
تعرض الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال لهجوم جنوبي بريطانيا
بعد يوم من العقوبات البريطانية على روسيا بسبب تسمم عميل روسي مزدوج وابنته بغاز يعتقد أنه من حقبة الاتحاد السوفيتي، انضمت ألمانيا وفرنسا وأمريكا إلى جانب بريطانيا معلنين عن “فزعهم” ومطالبين موسكو بتوضيح الأمر.
أكدت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا اليوم الخميس (15 مارس 2018) دعمها لبريطانيا معلنة مسؤولية روسيا عن تسميم الجاسوس الروسي السابق في انجلترا سيرجي سكريبال في موقف يدل على جبهة غربية موحدة ضد روسيا التي تستعد للرد على العقوبات البريطانية. وهذه الجبهة تفاقم من أجواء المواجهة السائدة منذ سنوات بين روسيا والغربيين، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الروسية الأحد وقبل ثلاثة أشهر من كأس العالم لكرة القدم في روسيا.
وفي بيان مشترك اعتبرت لندن وبرلين وواشنطن وباريس أن مسؤولية روسيا هي التفسير الوحيد “المعقول” لتسميم سكريبال وأعربت العواصم الأربعة عن “فزعها” منددين بشدة بهذا الهجوم ومطالبين موسكو بتقديم كل المعلومات حول البرنامج الكيميائي نوفيتشوك، غاز الاعصاب، الذي صنعه علماء سوفيات في الثمانينات.

زعماء الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا
يهدد سلامتنا جميعا”
وجاء في بيان رؤساء حكومات الدول الأربع أن “مثل هذا التصرف يشكل اعتداء على سيادة المملكة المتحدة، وأي استخدام من هذا القبيل من جانب أي دولة يمثل انتهاكا واضحا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية وخرقا للقانون الدولي ويهدد سلامتنا جميعا”. وأوضح البيان أن بريطانيا أخبرت حلفاءها أنه “من المحتمل بصورة كبيرة أن روسيا كانت مسؤولة عن الهجوم” ووصف بيان القادة هذه الواقعة “بأول استخدام هجومي لغاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية”.
وقال البيان “نحن نشارك المملكة المتحدة في تقييمها بأنه لا يوجد أي تفسير واضح بديل” ، ونشير إلى أن عدم رد روسيا على الطلب المشروع الذي تقدمت به حكومة بريطانيا يؤكد بصورة أكبر مسؤوليتها”.

تيريزا ماي قامت بطرد دبلوماسيين روس من بريطانيا ردا على الهجوم بغاز الأعصاب في سالزبري
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعا مجلس الأمن القومي في بلاده للانعقاد الخميس 15 مارس ردا على ذلك، وصدر بيان عن الكرملين قال إن كبار المسؤولين “أعربوا عن قلقهم البالغ ازاء الموقف الهدام والاستفزازي من الجانب البريطاني”.
ونفت روسيا مرارا أي تورط لها في الهجوم، وطالبت بريطانيا عدة مرات بإرسال عينة من غاز الأعصاب المستخدم في الهجوم على سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما)، اللذين عثر عليهما فاقدي الوعي في مدينة سالزبري في انجلترا يوم الرابع من مارس/ آذار، بعد تعرضهما لما قالت السلطات البريطانية إنه غاز الأعصاب نوفيتشوك، وما زال سكريبال وابنته في المستشفى في حالة حرجة. وتؤكد موسكو أنها لن تتعاون في التحقيق إلا إذا حصلت على عينة من المادة المستخدمة في الهجوم على العميل المزدوج.


