قالت الحكومة الأمريكية إنه من خلال دفع مليارات الدولارات لتكون محرك البحث التلقائي على الأجهزة الإلكترونية لمستخدمي الإنترنت، منعت جوجل الشركات الأخرى من المنافسة

صدر حكم قاض فيدرالي يوم الاثنين 5 أغسطس بأن شركة جوجل تصرفت بشكل غير قانوني للحفاظ على احتكارها للبحث عبر الإنترنت، وهو قرار تاريخي يضرب قوة عمالقة التكنولوجيا في عصر الإنترنت الحديث وقد يغير بشكل جذري الطريقة التي يمارسون بها أعمالهم.

وقال القاضي أميت بي ميهتا ( وهو من أصول هندية) من المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا في حكم مؤلف من 277 صفحة إن جوجل أساءت استخدام احتكار عمليات البحث علي الإنترنت.

ورفعت وزارة العدل وولايات أمريكية دعوى قضائية ضد شركة جوجل، متهمة إياها بتعزيز هيمنتها بشكل غير قانوني، من خلال دفع مليارات الدولارات لشركات أخرى، مثل أبل وسامسونج، سنويًا لجعل جوجل محرك البحث الافتراضي على هواتفها الذكية ومتصفحات الإنترنت.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جوجل دفعت لشركة أبل حوالي 18 مليار دولار لكي تصبح محرك البحث الافتراضي علي أجهزتها (أيفون و أيباد و ماك …) في عام 2021.

وقال القاضي ميهتا في حكمه: “جوجل شركة احتكارية، وقد تصرفت كشركة محتكرة للحفاظ على احتكارها”.

يعد هذا الحكم حكمًا قاسيًا على صعود شركات التكنولوجيا العملاقة التي استخدمت جذورها في الإنترنت للتأثير على الطريقة التي نتسوق بها، ونستهلك بها المعلومات، ونبحث عبر الإنترنت، ويشير إلى ضرورة الحد من قوة شركات التكنولوجيا الكبرى.

ومن المرجح أن يؤثر ذلك على الدعاوى القضائية الحكومية الأخرى لمكافحة الاحتكار ضد جوجل وأبل وأمازون وميتا المالكة لفيسبوك و إنستجرام وواتساب.

آخر حكم مهم لمكافحة الاحتكار ضد شركة تكنولوجيا استهدف شركة مايكروسوفت منذ أكثر من عقدين من الزمن.

قالت ريبيكا هاو ألينسوورث، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة فاندربيلت والتي تدرس مكافحة الاحتكار: “هذه أهم قضية مكافحة الاحتكار في القرن، وهي الأولى ضمن قائمة كبيرة من القضايا التي يتم رفعها ضد شركات التكنولوجيا الكبرى”. “إنها نقطة تحول كبيرة.”

ويمثل هذا القرار ضربة قوية لشركة جوجل، التي أنشأت على محرك البحث الخاص بها، وأصبحت مرتبطة بشكل وثيق بالبحث عبر الإنترنت لدرجة أن اسمها (جوجل) أصبح فعلًا Verb يستخدم لغوياً للتعبير عن البحث علي الإنترنت.

دفعت جوجل لشركة أبل حوالي 18 مليار دولار لكي تصبح محرك البحث الافتراضي عام 2021

ومن الممكن أن يكون للحكم تداعيات كبيرة على نجاح جوجل، خاصة وأن الشركة تنفق مبالغ طائلة للمنافسة في السباق على الذكاء الاصطناعي. تواجه جوجل قضية اتحادية أخرى لمكافحة الاحتكار بشأن تكنولوجيا الإعلان ومن المقرر أن يتم عرضها على المحكمة الشهر المقبل.

لم يتضمن حكم يوم الاثنين 5 أغسطس علاج لسلوك جوجل، من المتوقع أن يقرر القاضي ميهتا الآن ذلك، مما قد يجبر الشركة على تغيير الطريقة التي تدير بها أعمالها أو بيع جزء منها.

أنهي حكم القاضي ميهتا قضية استمرت لسنوات، من ولايات أمريكية وآخرون ضد شركة جوجل، والتي أدت إلى محاكمة مدتها 10 أسابيع في العام الماضي. ورفعت وزارة العدل والولايات دعوى قضائية في عام 2020 بسبب هيمنة جوجل على البحث عبر الإنترنت، والتي تدر أرباحًا بالمليارات سنويًا.

وقالت وزارة العدل إن محرك بحث جوجل أجرى ما يقرب من 90% من عمليات البحث على الإنترنت، وهو رقم اعترضت عليه الشركة.

خلال المحاكمة، شهد الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، بأنه يشعر بالقلق من أن هيمنة منافسه (شركة جوجل) قد خلقت “شبكة جوجل العنكبوتية Google web” وأن علاقتها مع شركة أبل كانت “احتكارية لكي يسيطر علي السوق عدد محدود من الشركات”.

وقال إنه إذا استمرت شركة جوجل دون رادع، فمن المرجح أن تصبح هي المهيمنة في السباق لتطوير الذكاء الاصطناعي.

ورد الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، ساندر بيتشاي، في شهادته بأن جوجل أنشأت خدمة أفضل للمستهلكين.

وقال محامو الشركة إن المستخدمين يختارون البحث على جوجل لأنهم يجدونه مفيدًا، وأن الشركة واصلت الاستثمار لتحسينه.

وقال جون شميدتلين، المحامي الرئيسي في قاعة المحكمة في جوجل، خلال المرافعات الختامية، في شهر مايو الماضي: “إن شركة جوجل تفوز لأنها الأفضل”.

خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز