خبراء: تويتر بقيادة إيلون ماسك عاجز عن حماية المستخدمين

شوهدت صورة إيلون ماسك من خلال شعار تويتر في هذا الرسم التوضيحي في 28 أكتوبر 2022

شوهدت صورة إيلون ماسك من خلال شعار تويتر في هذا الرسم التوضيحي في 28 أكتوبر 2022

قال مطلعون على مجريات الأمور في تويتر لبي بي سي إن الشركة لم تعد قادرة على حماية المستخدمين من المحتوى التحريضي والمعلومات المضللة والاستغلال الجنسي للأطفال، بعد تسريح العمالة والتغييرات الجديدة في عهد إيلون ماسك، المالك الجديد للشركة.

وتدعم البيانات الأكاديمية الحصرية، بالإضافة إلى شهادات بعض مستخدمي تويتر، تلك المزاعم، ما يشير إلى أن خطاب الكراهية يزدهر تحت قيادة ماسك، مع تجرؤ ناشري المحتوى التعبوي، وزيادة المضايقات، وارتفاع أعداد متابعي حسابات شخصيات مسيئة وكارهة للنساء.

وأكد موظفون حاليون وسابقون في الشركة لبرنامج بانوراما في بي بي سي أن الخاصيات التي تهدف إلى حماية مستخدمي تويتر من المحتوى التحريضي والتنمر والمضايقات أصبح من الصعب الحفاظ عليها، وسط ما يصفونه ب”بيئة عمل فوضوية يحيط فيها الحراس الشخصيون ماسك في جميع الأوقات”.

وقد تحدثتُ إلى العشرات منهم، ممن أعلنوا رغبتهم في التحدث علانية للمرة الأولى.

تقول الرئيسة السابقة لتصميم المحتوى إن جميع أعضاء فريقها، الذي أنشأ تدابير أمان مثل أزرار التنبيه، قد فُصل من العمل، قبل أن تقرر هي الاستقالة في وقت لاحق.

وتشير الأبحاث الداخلية التي أجراها تويتر إلى أن تدابير السلامة هذه قللت من المحتوى التحريضي بنسبة 60%، ولقد أخبرني مهندس يعمل في تويتر بأنه “ليس ثمة من يبالي بمثل هذه المخاطر”، مشبِّها المنصة بمبنى يبدو جيدا من الخارج، بينما يحترق “من الداخل”.

ولم يرد تويتر على طلب بي بي سي للتعليق.

يكشف تحقيقي أيضا:

  • المخاوف من تزايد الاستغلال الجنسي للأطفال على تويتر وعدم إثارتها بشكل كافٍ مع سلطات إنفاذ القانون
  • لم يعد من الممكن اكتشاف حملات التنمر الموجهة التي تستهدف تقليص حرية التعبير، وعمليات التأثير من قبل حكومات أجنبية، التي دأب الموقع على حظرها يوميا في السابق، حسبما قال موظف انضم حديثا إلى الشركة.
  • تُظهر بيانات حصرية أن أعداد الحسابات، التي تستهدفني بمنشورات تنضح بكراهية النساء، آخذة في الازدياد منذ استحواذ ماسك على الشركة، وأن ثمة زيادة، قدرها 69 في المئة، في أعداد الحسابات الجديدة التي تتابع شخصيات مسيئة وكارهة للنساء.
  • استهدفت الحسابات، التي أصبحت أكثر نشاطا منذ استحواذ ماسك، الناجين من الاغتصاب، مع توفر مؤشرات على أن تلك الحسابات قد أعيدت إلى العمل أو تم إنشاؤها حديثا.

لا تعد الإساءة على تويتر شيئا جديدا بالنسبة لي، فأنا مراسلة أشارك تغطيتي للمعلومات المضللة والمؤامرات والكراهية على تويتر. غير أنني لاحظتُ، خلال معظم العام الماضي، أن الإساءة تتناقص بشكل مطرد عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي. ثم في نوفمبر/تشرين الثاني، لاحظت أن الأمر بات أكثر سوءا مجددا على تويتر.

اتضح أنني كنت على حق. كان فريق من المركز الدولي للصحفيين وجامعة شيفيلد يتتبعون الكراهية التي أتلقاها، وكشفت بياناتهم أن الإساءة التي استهدفتني على تويتر قد زادت بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ تولى ماسك منصبه، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق على ذلك.

وتعرضت جميع مواقع التواصل الاجتماعي لضغوط للتعامل مع المحتوى المسئ وخطاب الكراهية عبر الإنترنت، لكنهم يقولون إنهم يتخذون تدابير للتعامل معها، لكن مثل تلك الإجراءات لم تعد تحتل المرتبة الأولى في جدول أعمال تويتر.

في سان فرانسيسكو، مقر تويتر، شرعت في البحث عن إجابات. ومن أفضل من يقدم لي مثل تلك المعلومات أكثر من مهندس مسؤول عن شفرة الكمبيوتر التي تجعل تويتر يعمل. ولأنه لا يزال يعمل هناك، طلب منا إخفاء هويته ، لذلك نشير إليه باسم سام.

وكشف قائلاً: “بالنسبة لشخص في الداخل، يبدو الأمر وكأنه مبنى تشتعل فيه النيران”.

“عندما تنظر إليه من الخارج، تبدو الواجهة جيدة، لكن يمكنني أن أرى أنه لا شيء يعمل. كل السباكة معطلة ، كل الصنابير، كل شيء.”

ويقول إن الفوضى سببها الاضطراب الهائل في التوظيف. وسُرّح ما لا يقل عن نصف عدد موظفي تويتر أو قرروا للمغادرة منذ أن اشتراه ماسك.

وقال سام “شخص جديد تماما، بدون خبرة، يفعل ما كان يفعله أكثر من 20 شخصا”. “هذا يترك مجالًا لمزيد من المخاطر، ويزيد من احتمالات وقوع الأسوأ”.

وأضاف أن الميزات السابقة لا تزال موجودة، لكن أولئك الذين صمموها وحافظوا عليها غادروا.

ويرجع مستوى الفوضى ، في رأيه، إلى أن ماسك لا يثق في موظفي تويتر. ويصف كيف أحضر ماسك مهندسين من شركته الأخرى، شركة تسلا لتصنيع السيارات الكهربائية، وطلب منهم تقييم شفرة المهندسين خلال أيام قليلة فقط قبل تحديد أسماء من يعتزم إقالتهم.

وهو يعتقد أن مستوى انعدام الثقة يتضح من عدد الحراس الذين يحيط ماسك نفسه بهم.

قال لي: “أينما ذهب في المكتب، يوجد الأقل حارسان شخصيان، حارسان شخصيان ضخمان جدا وطويلان على غرار أفلام هوليوود، حتى عندما يتوجه إلى الحمام”.

يعتقد سام أن الأمر بالنسبة لماسك يتعلق بالمال. ويقول إن موظفي التنظيف والمطاعم أقيلوا جميعا، وإن ماسك حاول حتى بيع نباتات المكاتب للموظفين.

وكانت ليزا جينينجز يونج، الرئيسة السابقة لتصميم المحتوى في تويتر، واحدة من الأشخاص الذين تخصصوا في تقديم ميزات مصممة لحماية المستخدمين من الكراهية.

وسبق لموقع تويتر أن كان مرتعا للحملات الموجهة والمحتوى التحريضي، قبل فترة طويلة من تولي ماسك منصبه، لكنها تقول إن فريقها حقق تقدما جيدا في الحد من هذا الأمر. ويبدو أن البحث الداخلي على تويتر، الذي اطلعت عليه بي بي سي، يدعم هذا الأمر.


المصدر: بي بي سي

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.