هل يتحول روبوت “شات جي بي تي” إلى طبيب نفسي؟

يتفق الخبراء على أن روبوتات الدردشة مثل "شات جي بي تي" قد تكون داعمة ولكنها ليست بديلاً لأطباء الصحة العقلية

يتفق الخبراء على أن روبوتات الدردشة مثل “شات جي بي تي” قد تكون داعمة ولكنها ليست بديلاً لأطباء الصحة العقلية

هل “شات جي بي تي” عالم نفسي جيد؟ هذا ما ألمحت إليه مسؤولة في شركة الذكاء الاصطناعي، لكنها واجهت انتقادات كبيرة، بينما يرى آخرون أن الأمر متعلق بتأثير الدواء الوهمي، هناك مخاوف من أن العنصر البشري في رعاية الصحة العقلية قد بدأ يختفي بالفعل.

قد يبدو السؤال حول استبدال الطبيب النفسي بروبوت الدردشة غريبًا بعض الشيء. ومع ذلك، كما اكتشف الخبراء، فإن التحدث إلى آلة حول مشاكل الصحة العقلية أمر شائع جدًا وسرعان ما أصبح أكثر شيوعًا. في عام 2017 (قبل انتشار روبوتات الذكاء الاصطناعي)، وفقًا لمقالة في JAMA، كان ملايين المرضى في الولايات المتحدة والعالم يناقشون بالفعل تحديات صحتهم العقلية باستخدام برامج مثل “Gabby”.

منذ ذلك الحين، تم إطلاق عدد من روبوتات الدردشة الشهيرة المتعلقة بالصحة العقلية، بما في ذلك Woebot وWysa وYouper. تدعي Wysa أنها “أجرت أكثر من نصف مليار محادثة عبر الذكاء الاصطناعي مع أكثر من 5 ملايين شخص حول صحتهم العقلية في 95 دولة”. يدعي Youper أنه “دعم الصحة العقلية لأكثر من مليوني شخص”.

في دراسة استقصائية أمريكية أجريت عام 2021 بتكليف من روبوت الدردشة Woebot Health،

  • أفاد 22% من البالغين أنهم استخدموا روبوت الدردشة الخاص بالصحة العقلية.
  • وقال 60% إنهم بدأوا هذا الاستخدام أثناء الوباء،
  • وقال 44% إنهم استخدموا روبوتات الدردشة حصريًا، دون رؤية أخصائي الصحة العقلية أيضًا.
  • وقال 47% آخرون إنهم سيكونون مهتمين باستخدام روبوت الدردشة العلاجي إذا شعروا أنهم بحاجة إلى المساعدة.

في مقال نشر مؤخرًا في المجلة التجارية Psychiatric Times. سأل المؤلف، الدكتور برات، روبوت “شات جي بي تي” عن كيفية استبدال الروبوت بالطبيب النفسي فأجاب: “باعتباري ذكاءً اصطناعيًا، يمكنني المساعدة بطرق مختلفة، لكن يجب أن أوضح أنني لا أستطيع أن أحل محل طبيب نفسي بشري بشكل كامل.”

يظهر هذا الرد إخلاء المسؤولية هذا، الصادر عن برنامج الدردشة الآلي الشهير “شات جي بي تي”، والمدعوم بالذكاء الاصطناعي.

قالت الدكتورة أليسون دارسي، إن روبوتات الدردشة ليس المقصود منها أن تكون بديلاً للعلاج النفسي الذي يقدمه الإنسان، حتى عندما تصبح أكثر تطوراً

قالت الدكتورة أليسون دارسي، إن روبوتات الدردشة ليس المقصود منها أن تكون بديلاً للعلاج النفسي الذي يقدمه الإنسان، حتى عندما تصبح أكثر تطوراً

كتبت ليليان ونج، المسؤولة عن المسائل الأمنية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في أواخر سبتمبر الماضي على منصة إكس (تويتر سابقاً) “لقد أجريتُ للتو محادثة شخصية عاطفية جداً مع شات جي بي تي عبر الصوت، حول التوتر والتوازن بين العمل والحياة”.

وتساءلت “من المثير للاهتمام أنني شعرت بالاستماع والراحة. لم أجرّب العلاج من قبل، لكن هل الأمر على هذا النحو على الأرجح؟”.

وقد سعت ونج من خلال رسالتها في المقام الأول إلى تسليط الضوء على وظيفة التوليف الصوتي الجديدة (المدفوعة) لروبوت الدردشة الذي طُرح قبل عام تقريباً والساعي إلى اعتماد نموذج اقتصادي خاص به.

لكنّ المطورة والناشطة الأميركية شير سكارليت ردت بحدة على هذا التصريح، قائلة إن علم النفس “يرمي إلى تحسين الصحة العقلية وهو عمل شاق”. وأضافت “أن يرسل المرء مشاعر إيجابية لنفسه أمر جيد، لكن لا علاقة لذلك بالعلاج”.

ولكن هل يمكن للتفاعل مع الذكاء الاصطناعي أن يُنتج التجربة الإيجابية التي وصفتها ليليان ونج؟

بحسب دراسة نُشرت قبل أيام في المجلة العلمية “نيتشر ماشين إنتلجنس” Nature Machine Intelligence، يمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال تأثير الدواء الوهمي.

ولإثبات ذلك، استطلع باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (ام اي تي) وجامعة أريزونا، آراء 300 مشارك، موضحين للبعض أن روبوت الدردشة لديه تعاطف، ولآخرين أنه كان متلاعباً، فيما قالوا لأفراد مجموعة ثالثة إنه ذو سلوك متوازن.

ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين اعتقدوا أنهم يتحدثون إلى مساعد افتراضي قادر على التعاطف معهم كانوا أكثر ميلاً إلى اعتبار محدّثهم جديراً بالثقة.

أصبح التحدث إلى روبوتات الدردشة الذكية مثل "شات جي بي تي" حول مشاكل الصحة العقلية أمرًا شائعًا بشكل متزايد.

أصبح التحدث إلى روبوتات الدردشة الذكية مثل “شات جي بي تي” حول مشاكل الصحة العقلية أمرًا شائعًا بشكل متزايد

وقال بات باتارانتابورن، المشارك في إعداد الدراسة “لقد وجدنا أن الذكاء الاصطناعي يُنظر إليه بطريقة ما بحسب تصورات المستخدم المسبقة”.

ومن دون اتخاذ الكثير من الاحتياطات في مجال لا يزال حساساً، انطلقت شركات ناشئة كثيرة في تطوير تطبيقات من المفترض أن تقدم شكلاً من أشكال المساعدة في مسائل الصحة العقلية، ما تسبب في نشوء جدالات متنوعة.

واشتكى مستخدمون لـ”ريبليكا” Replika، وهو تطبيق شائع معروف بتقديم منافع عن الصحة النفسية، بشكل خاص من أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح مهووساً بالجنس أو متلاعباً.

كما أقرت المنظمة الأمريكية غير الحكومية “كوكو”، التي أجرت تجربة في فبراير على 4,000 مريض قدمت لهم نصائح مكتوبة باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جي بي تي-3″، بأن الاستجابات الآلية لم تنجح كعلاج.

وكتب المؤسس المشارك للشركة روب موريس على إكس “محاكاة التعاطف تبدو غريبة، ولا معنى لها”. وتعكس هذه الملاحظة نتائج الدراسة السابقة حول تأثير الدواء الوهمي، حيث شعر بعض المشاركين وكأنهم “يتحدثون إلى الحائط”.

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، قال ديفيد شو من جامعة بازل السويسرية، إنه ليس مندهشاً من هذه النتائج السيئة. ويشير إلى أنه “يبدو أنه لم يتم إبلاغ أي من المشاركين بغباء روبوتات الدردشة”.

ملاحظة:

روبوتات الدردشة Chatbots هي أدوات تستخدم الذكاء الاصطناعي (AI)، والتعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية لمحاكاة التواصل البشري، إما من خلال الصوت أو النص.

ومن الأمثلة على ذلك في المحادثة، المساعد الرقمي “ألكسا Alexa” من أمازون أو “سيري Siri” من أبل. ويمكن استدعاؤها مع أجهزة الكمبيوتر ومكبرات الصوت الذكية والأجهزة المحمولة، مثل الهواتف الذكية.


المصدر: أ ف ب – موقع psychologytoday.com

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.