
تعد طيران الإمارات واحدة من أكبر عملاء بوينج، وقد قدمت طلبية في نوفمبر لشراء 95 طائرة بوينج 777 و787 ذات الجسم العريض
قال رئيس مجموعة طيران الإمارات، السير تيم كلارك، إن شركة بوينج لصناعة الطائرات تشهد الآن “فرصة أخيرة”، مؤكدا أنه رصد “تدهورا تدريجيا” في أدائها. والتفتت الأنظار مؤخرا إلى شركة بوينج، بعد انفجار باب في طائرة مسافرين من طراز “737 ماكس 9” في أثناء طيرانها الشهر الماضي.
ويعد كلارك، الذي تولى مناصب عليا في طيران الإمارات منذ الثمانينات ويرأسها منذ عام 2003، أحد أبرز الشخصيات في مجال الطيران. وتزيد تعليقاته من المشاكل المتزايدة التي تواجهها شركة تصنيع الطائرات الأمريكية بعد انفجار جزء من جسم الطائرة في منتصف الرحلة على متن طائرة بوينج 737 ماكس 9 الشهر الماضي.
وقال السير كلارك لصحيفة فايننشيال تايمز إن مجموعة طيران الإمارات سترسل مهندسيها لمراقبة خطوط الإنتاج في شركة بوينج.
ورداً على تعليقات السير كلارك، أشارت بوينج إلى تعليقات كان قد أدلى بها رئيسها التنفيذي ديف كالهون الأسبوع الماضي بقوله: “نحن متفهّمون أسباب غضب عملائنا، وسوف نعمل على كسب ثقتهم”.
ورفضت بوينج التعليق على تصريحات كلارك لكنها أشارت إلى رسالة كالهون للموظفين في وقت سابق من الأسبوع والتي قال فيها “الآن ليس الوقت المناسب” لمشاركة الأهداف المالية أو التشغيلية. الشركة، التي أعلنت عن نتائج الربع الرابع يوم الأربعاء 31 يناير، حجبت توجيهاتها المالية المعتادة لهذا العام”.
وقالت مجموعة طيران الإمارات لبي بي سي، إنه ليس لديها ما تضيفه لتعليقات السير كلارك الذي قال إنه “يتعين عليهم ترسيخ ثقافة الأمان التي هي أولى الأولويات. وعليهم أيضا أن يُخضعوا عمليات التصنيع للمراجعة”.
وأضاف كلارك: “أنا واثق من أن ديف كالهون، وستان ديل (رئيس قسم الطائرات التجارية في بوينج) مهتمان بالأمر، هذه هي الفرصة الأخيرة”.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، يستعد السير كلارك لإرسال مهندسين من مجموعة طيران الإمارات في مهمة لمراقبة خطوط الإنتاج في شركة بوينج.
وقال كلارك إن مهندسي طيران الإمارات سيراقبون عملية إنتاج الطائرة “بوينج 777” لدى شركتَي بوينج وسبيريت أيروسيستيمز.

السير تيم كلارك رئيس مجموعة طيران الإمارات
وفي نوفمبر الماضي، تقدمت مجموعة طيران الإمارات بطلب إلى شركة بوينج لشراء عدد 95 طائرة من طراز بونيج 777 عريضة الهيكل، ومن طراز “بوينج 787” النفاثة، للاستخدام في الرحلات طويلة المسافة، بقيمة 52 مليار دولار وفق الأسعار المعلَنة.
وتصدرت أخبار بوينج عناوين الصحف خلال الأسابيع الماضية، رغم إصرار رئيسها التنفيذي كالهون على أن الشركة قد تغيّرت بالفعل منذ تولى رئاستها خلفاً لـ دينيس مويلنبرج بعد الإطاحة بالأخير.
وفي الخامس من يناير الماضي، انفجر بابٌ في طائرة من طراز بوينج “737 ماكس 9” التابعة لخطوط ألاسكا الجوية بعد وقت قصير من إقلاعها، ما أثار فزع الركاب، واضطر قائدها إلى العودة لمطار بورتلاند في ولاية أوريغون الأمريكية.
وفتحت إدارة الطيران الفيدرالية تحقيقا في عملية التصنيع لدى بوينج، كما حظرت الشركة من التوسع في إنتاج طائرات من طراز “737 ماكس”.
وعبّر عدد من وكلاء الشركة عن مخاوفهم، قائلين إن ذلك قد يرجئ عملية اعتماد نُسخ جديدة من طرازات بوينج 737ماكس، وماكس7، وماكس10 التي يجري التخطيط لها.

يعد تحطم جزء من جسم طائرة بوينج 737 ماكس 9 في منتصف الرحلة في شهر يناير 2024 ضربة قوية لسمعة شركة بوينج أحد عملاقي صناعة الطائرات التجارية في العالم
وفي عام 2018، وقعت حادثة شبيهة لتلك التي وقعت الشهر الماضي، ولكن لطائرة من طراز أقدم هو بوينج 737 التابعة لشركة ساوث ويست أيرلاينز عندما تحطّمت نافذة في قمرة القيادة بينما كانت الطائرة تحلّق على مسافة 32 ألف قدم، ما أسفر عن مقتل امرأة مسافرة كانت على متن الطائرة.
كما تلطخت سُمعة بوينج فيما يتعلق بالأمان جرّاء حادثتين وقعتْ إحداهما في أواخر عام 2018 قبالة الساحل الإندونيسي، فيما وقت الأخرى في أوائل 2019 خارج العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقد سقط 346 قتيلا جرّاء هاتين الحادثتين اللتين وقعتا نتيجة عُطل فني.
وقال كلارك: “هل ستستعيد بوينج نفسها لمجدها السابق؟ بالطبع ستعمل. هل ستستمر بوينج في إنتاج وتصميم طائرات رائعة ومجهزة بشكل جيد وموثوق بها لقاعدة العملاء؟ أنا متأكد من أنهم سيفعلون ذلك، لكن عليهم ترتيب الشركة في الوقت الحالي، وهذا تحول كبير في الأولويات”.
خاص: إيجيبت14
المصدر: صحيفة فايننشيال تايمز – بي بي سي

