
ولم يقل البنتاجون سوى القليل يوم الاثنين 10 أبريل بشأن التحقيق في الوثائق المسربة بالغة السرية
فجر مسؤولون أمريكيون مفاجأة يوم الاثنين 10 أبريل إن عددا كبيرا من الأشخاص ربما تمكنوا من الوصول إلى وثائق استخبارات البنتاجون التي تم تسريبها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي في أوائل مارس الماضي، لكن القرائن التي تُركت على الإنترنت قد تساعد المحققين في تضييق نطاق مجموعة المشتبه بهم المحتملين بسرعة نسبية.
من المفترض أن يجيب التحقيق علي عدد من الأسئلة الحرجة:
- من أخذ الوثائق ونشرها على الإنترنت،
- ما الهدف من التسريب،
- ونوع الضرر الذي تسبب به نشر الوثائق السرية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “لا نعرف من وراء هذا، ولا نعرف الدافع، نحن لا نعرف أيضا هلي توجد وثائق أخري تم تسريبها ولم تنشر بعد علي الإنترنت.”
لم يقل مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة العدل والبنتاجون الكثير يوم الاثنين 10 أبريل بشأن التحقيق في الوثائق المسربة، والتي يبدو أنها تشرح بالتفصيل أسرار الأمن القومي الأمريكي عن أوكرانيا وروسيا ومجموعة من الدول الأخرى.
وبينما تم التلاعب ببعض الوثائق، يبدو أن هذه التعديلات أجريت في وقت لاحق. أقر المسؤولون بأن العديد من الوثائق أصلية، وتم نشرها في البداية على الإنترنت دون تعديلات.
قد يكون تحديد الدافع أمرًا صعبًا لأن المواد السرية سلطت الضوء على نقاط الضعف في جيشي كل من أوكرانيا وروسيا، ويمكن أن تلحق الضرر بقدرة أمريكا على جمع المعلومات في المستقبل.
قال مسؤولون سابقون إنه من الممكن أن الدافع ربما لم يكن سياسيًا بشكل صريح، لكن هذه الأسئلة سيتم الرد عليها فقط مع استمرار التحقيق.

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إنه لم يعرف من يقف وراء تسريب الوثائق السرية وذلك خلال مؤتمر صحفي يوم الأثنين 10 أبريل 2023
قال “جافيد علي”، أحد كبار المسؤولين السابقين في أجهزة مكافحة الإرهاب الأمريكية الذي شغل مناصب استخباراتية في مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة استخبارات الدفاع ووزارة الأمن الداخلي: “إنه يبدو أن المواد الاستخباراتية قد تم تصويرها أولاً ثم تم تحميلها على الإنترنت، وهو نوع من الإجراءات غير المتقنة التي تشير إلى أن الشخص الذي يسرب الوثائق قد اتخذ خطوات قليلة لإخفاء العناوين الرقمية للإنترنت (IP Addrees) المستخدمة أو بصمات التاريخ من الصور.
وأضاف “جافيد علي” إن المواد السرية التي تم الكشف عنها كان من الممكن تضمينها إلكترونيًا في أنظمة الكمبيوتر المستقلة غير المتصلة بالإنترنت الأوسع.
توجد أجهزة الكمبيوتر في مناطق عمل آمنة تُعرف باسم SCIFs Sensitive Compartmented Information Facilities، منشآت المعلومات الحساسة والمقصورة، حيث لا يُسمح لأي شخص بإحضار أي أجهزة إلكترونية يمكن استخدامها لالتقاط الصور الفوتوغرافية أو تسجيلات الفيديو أو الصوت.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن المئات، إن لم يكن الآلاف، من الجيش والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين الآخرين لديهم التصاريح الأمنية اللازمة للوصول إلى الوثائق.
وقال المسؤول إن هيئة الأركان المشتركة للجيش وضعت إجراءات يوم الجمعة 7 أبريل للحد من توزيع وثائق حساسة للغاية وتقييد حضور الاجتماعات حيث تتوفر كتب إحاطة تحتوي على نسخ ورقية من الوثائق.
وقال مسؤولون إنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان الكشف عن الوثائق سيضر بقدرة أمريكا على جمع المعلومات داخل روسيا.
قال مسؤول عسكري أمريكي كبير إنه حتى وقت متأخر من يوم السبت 8 أبريل، لم تكن هناك مؤشرات على قيام روسيا بسد أي من تسريبات المعلومات التي استغلتها أجهزة المخابرات الأمريكية وغيرها من أجهزة المخابرات الغربية، وتم نقلها إلى المسؤولين الأوكرانيين لمساعدتهم على ضرب أهداف روسية.
يشير ذلك إلى أن روسيا، مثل كبار مسؤولي البنتاجون، علمت مؤخرًا فقط بالكشف عن المعلومات على الرغم من أن الملفات كانت موجودة على “ديسكورد Discord”، وهي منصة مراسلة على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ أوائل مارس الماضي، حسبما قال محللون.
ورفض كريستوفر ميجر، المتحدث باسم البنتاجون، الإجابة على معظم الأسئلة المتعلقة بالتحقيق، مشيراً الي تحقيق جنائي بدأته وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي.
يقود البنتاجون فريقًا منفصلاً مشتركًا بين الوكالات الأمريكية، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالات الاستخبارات، لتحديد الضرر الناجم عن عمليات الكشف وتقييم ما يجب القيام به أكثر لمعالجة التسريب.
قال ميجر: “يتضمن ذلك اتخاذ خطوات لإلقاء نظرة فاحصة على كيفية توزيع هذا النوع من المعلومات بالضبط ولمن”، “ولكن بعد ذلك، لن أخوض في أي تفاصيل أخرى”.
وقال ميجر إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الثالث أطلع في البداية على التسريب صباح الخميس 6 أبريل. في اليوم التالي، وبدأ عقد اجتماعات على مستوى إدارات البنتاجون لمعالجة الإفصاحات المتزايدة.
قال ميجر: “يأخذ وزير الدفاع والبنتاجون وحكومة الولايات المتحدة هذا الكشف غير المصرح به على محمل الجد للغاية”. “هذه أولوية قصوى بالنسبة لنا.”
وقال ميجر إن البنتاجون ومسؤولين أمريكيين آخرين بدأوا في الاتصال بقادة الكونجرس والحلفاء خلال عطلة نهاية الأسبوع لتنبيههم إلى التسريبات التي أدت بالفعل إلى تعقيد العلاقات مع بعض الدول.
خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز