أبلغت شركة تشغيل المطارات الإسبانية آينا عن “حادث” لأنظمة الكمبيوتر في جميع المطارات الإسبانية
أدى انقطاع التكنولوجيا العالمي على نطاق واسع يوم الجمعة 19 يوليو إلى تعطيل شركات الطيران والخدمات الطبية والبث التلفزيوني والبنوك وعشرات الشركات والخدمات الأخرى في جميع أنحاء العالم، وهو مثال مذهل على الاعتماد الهش للاقتصاد العالمي على برامج معينة والتأثير المتتالي الذي يمكن أن يحدثه عندما تسوء الأمور.
يُعزى الانقطاع إلى شركة CrowdStrike، وهي شركة للأمن الإلكتروني علي شبكة الإنترنت تستخدم برامجها من قبل عشرات الصناعات حول العالم للحماية من الهاكرز والانتهاكات الخارجية.
يبدو أن تحديث البرنامج الصادر عن CrowdStrike هو السبب الجذري للمشكلة، مما أدى إلى تعطل الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل مايكروسوفت ويندوز.
وقال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي لشركة CrowdStrike: “هذا ليس حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا”. “لقد تم تحديد المشكلة وعزلها وجاري نشر إصلاح العطل.”
كيف يتم الشعور بالمشكلة في جميع أنحاء العالم؟
شركات الطيران
هناك حوالي 110 ألف رحلة جوية تجارية مقررة في جميع أنحاء العالم يوم الجمعة 19 يوليو، حوالي ربعها من المقرر أن يغادر من مواقع في الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات من شركة سيريوم لتحليلات الطيران.
حتى الساعة السابعة صباحًا تقريبًا، كان هناك أكثر من 500 حالة تأخير في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
تأخير الرحلات الجوية وإلغائها لها تأثير متتالي لأن أماكن الهبوط في المطار محدودة وغالباً ما يقوم أفراد الطاقم برحلات متعددة في اليوم الواحد. عندما يتم إلغاء الرحلات الجوية، قد لا يتمكن الطيارون والمضيفون من الوصول إلى رحلتهم التالية، مما يتطلب من شركات الطيران البدء في تعيين أطقم احتياطية لتلك الرحلات.
تتعامل شركات الطيران بشكل روتيني مع مثل هذه التغييرات في اللحظة الأخيرة، ولكن مثل هذه الاضطرابات يمكن أن تطغى بسرعة حتى على شركات الطيران الأكثر استعدادًا.
مسافرون ينتظرون إقلاع طائراتهم في مطار هامبورج بألمانيا يوم الجمعة 19 يوليو 2024
- أوقفت ثلاث شركات طيران أمريكية كبرى على الأقل، وهي أمريكان ويونايتد ودلتا، جميع رحلاتها، وفقًا لإدارة الطيران الفيدرالية.وفي مطار براندنبورج في برلين، ثالث أكثر مطارات ألمانيا ازدحاما، تم إلغاء الرحلات الجوية لمدة ثلاث ساعات، من الساعة 7 صباحا إلى الساعة 10 صباحا، قبل أن تبدأ في استئنافها. وتم إلغاء حوالي 15% من الرحلات الجوية المغادرة من مطار براندنبورج، وفقًا لشركة FlightAware.
- وظهرت هذه المشكلات أيضًا في المطارات حول العالم، بما في ذلك مطار هونج كونج الدولي، ومطار سيدني، ومطار برلين براندنبورج، ومطار شيفول في أمستردام، ومطار دنفر الدولي.
- في مطار مانشستر في بريطانيا، كانت هناك طوابير طويلة في منطقة المغادرة لأن العديد من الأجهزة عند مكاتب تسجيل الوصول لم تكن تعمل.
-
- في إسبانيا، تم الإبلاغ عن “عطل” في جميع مطارات البلاد.
وتقول الشركة المشغلة للمطار الإسباني: “نعمل على حل المشكلة في أسرع وقت ممكن. وفي الوقت نفسه، تتواصل العمليات بالأنظمة اليدوية”.
- وحدث انقطاع في الخدمات في مطار إدنبره في المملكة المتحدة، “حيث تسبب خطأ في تعطل شاشات المغادرة”.
وبدا أن لوحات المغادرة في مبنى المطار الرئيسي توقفت عن العمل، وتعرض معلومات قديمة حول أرقام البوابة ومواعيد الاقلاع، مما يعني أن بعض الركاب فاتتهم رحلاتهم.
- و قالت شركة الطيران الأوروبية رايون إير، إنها تواجه “انقطاعات محتملة عبر الشبكة”، عازية السبب إلى “انقطاع التيار من طرف ثالث”.
