تصور فني من لوكالة الفضاء اليابانية لهبوط SLIM على سطح القمر

هبطت مركبة فضائية آلية يابانية بنجاح على سطح القمر يوم الجمعة 19 يناير، لكن ألواحها الشمسية لم تكن تولد الطاقة، مما سيقلل من الوقت الذي ستكون فيه قادرة على العمل إلى بضع ساعات.وبهذا الإنجاز، أصبحت اليابان الدولة الخامسة التي ترسل مركبة فضائية قامت بهبوط سلس على سطح القمر.

بالنسبة لوكالة الفضاء اليابانية JAXA، التي تدير حاليًا مجموعة متنوعة من المهام العلمية وإطلاق الروبوت في الفضاء، كانت هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها الهبوط على جسم كوكبي في مكان آخر في النظام الشمسي.

على مدى السنوات الـ 11 الماضية، توجه موكب من المركبات الفضائية نحو القمر. أقل من نصفهم وصلوا إلى وجهتهم سليمين.

الصين هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بسجل مثالي في هبوط مركبتها الفضائية الآلية على سطح القمر، حيث حققت ثلاثة نجاحات في ثلاث محاولات. ونجحت الهند العام الماضي بعد فشل محاولتها السابقة في عام 2019. وفشلت جميع المحاولات الأخرى التي قامت بها روسيا وشركة يابانية خاصة ومنظمة إسرائيلية غير ربحية.

سجل اليابان للهبوط علي القمر

صاروخ H3 ينطلق من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان في مارس 2023

منذ ما يقرب من عام، أجرت اليابان أول عملية إطلاق للصاروخ H3، وهو صاروخ جديد من إنتاج شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، وكان الأمل هو أن يحل محل الصاروخ القديم الذي كانت تعتمد عليها وكالة الفضاء اليابانية JAXA للوصول إلى المدار حول الأرض.

لكن الرحلة لم تسير كما كان متوقعا. لقد انطلقت من مركز تانيجاشيما الفضائي في جنوب البلاد، وبدا أن كل شيء يسير بسلاسة في وقت مبكر من الرحلة. لكن بعد أن حاولت المرحلة الثانية للصاروخ الانفصال عن المرحلة الأولى، فشل في إشعال محركاته، مما أدى إلى فقدان حمولته، وهي قمر صناعي باهظ الثمن لمراقبة الأرض.

إن إطلاق صاروخ محلي الصنع أمر مهم بالنسبة لليابان لأنه يعني عدم الاضطرار إلى الاعتماد على بلدان أخرى، كما فعلت بعض وكالات الفضاء الأخرى. على سبيل المثال، اضطرت وكالة الفضاء الأوروبية مؤخرا إلى استخدام صواريخ فالكون 9 من شركة سبيس إكس لإرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء، بسبب الاضطرابات في العلاقات الفضائية بين روسيا وأوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا، والتأخير في تطوير صاروخ أريان 6 الجديد، و مشاكل مع مركبة أخرى، Vega-C.

هبوط ناجح علي سطح القمر

تصور فني لمركبة الفضاء SLIM التابعة لوكالة الفضاء اليابانية وهي تهبط على القمر وتنشر إحدى مركبات الرحلات القمرية التابعة لها

في يوم الجمعة منتصف الليل في اليابان، بداية يوم السبت، أطلق الروبوت الفضائي SLIM محركاته لبدء هبوطه من مدار القمر. وبعد حوالي 20 دقيقة، لامس جهاز الهبوط الرئيسي للمركبة السطح بالقرب من حفرة صغيرة تسمى شيولي في المنطقة الاستوائية من الجانب القريب للقمر.

السطح هناك بزاوية حوالي 15 درجة، مما شكل صعوبات في الهبوط دون الانقلاب. لذلك قرر مصممو SLIM إمالة المركبة الفضائية إلى جانب واحد قبل الهبوط مباشرة، وبعد الاتصال الأولي بالأرض، انقلب SLIM للأمام على أرجله الأمامية.

مباشرة بعد الهبوط، تمكن SLIM من إرسال إشارات لاسلكية إلى الأرض. لكن المعلق على البث الشبكي في ذلك الوقت قال مراراً وتكراراً: “مازلنا نتحقق من الوضع”. وانتهى البث عبر الإنترنت دون الكشف عن مصير الروبوت الفضائي.

