
أحد المشاة في هونج كونج يمر على إعلان لجهاز بلاي ستشن 5 (PS5) يعرض لعبة Astro Bot
رفعت شركة سوني سعر جهاز بلاي ستشن 5 (PS5) بنسبة 25% في الوقت الذي تعاني فيه صناعة ألعاب الفيديو من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قالت سوني إنها اتخذت “القرار الصعب” برفع سعر الإصدار الرقمي لوحدة التحكم “console’s digital edition” إلى 430 جنيهًا إسترلينيًا في المملكة المتحدة و500 يورو في أوروبا، بدءًا من يوم الإثنين 14 أبريل.
لن يكون هناك تغيير في سعر جهاز PS5 القياسي الذي يأتي مع محرك أقراص Disk Drive.
وأرجعت الشركة قرارها بزيادة سعر التجزئة لجهاز PS5 في بعض الأسواق في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى “البيئة الاقتصادية الصعبة، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وتقلب أسعار الصرف”.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الهواتف الذكية وغيرها من الإلكترونيات المصنوعة في الصين لن تُعفى من الرسوم الجمركية، وإنما تم إدراجُها في فئة مختلفة من تلك الرسوم، وشهدت البورصات الأوروبية صباح يوم الاثنين 14 أبريل ارتداداً صاعداً، بعد إعلان رسميّ يوم الجمعة 11 أبريل بأنّ بعض هذه المنتجات قد تُعفى من رسومٍ تصل أقصى نسبة لها إلى 145%.
ودعت الصين الرئيس الأمريكي ترامب إلى “الإلغاء الكامل” لرسومه الجمركية، و”العودة إلى المسار الصحيح من الاحترام المتبادَل”.
لكن مسؤولين أمريكيين قالوا يوم الأحد 13 أبريل إن هذه المنتجات ستخضع بدلاً من ذلك لـ “رسوم جمركية خاصة بأشباه الموصلات”، وسط توقعات بأن يكشف ترامب المزيد من التفاصيل في وقت لاحق.
قال وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، إن الرسوم الجديدة سوف تضاف إلى حزمة من الرسوم الجمركية العالمية التي فرضتها الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري، قبل أن ترجئ تطبيقها مدة 90 يوماً.
وقال لوتنيك: “نحتاج أن تُصنَّع أدويتنا وأشباه موصلاتنا وإلكترونياتنا في الولايات المتحدة”.
خطر على الأمن القومي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي، نشرت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بياناً، أوضحتْ فيه أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبعض البضائع الإلكترونية الأخرى سوف تُستثنى من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين والتي تصل نسبتُها إلى 125%.
لكن ترامب كتب كعادته على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نفى أي إعفاء أو استثناء لهذه المنتجات، واصفاً التقارير الخاصة ببيان هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بأنها “غير صحيحة”.
وأوضح ترامب أن هذه المنتجات “إنما نُقلتْ إلى فئة أخرى من فئات الرسوم الجمركية”.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “إننا ننظر لأشباه الموصلات وكل سلسلة توريد الإلكترونيات، وذلك في إطار التحقيقات المقبلة الخاصة بالرسوم الجمركية ذات الصلة بالأمن القومي”.
وتعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على أشباه الموصلات الواردة إليها من تايوان ودول أخرى في آسيا، اعتماداً وصفه نواب ديمقراطيون وجمهوريون على السواء، بأنه يمثّل خطراً كبيراً على الأمن القومي.
ونوّه ترامب إلى أنه سيكشف عن تحديث في يوم الاثنين بشأن رسوم أشباه الموصلات.
وتعتمد الأجهزة ذات الاستخدام اليومي، كالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، على أشباه الموصلات – وهي مكونات صغيرة ولكنها حيوية للتقنية بحيث تشكّل الأركان الأساسية للحوسبة الحديثة.
بيئة اقتصادية صعبة
وفي يوم الاثنين 14 أبريل، أعلنت شركة سوني أنها رفعت سعر الجهاز الرئيسي في وحدة ألعابها – “بلاي ستيشن5″، بنسبة 25% في أوروبا، وأستراليا ونيوزيلندا، مشيرة إلى “بيئة اقتصادية صعبة”، وإلى التضخم وتذبذب أسعار الصرف.
ولم تعلن سوني عن رفع أسعار لأجهزة تابعة لها في الولايات المتحدة.
ووصفت وزارة التجارة الصينية استثناءات ترامب المعلَنة يوم الجمعة بأنها “خطوة صغيرة” من جانب الولايات المتحدة، قائلة إن بكين “تعكف على تقييم آثار” تلك الخطوة.
لكن مسؤولين في إدارة ترامب يقترحون خططاً برسوم جمركية مستقبلية، مما قد يعرقل الآمال على صعيد حلحلة الموقف المتأزم بين الولايات المتحدة والصين.
وسُئل الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير يوم الأحد عن ما إذا كانت هناك خطط بأنْ يتحدث ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، فأجاب غرير: “حالياً، ليس لدينا أي خطط في هذا الخصوص”.

حاويات شحن في الصين
تكتيك تفاوضي
وفرض ترامب رسوماً جمركية تصل نسبتها إلى 54% على البضائع الواردة من الصين في بداية شهر أبريل، قبل أن يرفع هذه النسبة إلى 145%.
وانتهاجاً لسياسية الردّ بالمثل، فرضت الصين رسوماً جمركية بنسبة 34% على البضائع الأمريكية، قبل أن ترفع النسبة إلى 84% ثم إلى 125%، وبدأ سريانها يوم السبت 12 أبريل.
ولدى إعلانها عن الرسوم الجمركية الأخيرة، قالت وزارة التجارة الصينية إنها “ستقاتل حتى اللحظة الأخيرة” إن رأت “إصراراً من جانب الولايات المتحدة على الاستفزاز بالرسوم الجمركية أو بالحرب التجارية”.
وفي وقت متأخر من يوم السبت، وفي أثناء توجُّهه إلى ميامي في ولاية فلوريدا، قال ترامب إنه سيكشف عن مزيد من التفاصيل الخاصة بالاستثناءات في بداية الأسبوع المقبل.
ويرى البيت الأبيض استخدام الرسوم الجمركية كـ”تكتيك تفاوضيّ” بهدف الوصول إلى توافقات تجارية أفضل مع الدول الأخرى.
بينما يرى ترامب أن رسومه هذه تُصحّح عواراً يعتري نظام التجارة العالمي، فضلاً عن أنها كفيلة بإعادة المصانع إلى الولايات المتحدة ومن ثم توفير المزيد من فُرص العمل.
لكن هذه التدخلات من جانب الرئيس الأمريكي تتسبب في إحداث اضطرابات بسوق الأسهم، وتزيد المخاوف بشأن تراجُع معدلات التجارة العالمية، ما من شأنه التأثير بشكل غير مباشر على الوظائف وعلى مستويات دخل الأفراد.
وتغذّي الحرب التجارية تلك المخاوف الخاصة بالركود الاقتصادي، لا سيما مع هبوط الدولار وإقبال المستثمرين على بيع السندات الحكومية الأمريكية، التي طالما اعتُبرت ملاذاً آمنا للمستثمرين.
المصدر: بي بي سي – الجارديان