ونصحت شركة الطيران أي شخص يسافر اليوم أن يتحقق من التطبيق الخاص بالشركة للحصول على تحديثات بشأن رحلتهم.
- وأبلغ مطار شيفول في أمستردام، عن تأخير ناجم عن “انقطاع تكنولوجيا المعلومات”.
وقال متحدث باسم الشركة: “إن انقطاع الخدمة له تأثير على الرحلات الجوية”، مضيفاً أنه ليس من الواضح بعد عدد الرحلات الجوية المتأثرة.
- في إسبانيا، تم الإبلاغ عن “عطل” في جميع مطارات البلاد.
- قالت شركة Ryanair، إحدى أكبر شركات الطيران في أوروبا، إنها تعاني من اضطراب بسبب انقطاع تكنولوجيا المعلومات من طرف ثالث وهو “خارج عن سيطرتنا تمامًا”.
انقطاع الخدمات المدنية وتوقف المتاجر
تقدم شركة CrowdStrike، وهي شركة للأمن السيبراني، خدمات للشركات في جميع أنحاء العالم
- في الولايات المتحدة، يبدو أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على خطوط الطوارئ 911 في ولايات متعددة، حسبما ذكر نظام تنبيه الطوارئ الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت إن الأشخاص الذين يعانون من حالات الطوارئ يجب عليهم الاتصال برقم الشرطة المحلية أو قسم الإطفاء.
- وفي بريطانيا، نظام الصحة الوطنية NHS يعاني من انقطاع الوصول إلى أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها في عدد من المستشفيات ومكاتب الأطباء.
- بالنسبة للقطارات وسكك الحديد، حذرت شركة قطارات كبرى، الركاب من توقع انقطاع الخدمة لأنها تعاني من “مشكلات واسعة النطاق في الانترنت”.
- كما نشرت شركة القطارات البريطانية على وسائل التواصل الاجتماعي: “إننا نواجه حالياً مشكلات واسعة النطاق في مجال تكنولوجيا المعلومات عبر شبكتنا بأكملها”.
- أغلقت شركة ماكدونالدز في اليابان بعض المتاجر مؤقتًا وحددت العمليات في متاجر أخرى، وفقًا لموقعها الإلكتروني، بسبب أعطال في أجهزة “الكاشير” داخل المتاجر. وتم تعليق نحو 30% من منافذها في اليابان، بحسب وكالات أنباء يابانية، مضيفة أن الشركة تحقق في السبب.
المؤسسات الإعلامية
- أبلغ العديد من المذيعين التلفزيونيين عن مشاكل.
في فرنسا، قالت TF1 وCanal+، من بين القنوات الأكثر مشاهدة، في منشورات على X إنها لا يمكن بثها على الهواء. كما كتب كريستوف بوجراند جيرين، مقدم برنامج TF1، على منصة إكس: “نحن جميعًا داخل الاستوديو، ولكن هناك عطلًا كبيرًا في غرفة التحكم” مما يجعل من المستحيل بدء البث المباشر”. -
-
-
-
-
-
كما طال العطل بعض المحطات الإعلامية، حيث توقفت قناة سكاي نيوز- مقرها المملكة المتحدة – عن البث بسبب انقطاع الخدمة.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة إن القناة لم تتمكن من البث المباشر هذا الصباح. وتقول شركة الاتصالات الأسترالية إنها تواجه أيضاً “اضطراباً”.
-
-
-
-
-
ما الذي سبب المشكلة، وماذا تقول مايكروسوفت؟
نظام أزور للحوسبة السحابية من شركة مايكروسوفت
أصاب توقف أجهزة الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم، اضطراب في شركات الطيران والمستشفيات وتجار التجزئة والشركات الأخرى. فكيف حدث ذلك؟
كانت هناك مشكلتان متتاليتان سريعتان تتعلقان بأنظمة مايكروسوفت المستخدمة على نطاق واسع، وربما تأثر بعض المستخدمين بكلتاهما.
يوم الخميس 18 يوليو، تأثر بعض عملاء مايكروسوفت في وسط الولايات المتحدة، بما في ذلك بعض شركات الطيران، بسبب انقطاع نظام مايكروسوفت للخدمة السحابية “أزور Azure”. أشارت صفحة حالة الخدمة السحابية من مايكروسوفت إلى أن الشركة قد حددت سببًا أوليًا للمشكلة.
