
تنحي جان لوك مارتينيه عن رئاسة متحف اللوفر في باريس عام 2021
وجهت لائحة اتهام للمدير السابق لمتحف اللوفر الباريسي بالتآمر لإخفاء أصل قطع أثرية، تثور شكوك باحتمال سرقتها من مصر خلال أحداث الربيع العربي، وفقا لوسائل إعلام فرنسية.
واتُهم جان لوك مارتينيه بالضلوع في عملية تزييف بعد استجوابه، حسب ما أفادت مصادر قضائية.
وتقول صحيفة Le Canard Enchaine الفرنسية التي أعلنت خبر توقيف المسؤول الفرنسي، إن المحققين يحاولون معرفة ما إذا كانمارتينيز قد “غض الطرف” عن شهادات منشأ مزورة لخمسة قطع من العصور المصرية القديمة.
وبحسب ما ورد، تضمنت تلك القطع لوحة من الجرانيت نقش عليها ختم الفرعون المصري القديم توت عنخ آمون.
مارتينيز لا يزال محتجزًا لدي الشرطة حتى تاريخ التقرير الصحفي يوم 25 مايو رغم أنه لم يُتهم بأي مخالفة. وأكد مصدر حكومي رسمي الحقائق، لكنه قال إن متحف اللوفر والحكومة لن يفكروا في الإدلاء بتعليق إلا بعد الإفراج عنه. قال مارتينيز سابقًا لصحيفة The Art Newspaper أنه ينفي ارتكاب أي مخالفة.
كما تم استجواب متخصصين فرنسيين في الفن المصري هذا الأسبوع لكن أفرج عنهما دون توجيه اتهامات إليهما.
وتأتي هذه النبأ في أعقاب توقيف التاجر الألماني اللبناني روبن ديب في باريس، المحتجز منذ مارس الماضي بتهمتي الاحتيال وغسيل الأموال. في مقابلة قبل عامين في هامبورج، نفى جميع مزاعم الاتجار بالقطع الفنية.
وتتعلق القضية، التي يعود تاريخها إلى عام 2018، بخمس قطع تبلغ قيمتها مجتمعة 8.5 مليون دولار.
وكان مارتينيه مديرا لمتحف اللوفر من عام 2013 إلى عام 2021.
وأفادت وسائل إعلام فرنسية أن مارتينيه نفى أن يكون قد ارتكب أية مخالفة في عملية الاستحواذ على القطع.
وقال مصدر قضائي فرنسي، لبي بي سي يوم الخميس 26 مايو، إنه وجهت إلى الرجل تهمة “التواطؤ في التزوير” و”إخفاء أصل الأعمال التي تم الحصول عليها جنائيا عبر موافقة زائفة”.

تابوت توت عنخ آمون الذهبي، المعروض في المتحف القومي للحضارة المصرية في القاهرة في أكتوبر 2019، بعد إعادته من الولايات المتحدة
وقالت صحيفة Le Canard enchainé الأسبوعية، التي نشرت القصة، إن المحققين يحاولون إثبات ما إذا كان السيد مارتينيه قد “غض الطرف” عن تزوير شهادات مصدر حفنة من الآثار المصرية، اشتراها متحف اللوفر في أبو ظبي في عام 2016 مقابل ملايين اليورو.
وقال محامو السيد مارتينيه إنه اعترض على استجوابه في القضية “بأكبر قدر من الحزم”، وأنه “ليس لديه شك في أن نيته الحسنة ستثبت”.
وأفادت وكالة “فرانس برس” للأنباء أنه تم استجوابه مع اثنين من المتخصصين الفرنسيين في الآثار المصرية، ولم توجه إليهما تهمة.
نبذة عن مارتينيه
كان السيد مارتينيه مديرا لمتحف اللوفر من عام 2013 حتى تنحيته الصيف الماضي. منذ ذلك الحين، شغل منصب سفير فرنسا للتعاون الدولي في مجال التراث – وهو الدور الذي يشركه في المساعدة في مكافحة الاتجار بالآثار.
وتنذر القضية بإحراج وزارة الثقافة ووزارة الخارجية الفرنسية.
وكان مارتينيه قد عين مديرا للوفر بعد أن أجرى معه المقابلة الرئيس الفرنسي.
وحل مارتينيه، وهو خبير في المنحوتات اليونانية، محل أونري لويريت الذي تنحى بعد أن أمضى 12 عاما في الخدمة.
وقد تحدث الرئيس الفرنسي، آنذاك، فرانسوا أولاند، إلى المرشحين الثلاثة، وبينهم سيلفي راموند، التي كانت ستكون أول امرأة تتولى منصب مدير اللوفر في حال اختيارها.
وكان مارتينيه عند تعيينه مديرا لقسم الآثار اليونانية والرومانية في المتحف، وقد التحق بالمتحف عام 2007، وأدار عملية ترميم التمثال اليوناني الشهير “النصر المجنح” لساموثريس.
وأشرف أثناء إدارته لمتحف اللوفر على عدة مشاريع مهمة، منها افتتاح فرع للوفر في مدينة أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، الذي أثار افتتاحه جدلا حينها؛ بسبب تقارير تنتقد معاملة الإمارة للعمال الأجانب والمعارضين.