
مشروع الطاقة الشمسية في المغرب
في صحراء بشمال أفريقيا تلمع الألواح الشمسية وسط الصحراء على امتداد البصر، لكن ما يميز هذا المشروع يتعدى مساحته.
فهو أكبر مصنع للطاقة الشمسية في العالم، استثمر به المغرب حوالي 2.6 مليار دولار في مدينة “ورزازات”، ضمن خطة تقدّر بـ 9 مليارات دولار لأخذ الكم الأكبر من المصدر الطبيعي الأول للطاقة، أي أشعة الشمس.
افتتحت محطة نور 1 للطاقة الشمسية في المغرب، التي تندرج في إطار مشروع ضخم يعدّ الأكبر من نوعه في العالم، إثر تدشينها أمس الخميس 4 فبراير 2016 من طرف الملك محمد السادس في مدينة ورزازات بالجنوب الشرقي للملكة، بعدما استغرق بناؤها تقريبًا 3 سنوات.
افتتاح هذه المحطة التي تعدّ المرحلة الأولى من مشروع كبير يحمل اسم نور، شهد كذلك حضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ورئيس الوكالة الوطنية للطاقة الشمسية مصطفى الباكوري ووزير الطاقة والمعادن، عبد القادر اعمارة، ومسؤولين من شركة “أكوا باور” السعودية التي أشرفت على المشروع.
لكن، أهم ما يميز المشروع هو اختلاف ألواحه الشمسية مقارنة بتلك التي اعتدناها في مصانع توليد الطاقة الشمسية في مناطق أخرى عبر العالم، والتي تتضمن خلايا ضوئية يمكنها أن تحول ضوء الشمس مباشرة إلى كهرباء.

محطة نور 1 للطاقة الشمسية في المغرب
أما الألواح في المشروع الجديد فتتكون من مرايا منحنية ضخمة، والتي تجمّع أشعة الشمس مثل بتلات الأزهار وتركز أشعة الشمس على شبكة من أنابيب المياه، لتتبخر الأخيرة، ويتوجه البخار نحو محرك مركزي يعمل على توليد الكهرباء التي تضاف إلى الناتج المحلي المستخدم في المنازل والأعمال بالمغرب.
وهنالك ميزة أخرى بهذا المشروع، وهي قابلية إنتاج الطاقة حتى بعد غروب الشمس، إذ يتم تخزين الحرارة لساعات في خزانات مليئة بالأملاح الذائبة، ما يسمح بتوليد البخار وتشغيل المحرك خلال الساعات الأولى في الليل.
وتعمل هذه المحطة على توليد 2% من الطاقة الإجمالية بالمغرب، ومع أهداف المملكة بتوليد أكثر من نصف حاجاتها الكهربائية باستخدام الطاقة المتجددة بحلول 2030، يبدو أن المشوار ما زال طويل.
وبنهاية عام 2017، سيتمكن المصنع من توليد طاقة كهربائية تكفي مليون منزل، المرحلة الأولى من المشروع تمت في فبراير الماضي، أما المراحل الثلاث الأخرى ستكتمل بنهاية العام المقبل.

