
أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية تكافح من أجل استعادة ثباتها بعد الضربة الملحمية التي تلقتها في ديب سيك
تهافت المستثمرون العالميون على أسهم شركات التكنولوجيا يوم الاثنين 27 يناير مع قلقهم من أن ظهور نموذج ذكاء اصطناعي صيني منخفض التكلفة سيهدد هيمنة الشركات الرائدة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي فائقة القدرة مثل نفيديا، مما أدى إلى تبخر 593 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة العملاقة لصناعة الرقائق الإلكترونية، وهي خسارة قياسية في يوم واحد لأي شركة في البورصة الأمريكية.
في الأسبوع الماضي، أطلقت شركة “ديب سيك DeepSeek” الصينية الناشئة، مساعد ذكاء اصطناعي مجاني تقول إنه يستخدم بيانات أقل وتكلفة أقل من تلك المستخدمة في الخدمات الحالية. وبحلول يوم الاثنين 27 يناير، كان المساعد قد تفوق على منافسه الأمريكي “شات جي بي تي ChatGPT” في عدد التنزيلات “Download”من متجر تطبيقات شركة أبل.
وقد أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر ناسداك للتكنولوجيا لينخفض بنسبة 3.1% يوم الاثنين 27 يناير. كانت شركة “نفيديا Nvidia” هي أكبر عائق في بورصة ناسداك، حيث تراجعت أسهمها بنسبة تصل الي 17% وسجلت خسارة قياسية في يوم واحد في القيمة السوقية لسهم في بورصة وول ستريت، وفقًا لبيانات LSEG.
كانت خسارة القيمة السوقية لشركة نفيديا يوم الاثنين أكثر من ضعف الرقم القياسي السابق ليوم واحد، والذي سجلته أيضاً شركة نفيديا في سبتمبر الماضي.
كان ثاني أكبر خاسر في بورصة ناسداك هو شركة Broadcom لصناعة الرقائق الإلكترونية أيضاً، والتي أنهت التداول على انخفاض بنسبة 17.4%، تليها شركة مايكروسوفت الداعمة لتطبيق “شات جي بي تي ChatGPT”، والتي انخفضت أسهمها بنسبة 2.1% ثم ألفابيت الشركة الأم لـ جوجل، التي أنهت التداول على انخفاض بنسبة 4.2%.

مقر شركة نفيديا أكبر مصنع لشرائح الذكاء الاصطناعي
انخفضت اسهم شركة فيلادلفيا لأشباه الموصلات بنسبة 9.2%، مسجلاً أكبر انخفاض لها بالنسبة المئوية منذ مارس 2020، وكان أكبر الخاسرين شركة مارفيل تبكنولوجيMarvell Technology، والتي انخفضت أسهمها بنسبة 19.1%.
جاءت انخفاضات الأسهم الأمريكية في أعقاب عمليات البيع التي بدأت في آسيا، حيث انخفضت أسهم مجموعة سوفت بنك اليابانية بنسبة 8.3%، ثم انتقلت إلى أوروبا حيث انخفضت أسهم شركة ASML وهي أكبر شركة في العالم لصناعة ماكينات تصنيع الرقائق الإلكترونية بنسبة 7%.
“قد يعني ذلك طلبًا أقل على الرقائق الإلكترونية، وحاجة أقل إلى بناء ضخم لإنتاج الطاقة لتغذية نماذج الذكاء الاصطناعي، وحاجة أقل لمراكز البيانات واسعة النطاق.”

أدي التوقعات العالية بخصوص مستقبل الذكاء الاصطناعي الي تدفق الأموال علي بورصة وول ستريت في السنوات الأخيرة، السهم في الرسم البياني يشير لظهور تطبيق الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي لأول مرة في نوفمبر 2022
وقد أدت الضجة التي أثيرت حول الذكاء الاصطناعي إلى تدفق رؤوس الأموال بشكل كبير إلى أسهم شركات التكنولوجيا التي تطور نماذج الذكاء الاصطناعي في الأشهر الثمانية عشر الماضية، مما أدى إلى تضخيم التقييمات ورفع أسواق الأسهم إلى مستويات غير مسبوقة.
ومنذ ذلك الحين، أعلنت سوفت بنك عن التزام بقيمة 19 مليار دولار للمساعدة في تمويل مشروع Stargate الذي يضم داعميه الآخرين مطور ChatGPT OpenAI أوراكل، التي أغلقت أسهمها على انخفاض بنسبة 13.8% يوم الاثنين.
قال ترامب يوم الاثنين أن تطبيق “ديب سيك DeepSeek” يجب أن يكون “جرس إنذار” ويمكن أن يكون تطورًا إيجابيًا.
في هروبهم من المخاطرة يوم الإثنين، اتجه المستثمرون نحو السندات الحكومية والعملات التي تُعد ملاذًا آمنًا. وانخفض العائد القياسي لسندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.53% بينما ارتفع الين الياباني والفرنك السويسري مقابل الدولار الأمريكي.
سيؤدي التقلب المتزايد في أسهم شركات التكنولوجيا إلى دفع البنوك إلى تعديل إدارة المخاطر لديها، مما قد يدفعها إلى الاحتفاظ بعدد أقل من الأسهم أو إدارة المراكز بحذر أكبر مع قيام العملاء بالتخلص من حيازاتهم، وذلك وفقًا لما قاله أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال التداول الذي رفض الكشف عن هويته وهو يناقش إجراءات شركته.
خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز

