العثور على جثة موظف سابق بشركة بوينج أبلغ عن مخالفات

طائرة من طراز بوينج 787-10 دريملاينر تمر بمبنى التجميع النهائي في نورث تشارلستون، ساوث كارولينا، الولايات المتحدة، 31 مارس 2017

طائرة من طراز بوينج 787-10 دريملاينر تمر بمبنى التجميع النهائي في نورث تشارلستون، ساوث كارولينا، الولايات المتحدة، 31 مارس 2017

عُثر على جثة موظف سابق لدى شركة بوينج الأمريكية لصناعة الطائرات، كان اسمه مرتبطا بالإبلاغ عن خروقات في معايير الإنتاج بالشركة، وظل جون بارنيت يعمل لدى بوينج لمدة 32 عاما، حتى تقاعد لأسباب صحية في 2017.

وفي الأيام التي سبقت وفاته، كان بارنيت يدلي بشهادته في دعوى قضائية ضد الشركة بشأن وقوع خروقات.

وقالت بوينج إنها حزنت لدى سماع خبر وفاة موظفها السابق بارنيت. وأكّدت السلطات في مقاطعة تشارلستون الأمريكية خبر الوفاة لبي بي سي.

وقال محقق الوفيات في المقاطعة إن بارنيت، الذي كان يبلغ من العمر 62 عاما، قد مات متأثراً “بجرح ذاتي” يوم 9 مارس الجاري، وإن الشرطة تتولى التحقيق في الحادث.

وفي أثناء عمله بشركة بوينج، تولى بارنيت بداية من عام 2010 مسؤولية إدارة الجودة بمصنع نورث تشارلستون في أثناء تصنيع الطائرة “787 دريملاينر” المتطورة التي لا تُستخدم إلا في الرحلات الطويلة.

وفي عام 2019، قال بارنيت لبي بي سي إن العُمال في هذا المصنع كانوا يتعمّدون تحت الضغط تركيب أجزاء غير مستوفية للمعايير في الطائرات.

وأضاف بارنيت لبي بي سي وقتها، بأنه كشف كذلك عن مشكلات خطيرة في أنظمة الأكسجين، مشيرا إلى أن واحدا من بين كل أربعة من أقنعة التنفس لن يعمل في حال وقوع طوارئ.

وأفاد بارنيت بأنه بعد وقت قصير من مباشرة العمل لدى شركة بوينج في مقاطعة تشارلستون بولاية كارولاينا الجنوبية، سرعان ما أبدى مخاوفه من أن يؤدي الاستعجال في تصنيع طائرات جديدة إلى عيوب تتعلق بالأمان، وهو ما نفته الشركة الأمريكية.

وفي وقت لاحق، قال بارنيت لبي بي سي إن العُمال فشلوا في اتباع إجراءات كانت تستهدف تتبُّع أجزاء معيبة وُجدت في المصنع، ما أدى إلى عدم العثور على تلك الأجزاء.

ونوّه بارنيت إلى أن العُمال في بعض الحالات، كانوا يأتون بأجزاء معيبة بعد أن يتم التخلص منها ويقومون بتركيب تلك الأجزاء في طائرات جديدة خشية التأخّر في الإنتاج.

كما ادعى بارنيت أنه بالكشف على أنظمة أكسجين الطوارئ قبل تركيبها بالطائرات من طراز بوينج -787 تبيّن عدم استيفاء 25% من تلك الأنظمة لمعايير الجودة.

جون بارنيت كان مديرا سابقا لمراقبة الجودة في شركة بوينج للطائرات

جون بارنيت كان مديرا سابقا لمراقبة الجودة في شركة بوينج للطائرات

وقال بارنيت إنه رفع مخاوفه لمديريه في بوينج، لكن دون أن يسفر ذلك عن اتخاذ أيّ إجراء.

ليس هذا فحسب، بل أنكرت الشركة مزاعم بارنيت، لكنّ تقييماً صدر عن إدارة الطيران الفيدرالية في 2017، أيّد عددا من مخاوف بارنيت.

وأكد التقييم عدم العثور على ما لا يقل عن 53 جزءًا معيبًا (غير مستوفٍ للمعايير) في المصنع، وأن تلك الأجزاء عُدّت من المفقودات. وصدرت أوامر لشركة بوينج باتخاذ إجراءات تصحيحية.

وفيما يتعلق بمسألة أسطوانات الأكسجين، قالت الشركة إنها في عام 2017 كانت قد تعرّفت على عدد من أسطوانات الأكسجين المعيبة التي تلقّتها من المورّد، لكن بوينج أنكرت أن يكون أيّ من تلك الأسطوانات المعيبة تم تركيبه في الطائرات.

وبعد تقاعده عن العمل في شركة بوينج، شرع بارنيت في اتخاذ إجراءات قضائية طويلة المدى ضد الشركة.

واتهم بارنيت شركة بوينج بتشويه سمعته، وبتعطيل مسيرته المهنية بسبب أنه أشار إلى وجود مشكلات – وهي اتهامات ترفضها بوينج.

وفي وقت وفاة بارنيت، كان الأخير موجودا في مقاطعة تشارلستون من أجل القيام بإجراءات قانونية متعلقة بالقضية.

وفي الأسبوع الماضي قدّم بارنيت شهادة رسمية؛ حيث وجه محامو شركة بوينج بعض الأسئلة إليه، قبل أن يوجّه إليه محاميه سؤالا مقابلا.

وكان من المقرر أن يستكمل بارنيت الإدلاء بشهادته يوم السبت 9 مارس لكنه لم يظهر، وكانت التحقيقات تجري في الفندق الذي يقيم به.

وفي وقت لاحق، عُثر على بارنيت ميتاً في سيارته بساحة انتظار الفندق.

طائرة من طراز بوينج 737 ماكس 9

طائرة من طراز بوينج 737 ماكس 9

وفي حديث لبي بي سي، وصف محامي بارنيت وفاة موكّله بالحادث “المأساوي”.

وفي بيان لها، قالت شركة بوينج: “أحزنتْنا وفاة بارنيت، ونقدّم تعازينا لعائلته وأصدقائه”.

وتأتي وفاة بارنيت في وقت تخضع فيه معايير الإنتاج لدى كل من بوينج ومورّدها الرئيسي “سبيريت إيرو سيستمز” للتدقيق المكثف.

وفي يناير الماضي التفتت الأنظار إلى بوينج، بعد أن انفجر باب في طائرة مسافرين من طراز “737 ماكس 9” في أثناء تحليقها.

وأشار تقرير مبدئي صدر عن المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة إلى أن أربعة مسامير أساسية، مصممة لتثيبت باب الطائرة في مكانه، كانت غير مستوفية للمعايير.

وفي الأسبوع الماضي، كشف فحص استغرق ستة أسابيع، أجرته إدارة الطيران الفيدرالية، عن “حالات عديدة أخفقت فيها شركة بوينج في الوفاء بمعايير جودة التصنيع”.


المصدر: بي بي سي

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.