السعودية تقارن بين عرضين صيني وفرنسي للطاقة النووية

العالم في احتياج الي مفاعلات نووية

العالم في احتياج الي مفاعلات نووية

نشرت الفايننشال تايمز تقريرا لعدد من مراسليها بعنوان ” السعودية تفاضل بين عرضين صيني وفرنسي للطاقة النووية في محاولة للابتعاد عن الولايات المتحدة”. يقول التقرير إن العرضين يختصان بالحصول على امتياز بناء محطة للطاقة النووية، وأنهما ضمن عروض مختلفة من عدة دول، بينها روسيا أيضا، وإن المملكة تسعى للابتعاد عن الولايات المتحدة، وتحالفها الأمني الاستراتيجي مع واشنطن.

ويضيف التقرير أن المملكة سعت في السابق لاتخاذ هذه الخطوة بالتعاون مع أمريكا، لكنها فشلت، كما اشترطت إبان فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الحصول على محطة نووية لتوليد الطاقة، ضمن شروطها للتطبيع مع إسرائيل، كما يعتبر التقرير أن خطوة التطبيع بين الرياض وتل أبيب، لو نجحت حاليا لاعتبرت إنجازا كبيرا لإدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

ويعرج التقرير على أن إدارة بايدن جعلت تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب أولوية لها خلال فترة محددة لكنها امتنعت عن إعطاء الضوء الأخضر للسعودية بعدم فرض أي قيود على تخصيب اليورانيوم على أراضيها.

ويضيف أن الإصرار الأمريكي على فرض قيود على التقنية النووية التي تحصل عليها المملكة جعل الأخيرة تسعى للحصول على عروض من أطراف أخرى، لتأسيس وإدارة منشآتها النووية، وعلى رأسها الصين وروسيا وفرنسا.

وحسب التقرير، فقد اعترضت إسرائيل على الخطوة، وأعربت عن قلقها من حصول الرياض على تقنية نووية، حتى ولو كانت سلمية في الوقت الحالي، خشية تطور هذه القدرات لاحقا.

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينج في الرياض، المملكة العربية السعودية، 8 ديسمبر 2022

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينج في الرياض، المملكة العربية السعودية، 8 ديسمبر 2022

وينقل التقرير عن أحد المصادر القريبة من عملية الاختيار، قوله إن المشاورات بخصوص الملف استمرت منذ عام 2018، مضيفا أن هناك القليل من الشواهد التي ترجح إمكانية أن تتوصل المشاورات لاختيار أحد العروض المقدمة.

ويضيف أن المملكة تقاربت مؤخرا مع الصين، التي أصبحت أكبر شريك اقتصادي لها خلال السنوات الماضية، كما استضافت المملكة قمة اقتصادية صينية خليجية العام الماضي، حضرها الرئيس شي جينبينج، وعدد من قادة دول الخليج.

ويختم التقرير بالقول إن أي اتفاق طويل الأمد لحصول المملكة على التقنية النووية، حسب شروطها سيواجه اعتراضات من الكونجرس الأمريكي، وإن بايدن اعتاد التعامل مع ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان على أنه شخص منبوذ.

الصين تحدد مكان إقامة المفاعل النووي

كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة 25 أغسطس أن المملكة العربية السعودية تدرس عرضًا صينيًا لبناء محطة للطاقة النووية، وهو قرار قد يعرقل الخطط الأمريكية في المملكة.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤولين سعوديين مطلعين على الأمر أن الشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية المملوكة للدولة تقدمت بمحاولة لبناء محطة نووية في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بالقرب من الحدود مع قطر والإمارات العربية المتحدة.
ولم تؤكد وزارة الخارجية الصينية التقرير، لكن متحدثا باسم الوزارة قال في مؤتمر صحفي: “ستواصل الصين إجراء تعاون متبادل المنفعة مع السعودية في مختلف المجالات، بما في ذلك الطاقة النووية المدنية، مع التقيد الصارم بالالتزامات الدولية المتعلقة بحظر الانتشار النووي”.
وأضافت الصحيفة أن المسؤولين السعوديين أقروا بأن بحث القضية مع الصين كان وسيلة لحث إدارة بايدن على التنازل عن متطلبات حظر الانتشار النووي.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين السعوديين قالوا إنهم يفضلون التعاقد شركة كوريا للطاقة الكهربائية التابعة لـ كوريا الجنوبية لبناء مفاعلات المحطة وإشراك الخبرة التشغيلية الأمريكية، لكن دون الموافقة على ضوابط الانتشار التي تطلبها واشنطن بشكل عام.
وقد قامت المملكة العربية السعودية ببناء علاقات أوثق مع الصين خلال العام الماضي. وفي مارس الماضي، توسطت الصين في استئناف العلاقات بين السعودية وعدوها الإقليمي اللدود إيران.

المصدر: بي بي سي – رويترز

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.