وفي مؤتمر صحفي بعد ساعتين، قال مسؤولو وكالة استكشاف الفضاء اليابانية إن الهبوط الناعم نجح لكنه كشف عن مشكلة الألواح الشمسية.

وقالوا إنه من الممكن أن تكون الألواح تشير إلى الاتجاه الخاطئ، ويمكنها توليد الطاقة لاحقًا عندما تشرق الشمس بزاوية مختلفة. وقال المسؤولون إن الهبوط استوفى الحد الأدنى من متطلبات نجاح المهمة. إذا حدث الهبوط على بعد 100 متر من الهدف، فسيشكل ذلك نجاحًا كاملاً، على الرغم من أن الأمر سيستغرق شهرًا من التحليل لتحديد مدى قرب SLIM من موقع الهبوط المستهدف.

وبدون الألواح الشمسية العاملة، تعمل المركبة الفضائية باستخدام بطاريتها. وقال مسؤولون في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية إنه من أجل الحفاظ على الطاقة، تم إغلاق سخانات المركبة الفضائية.

إطلاق مركبتين جوالتين علي سطح القمر

تم نشر مركبتين جوالتين صغيرتين بنجاح من مركبة الهبوط قبل الهبوط مباشرة.

حملت مركبة الهبوط الذكية اليابانية لاستكشاف القمر مركبتين جوالتين، المركبة القمرية 1، على اليسار، والمركبة القمرية 2 الي اليمين

كانت المركبتان الجوالتان اللتان نشرتهما SLIM، تسمى Lunar Excursion Vehicle 1 وتمسي اختصاراً (LEV1) وLunar Excursion Vehicle 2 (LEV2)، غير تقليديتين. استخدم أحدهم آلية القفز وحمل مقياس حرارة وجهاز مراقبة الإشعاع وأداة لقياس المنحدر والارتفاع.

العربة الجوالة الثانية كروية الشكل، بحجم كرة البيسبول تقريبًا، وتزن نصف رطل. وكان من المقرر أن ينفصل نصفاها، مما يسمح للمركبة بالزحف على طول السطح لبضع ساعات حتى نفاد بطاريتها. قامت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية بتطوير هذه المركبة بالتعاون مع جامعة دوشيشا وشركة الألعاب تومي.

كانت LEV-1 قادرة على التواصل مباشرة مع الأرض، بينما كانت LEV-2 تتواصل عبر LEV-1. وقالت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية إنه تم إرسال البيانات من المركبتين الجوالتين إلى الأرض.

هدف الهبوط الدقيق علي سطح القمر

كان الهدف من المركبة الفضائية، Smart Lander for Investigating Moon، أو SLIM، هو إظهار الهبوط الدقيق، داخل مساحة لا تزيد عن ملعب كرة قدم لوجهة مستهدفة بدلاً من عدم اليقين من مكان الهبوط لمعظم المركبات الفضائية الأخري.

يمكن أن تكون هذه التكنولوجيا مفيدة أيضًا للمهام المستقبلية مثل تلك الموجودة في برنامج “أرتيمس Artemis: التابع لناسا، واليابان شريك في هذا البرنامج الذي سيعيد رواد فضاء إلى القمر في السنوات المقبلة.

إن نشر قدرات الهبوط الدقيقة هذه في المستقبل من شأنه أن يسمح للمركبات الفضائية بالتصويب بالقرب من أماكن مثيرة للاهتمام مثل الحفر، بدلاً من السهول المسطحة الكبيرة.

رحلات القمر هذا العام

ستحاول مركبات فضائية أخرى الوصول إلى القمر هذا العام. وقد أبرمت الشركة الأمريكية Intuitive Machines of Houston، عقدًا لنقل تجارب ناسا إلى القمر. وتهدف إلى إطلاق مركبة الهبوط الخاصة بها في منتصف الشهر المقبل.

وقد تحاول الصين أيضًا القيام بمهمة هبوط آلية إلى الجانب البعيد من القمر.

لدى اليابان خطط قمرية مستقبلية خاصة بها. وهي تعمل مع الهند على إطلاق مركبة روبوتية، LUPEX، في أقرب وقت من العام المقبل، قد يتوجه رواد الفضاء اليابانيون إلى القمر في المستقبل كجزء من برنامج أرتميس التابع لناسا.

خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز