة الغموض الذي يلف حياة الفنانين.
السفر
وسع “إنستجرام” آفاق متابعيه، وجعلهم في بحث دائم عن أجمل الأماكن لتصويرها. كما كلفت شركات السفريات والطيران مصوري “إنستجرام” المشهورين بالتقاط صور لها، كجزء من حملاتها الترويجية.
فمثلاً، استقال المصور إلكو روسمن من عمله كمستشار تقنية معلومات في شركة “IBM“، ليتفرغ للتصوير تماماً. وعمل بالتصوير لشركات مثل طيران “ألبيرتا”، و”سامسونغ”، و”دوكاتي”.
ويقول روس: “بالنسبة لعلامات السفر التجارية، “إنستجرام” طريقة تتيح الحساب أكثر من طرق الإعلام التقليدية فيما يتعلق بمعرفة ما يفكر الجمهور فيه. لم يسبق لي أن تعاملت مع عداوة من جانب المصورين “التقليديين”، لكن يتوجب عليي أن أدافع عن طرق التصوير غير التقليدية أحياناً”.
الطعام
كما هو الحال مع الموضة، يقود “إنستجرام” تحركاً كبيراً فيما يتعلق بالتحركات الجديدة في عالم الطبخ والطعام، مثل الحال مع الكتاب المختصين بالطعام، مثل “Hemsley and Hemsley“، الذين يأخذون صوراً لأطباق صحية بألوان جريئة، لتبدو وكأنها قطع فنية مخصصة لذائقة المتابعين.
وبالإضافة إلى هذا، هناك الاهتمام الذي قد تحول إلى هوس بالنسبة للبعض بأخذ الصورة المثالية لطعامهم ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الشهرة
لتطبيق “إنستجرام” قدرة على إعطاء الأشخاص شهرة وجماهيرية سريعة دون الحاجة لأن يكون لديهم تواجد خارج عالم التطبيق. فالصورة التي التقطها المصور سام يلدهام لزوجين جديدين أثناء غروب الشمس (في معرض الصور أعلاه) لاقت أصداء واسعة. ويقول يلدهام “كان الاهتمام إيجابياً. أعتقد أنه بصرف النظر عن الزمن، كل أنواع الفن المؤثر والجذاب سيجد جمهوراً دائماً”.
النشاط
بطبيعتها التي تتيح التحدث والتعبير للجميع، توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة ترويجة لأي نوع من الحملات والنشاط، وجمهور “إنستجرام” الشاب ناشط بشكل واضح، بصرف النظر عما إذا كانت القضايا اجتماعية أو سياسية أو مثيرة للجدل بشكل عام.
ويقول المصور الصحفي رودي روي إنه كان “تحت رحمة” المحررين في وسائل الإعلام إلى أن أصبح يستعمل “إنستجرام”. ويضيف: “في السابق، اعتمدنا على المجلات والتلفاز والإنترنت إلى حدٍ أبسط لإعطاء نافذة إلى عوالم بعيدة، ولكن هذا ليس الحال الآن. أنا أستعمل (إنستجرام) لتسليط الضوء على مشاكل المجتمع”.

