رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبرتس يتحدث خلال مراسم جنازة قاضية المحكمة العليا الأمريكية المتقاعدة ساندرا داي أوكونور في كاتدرائية واشنطن الوطنية في واشنطن، الولايات المتحدة، 19 ديسمبر 2023

قال رئيس المحكمة العليا الأمريكية جون روبرتس، في تقرير نهاية العام الذي نُشر يوم الأحد 31 ديسمبر، إن الذكاء الاصطناعي يمثل نعمة ونقمة في المجال القانوني، وحث على “الحذر وعدم التكبر” في الوقت الذي تغير فيه التكنولوجيا المتطورة الطريقة التي يمارس بها القضاة والمحامون عملهم.

تحدث روبرتس بنظرة متناقضة في تقريره المكون من 13 صفحة، وقال إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على زيادة الوصول إلى العدالة للمتقاضين المعوزين، وإحداث ثورة في البحث القانوني ومساعدة المحاكم في حل القضايا بسرعة أكبر وبتكلفة أقل، مع الإشارة أيضًا إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية وعدم قدرة التكنولوجيا الحالية على تكرار التقدير البشري.

وكتب روبرتس: “أتوقع أن القضاة البشريين سيتواجدون لفترة من الوقت”. “ولكن بنفس القدر من الثقة أتوقع أن يتأثر العمل القضائي – وخاصة على مستوى المحاكمة – بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي.”

يعد تعليق رئيس المحكمة العليا أهم مناقشاته حتى الآن حول تأثير الذكاء الاصطناعي على القانون، ويتزامن مع عدد من المحاكم الابتدائية التي تتنافس حول أفضل السبل للتكيف مع التكنولوجيا الجديدة القادرة على اجتياز امتحان المحاماة ولكنها أيضًا عرضة لتوليد مخالفات وهمية المحتوى، المعروفة باسم “الهلوسة”.

وشدد روبرتس على أن “أي استخدام للذكاء الاصطناعي يتطلب الحذر وعدم التكبر”. وذكر مثالاً دفعت فيه هلوسة الذكاء الاصطناعي المحامين إلى الاستشهاد بقضايا غير موجودة في أوراق المحاكم، وهو ما قال رئيس المحكمة العليا إنها “فكرة سيئة دائمًا”.

ولم يخض روبرتس في التفاصيل أبعد من القول إن الظاهرة “تصدرت عناوين الأخبار هذا العام”.

في الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، قال مايكل كوهين، المحامي والمنسق السابق لدونالد ترامب، في أوراق المحكمة التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي، إنه أعطى محاميه عن طريق الخطأ استشهادات مزيفة لقضية تم إنشاؤها بواسطة برنامج الذكاء الاصطناعي الذي شق طريقه إلى ملف رسمي للمحكمة.

كما تم توثيق حالات أخرى للمحامين بما في ذلك قضايا الهلوسة بالذكاء الاصطناعي في المذكرات القانونية.

تصدرت محكمة الاستئناف الفيدرالية في نيو أورليانز الشهر الماضي عناوين الأخبار من خلال الكشف عما يبدو أنه أول قاعدة مقترحة من قبل أي من محاكم الاستئناف الأمريكية الـ 13 التي تهدف إلى تنظيم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل ChatGPT من OpenAI من قبل المحامين الذين يمثلون أمامها.

ستتطلب القاعدة المقترحة من قبل محكمة الاستئناف بالدائرة الخامسة في الولايات المتحدة من المحامين التصديق على أنهم إما لم يعتمدوا على برامج الذكاء الاصطناعي لصياغة الملخصات أو أن البشر قاموا بمراجعة دقة أي نص تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في ملفات المحكمة الخاصة بهم.

خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز