
المتلصصين علي بيانات حمضك النووي والمعلومات التي تكشفها عن جيناتك أقرب مما تتصور، النظام القضائي العالمي حتي الآن غير جاهز للتعامل مع هذا النوع من السرقات
قد تحتاج إلى كلمة سر لحماية جيناتك، من بين كل الأشياء التي قيل لنا أن نفعلها لحماية خصوصياتنا، لم يقل لنا أحد أن الحمض النووي سيكون من بينها. ولكن ذلك قد يتغير حسبما حذر اثنان من أساتذة القانون في تقرير نشره موقع ذا كونفيرسيشن.
يشير التقرير إلى أن “لصوص الجينات” قد يصبح واقعا، بعد أن أصبح الحصول على أدوات جمع الأحماض النووية أكثر سهولة.
سرقة الأحماض النووية هي سرقة بالمعنى الحرفي. وتحدث عندما يطلع شخص على تركيبتك الجينية دون موافقتك.
والأمر أسهل مما تتخيل
الحصول على التركيبة الجينية لشخص ما ليست بالأمر الصعب. بصيلات الشعر، اللعاب، الأظافر، الجلد الميت. نحن نترك وراءنا آثار حمضنا النووي أينما ذهبنا.
حسنا، ولكن ما الفائدة؟
هناك عدة أسباب وراء رغبة شخص ما في سرقة حمضك النووي دون علمك. تسرد دراسة بجامعة بوسطن (بي دي إف) أسباب عديدة: النزاعات القضائية حول إثبات النسب أو الخيانات الزوجية، الإعلام الفضائحي الذي قد يريد إثارة الجدل حول أحد المشاهير، وكل المبتزين لديهم دوافع للحصول على التركيبة الجينية لشخص ما خلسة.
جيناتنا تكشف الكثير عنا
ظروفك الصحية وتاريخك العائلي وسمات أطفالك في المستقبل، كلها قد تظهر من خلال تحليل حمضك النووي. والابتكارات التكنولوجية قد تعني أن الحمض النووي قد يستخدم حاليا لأغراض التكاثر عبر التكون الجيني في المختبر.

المغنية العالمية مادونا
اتهمت مادونا بـ “جنون الحمض النووي” بسبب اتخاذها احتياطات مشددة لمنع الناس من الحصول على تركيبتها الجينية. وفي عام 2011، بدأت نجمة البوب العالمية في تعيين فريق متخصص لتعقيم غرف تبديل الملابس الخاصة بها ومنع أي شخص من دخولها، وإزالة آثار حمضها النووي من كل مكان تتواجد فيه لمنع سرقته.
دوافع لصوص الحمض النووي واضحة

الراحلة ليدي ديانا سبنسر زوجة ولي العهد البريطاني وأبنها الأمير هاري
الكشف عن معلومات شخصية لشخصيات عامة بيزنس كبير، وهناك سوابق لـ “لصائدي الجينات”. في عام 2002، ذكرت وسائل إعلام بريطانية عديدة أن مجموعة من الأشخاص خططوا لسرقة الحمض النووي لـ الأمير هاري للتحقق من هوية والده، وكان الهدف هو بيع نتائج اختبار الأبوة إلى وسائل الإعلام.
والوسائل أصبحت أسهل من أي وقت مضى
مع صعود خدمات إجراء تحليل الحمض النووي في المنزل، وفضول الملايين من البشر للتعرف على أقاربهم البعيدين وأصولهم العرقية (أو إخوانهم كما شاهدنا في وثائقي نتفليكس Our Father)، أصبح من السهل أكثر من أي وقت مضى أن يضع الناس أيديهم على جينات الآخرين.
ويمكن للناس شراء أدوات اختبار الحمض النووي من مواقع مثل 23andMe، وAncestryDNA، وFamilyTreeDNA عبر الإنترنت. ومنذ إطلاقه عام 2006، جمع موقع 23andMe التركيبة الجينية لأكثر من 12 مليون شخص، وسمح نحو 80% منهم للشركة بمشاركة بياناتهم مع الباحثين.

بالنسبة للبعض، قد يكون الحفاظ على مسافة بعيدة بديلاً مفضلاً عن سرقة الحمض النووي الخاص به
السلطات يمكنها الحصول على تركيبتك الجينية بسهولة
هناك العديد من الوقائع التي حلت فيها الشرطة لغز جرائم ارتكبت قبل عشرات السنوات باستخدام تحليل الحمض النووي، أبرزها القبض على “سفاح كاليفورنيا” جوزيف جيمس دي أنجيلو لارتكابه عدد من جرائم القتل والاغتصاب في ثمانينات القرن الماضي.
الأمر لا يقتصر فقط على معلوماتك الشخصية: بمشاركتك لتركيبتك الجينية، أنت أيضا تتشارك معلومات عن أسرتك المقربة وحتى أقاربك البعيدين، وهو ما يعني أن الأمر قد يحتاج إلى موافقة مسبقة من العائلة بالكامل حتى يصبح من حقك الكشف عن تركيبتك الجينية لمن تريد، حسبما يجادل مقال نشرته دورية برنتسون ليجال.
ولكن قانونا، لا تزال هناك مساحة رمادية: بينما تتعهد شركات الاختبارات الجينية بعدم بيع بياناتك، لا تقدم المعامل التي تستخدمها أي وعود، ما يجعل الحمض النووي للعملاء عرضة للسرقة. وأصبحت سهولة الوصول المتزايدة إلى جينات أي شخص تستلزم وجود قوانين متطورة تحمي خصوصية البصمة الوراثية للأفراد.
ولكن لنكن واقعيين: الشخص العادي ليس لديه ما يخشاه كثيرا بشأن تركيبته الجينية مقارنة بالشخصيات العامة. لكن كيفية استجابة المحاكم لأوجه الغموض القانونية في أبرز القضايا في هذا الصدد ستستمر في التأثير على طريقة تفكيرنا بشأن الخصوصية الجينية والحقوق الفردية على مستوى أعمق.
المصدر: إنتربرايز – وكالات