دراسة: الخليج قد يشهد طقسا حارا لا يتحمله البشر

مدينة دبي أثناء عاصفة رملية

مدينة دبي أثناء عاصفة رملية

حذرت دراسة علمية جديدة من أن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة بمنطقة الخليج سيجعل العيش فيها مستحيلا بعد 60 أو 80 عاما، وسيؤدي إلى عواقب على أداء مناسك الحج، خاصة في فصل الصيف.

وبحسب الدراسة، التي قام بها علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن درجات الحرارة قد تصل إلى معدلات كبيرة لا يمكن تحملها خلال موجات الحرارة بنهاية القرن الحالي إذا لم تتخذ خطوات للتعامل مع التغير المناخي.

ودعا العلماء إلى تخفيض انبعاثات الكربون كي يكون الارتفاع في درجات الحرارة في الحدود الآمنة.

ويقول جيريمي بال، الأستاذ في جامعة لويولا ماريمونت في لوس أنجيليس الأمريكية “الانسان الطبيعي يحتفظ جسده بمعدل حرارة يبلغ 37 درجة مئوية بينما تبلغ درجة حرارة الجلد أقل من ذلك بقليل والفارق في درجة الحرارة يسمح لنا بالتخلص من الحرارة الزائدة عن حاجة الجسم خاصة في الأجواء الرطبة”.

ويضيف “لكن عندما تصل درجة حرارة الجو إلى حد معين مصحوبا بمعدل مرتفع من الرطوبة يصبح الجسم البشري غير قادر على التبريد وتزداد درجة حرارته أكثر”.

وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة “Nature Climate Change” إلى أن “ارتفاع درجة الحرارة بنسبة عالية تدفع البشر إلى الغرق في العرق الذي لا يمكن أن يتبخر من على أجسادهم بسبب ارتفاع حاد في نسبة الرطوبة التي بدورها تتبخر نتيجة ارتفاع درجة حرارة المياه في البحار والمحيطات، وبالتالي، فإن ذلك يعرض جسم الإنسان للخطر، ومع استمرار ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في آن واحد لأوقات طويلة سيخلق ذلك ظروفا غير قابلة للحياة”.

ويرى الباحثون أن درجات الحرارة والرطوبة ستبلغ المستوى الحرج في الفترة بين عامي 2071 و2100 في بعض مناطق الخليج، خاصة في قطر والإمارات العربية المتحدة وبعض مناطق إيران. ويذكر في هذا السياق أن درجات الحرارة في عدد من مناطق العراق وإيران قد اقتربت مؤخرا من المستوى الخطر، حيث تجاوزت درجات الحرارة بالنهار هناك أحيانا 50 درجة مئوية وباليل 30 درجة، حسبما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وسيؤدي تغير المناخ في هذه الحالة إلى “عواقب وخيمة” لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة وخاصة عندما تتزامن فترة الحج مع فصل الصيف، علما أن أكثر من مليوني حاج يصلون سنويا إلى المسجد الحرام لأداء مناسك الحج في الهواء الطلق.

وحذرت الدراسة من أن يكون الفقراء والعاملون في الزراعة وفي الأعمال التي تتطلب جهدا جسديا في الهواء الطلق، ضحايا استمرار ارتفاع درجات الحرارة.

وتأتي هذه الدراسة تزامنا مع مساع أممية لإنجاح مؤتمر المناخ الذي يسعى إلى منع انبعاث الغازات الضارة بالبيئة والمناخ، وذلك في إطار الحد من ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.


المصدر: وكالات

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.