قد لا يزال بعض المستخدمين غير قادرين على الوصول إلى بعض تطبيقات وخدمات Microsoft 365، بما في ذلك مؤتمرات الفيديو في Teams. وقال ممثل مايكروسوفت في بيان إن الشركة كانت على علم بالمشكلة “التي تؤثر على مجموعة فرعية من العملاء”. “نحن ندرك التأثير الذي يمكن أن يحدثه ذلك على العملاء، ونعمل على استعادة الخدمات لأولئك الذين ما زالوا يعانون من الاضطرابات في أسرع وقت ممكن.”
بشكل منفصل، واجهت العديد من أجهزة ويندوز يوم الجمعة مشكلات تتعلق بـ CrowdStrike، وفقًا لصفحة حالة Azure.
وقال متحدث باسم شركة مايكروسوفت: “نحن على علم بمشكلة تؤثر على أجهزة ويندوز بسبب التحديث من منصة برامج تابعة لجهة خارجية (شركة CrowdStrike) ونتوقع أن يكون هناك حل وشيك.”
كان سبب هذا الانقطاع هو تحديث أمني معيب بواسطة CrowdStrike. وقال جورج كورتز، الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان علي منصة إكس، إنها “تعمل بنشاط مع العملاء المتأثرين بالخلل الموجود في تحديث واحد للبرامج لمستخدمي نظم ويندوز”.
يبدو أن المشكلة تتعلق بتحديث لبرنامج CrowdStrike يسمى Falcon Sensor، وفقًا لما ذكره لوكاسز أولينيك، وهو باحث ومستشار مستقل في مجال الأمن السيبراني. تم إرسال إصلاح محدث للبرنامج إلى أجهزة الكمبيوتر، لكن أولينيك قال إن انقطاعات الخدمة من المحتمل أن تستمر لأنه ليس من الواضح كيفية إصلاح الأعداد الهائلة من أجهزة الكمبيوتر التي تأثرت بالفعل.
يكمن جزء كبير من المشكلة في الحل المقترح حاليًا، وهو إعادة تشغيل كل كمبيوتر يدويًا في “الوضع الآمن Safe Mode”، وحذف ملف معين، ثم إعادة تشغيل الكمبيوتر بشكل طبيعي. وقال خبراء أمنيون إنه على الرغم من أنها عملية بسيطة نسبيًا، إلا أنه لا توجد طريقة لأتمتتها على نطاق واسع.
وقال لوكاسز أولينيك: “يوجد حل بديل، ولكنه يتطلب التغيير يدويًا بملفات نظام التشغيل ويندوز في وضع الإصلاح Recovery Mode”. “لا يُنصح بمثل هذه الممارسة بشكل عام، لأن الأخطاء قد تسبب مشاكل أخرى.”
ليس من الواضح ما إذا كان الانقطاع الأولي للخدمة السحابية لمايكروسوفت “أزور Azure” مصادفة أم مرتبطًا بالأعطال الناجمة عن تحديث CrowdStrike، لكن خبراء الأمن قالوا إن ذلك ممكن.
على الأرجح، إذا كان الأمران مرتبطين، فسيكون ذلك بسبب تأثير تحديث CrowdStrike على أجهزة الكمبيوتر المسؤولة عن تشغيل “أزور”، مما أدى إلى إيقاف تشغيله.
شركات التكنولوجيا العالمية تتهرب من المسؤولية
تشير الانقطاعات، التي أدت إلى إغلاق شركات الطيران والمستشفيات وخدمات الاستجابة للطوارئ في جميع أنحاء العالم، إلى مدى حساسية أنظمة التكنولوجيا عندما تكون مترابطة إلى هذا الحد.
وقال كيران مارتن، الرئيس السابق للمركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا والذي يعمل الآن أستاذا في كلية بلافاتنيك للإدارة الحكومية بجامعة أكسفورد: “هذا مثال غير مريح للغاية على هشاشة البنية التحتية الأساسية للإنترنت في العالم”.
كما أنه يسلط الضوء على حقيقة غير مريحة تتمثل في أن شركات البرمجيات لا تواجه سوى القليل من المسؤوليات المتعلقة بانقطاع خدمات الكمبيوتر الكبيرة وحوادث الأمن السيبراني. يمكن أن تكون العقوبات الاقتصادية والقانونية لمثل هذه الانقطاعات الهائلة ضئيلة للغاية بحيث لا يكون لدى الشركات الحافز لإجراء المزيد من التغييرات الأساسية.
وقال: “إلى أن تضطر شركات البرمجيات إلى دفع ثمن المنتجات المعيبة، فلن نكون أكثر أمانًا غدًا مما نحن عليه اليوم”.
خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز – وكالات
Egypt14 