أسباب الخلاف بين ترامب وماسك بشأن تمويل وكالة ناسا

يأتي انتقاد إيلون ماسك الأخير لسياسات الإدارة الأمريكية في الوقت الذي ظهرت فيه تقارير عن تخفيضات في تمويل وكالة ناسا

يأتي انتقاد إيلون ماسك الأخير لسياسات الإدارة الأمريكية في الوقت الذي ظهرت فيه تقارير عن تخفيضات في تمويل وكالة ناسا

في تصعيد جديد بين إيلون ماسك ودونالد ترامب، انتقد رجل الأعمال الأمريكي التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على معظم الدول والتي رأى ماسك أنها ستهدد شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، واختلف معه نتيجة معرفته بنية ترامب اتخاذ إجراءات لخفض ميزانية وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.

وقد يعتبر هذا الخلاف العلني الجديد الذي أطلقه ماسك انحرافاً عن خط الحزب الجمهوري الذي تبناه، حيث إنه كُلف سابقاً برئاسة إدارة الكفاءة الحكومية المنوطة بتقليص التمويل والموظفين في مختلف المجالات من أجل القضاء على الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام في الحكومة الفيدرالية.

أسباب حاسمة

توجد العديد من الأسباب التي دفعت الملياردير إيلون ماسك إلى معارضة القرار الذي يفكر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تقليص التمويل المخصص لوكالة ناسا الفضائية،

ولعل من أهم الأسباب الدافعة لذلك ما يلي:

1- خوف ماسك على مصالح شركة سبيس اكس: من بين الأسباب الرئيسية التي جعلت الملياردير الأمريكي إيلون ماسك ينتقد سياسات الإدارة الأمريكية المحتملة بشأن تخفيضات تمويل وكالة ناسا الفضائية، أن مصالحه في الوكالة سوف تتأثر من هذا القرار، لأنه يمتلك شركة “سبيس اكس” المتخصصة في النقل الفضائي والأقمار الصناعية، والتي تعد من أكبر الشركات المتعاقدة مع وكالة ناسا.

وهذا الأمر دفع الرئيس التنفيذي لشركة سبيس اكس للتعليق على التقرير الذي نشره موقع “آرس تكنيكا” المتخصص في أخبار التكنولوجيا، والذي أفاد بأن مشروع الميزانية المقترح يتضمن خفض نحو 20% من إجمالي ميزانية الوكالة، و50% من تمويل وكالة العلوم التابعة لها، لذلك عبر ماسك عن دعمه الشديد للعلم، إلا أنه صرح قائلاً: “لسوء الحظ لا أستطيع المشاركة في مناقشات ميزانية ناسا، بسبب كون سبيس اكس متعاقداً رئيسياً مع ناسا”.

2- إلحاق الضرر بكل القطاعات العلمية في ناسا: قد يكون من بين الأسباب التي دفعت رجل الأعمال الأمريكي إلى رفض الإجراءات المحتمل أن تتخذها إدارة ترامب بشأن تخفيض ميزانية الوكالة الفضائية ناسا، أن التخفيضات التي تريد الإدارة الأمريكية تطبيقها ستطال كل القطاعات العلمية الرئيسية في وكالة ناسا.

فمن المتوقع أن تنخفض ميزانية علوم الفلك من 1,5 مليار دولار إلى 487 مليون دولار فقط، إلى جانب تراجع الميزانية المخصصة لعلوم الكواكب من 2,7 مليار دولار إلى 1,9 مليار دولار، بالإضافة إلى انخفاض ميزانية علوم الأرض المسؤولة عن مراقبة التغيرات المناخية من 2,2 مليار دولار إلى 1,033 مليار دولار.

3- مخاوف ماسك من نقص تمويل الأبحاث العلمية: من بين الأسباب التي جعلت هناك خلافاً قائماً بين إيلون ماسك ودونالد ترامب، أن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك يخشى أن يقوم الرئيس الأمريكي ترامب بتخفيض ميزانية تمويل الأبحاث العلمية.

وذلك على غرار ما قامت به الإدارة الأمريكية، حيث إنها اتخذت خطوات نحو إجراء تخفيضات كبيرة في تمويل الأبحاث في مجالات أخرى بما في ذلك إلغاء تمويل برنامج أبحاث التغير العالمي في الولايات المتحدة المسؤول عن إصدار تقرير المناخ الوطني الذي أقره الكونجرس الأمريكي، لذلك عارض ماسك سياسات الإدارة الأمريكية المحتملة لخفض تمويل ناسا لأنها ستعود بالضرر على شركته سبيس اكس.

4- امتعاض ماسك من رفع الرسوم الجمركية: قد يكون من الأسباب التي أدت إلى انتقاد ماسك للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته المحتملة أن لديه خلافاً سابقاً مع ترامب وإدارته حول القضايا المحورية، مثل الإنفاق الحكومي والسياسات التجارية وتمويل القطاعات الحيوية مثل الفضاء، حيث إنه وجه انتقاداً علنياً لمستشار البيت الأبيض للتجارة بيتر نافارو، وذلك لأنه رأى أنه ساعد في وضع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ووصفه حينها بأنه “مهندس سياسة الرسوم الجمركية”.

وجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب احتوى هذا الأمر، وأشاد بعمل ماسك وفريقه في إدارة الكفاءة الحكومية، لذلك قال خلال اجتماع وزاري: “فريقك رائع، نأمل أن يستمر وجودهم معنا لفترة طويلة، ونرغب في الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن منهم”.

كبسولة الفضاء كرو دراجون من شركة سبيس إكس قبل دقائق من الالتحام بمحطة الفضاء الدولية يوم السبت 30 مايو 2020

كبسولة الفضاء كرو دراجون من شركة سبيس إكس قبل دقائق من الالتحام بمحطة الفضاء الدولية

5- تمتع ماسك بعلاقات قوية مع المرشح المحتمل لناسا: يتمتع رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك بعلاقات قوية مع المرشح المحتمل الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب مدير ناسا جاريد إيزاكمان، وذلك نتيجة استثمار شركته لمعالجة المدفوعات “شيفت 4” في شركة “سبيس اكس“.

فقد سعى إيزاكمان إلى أن ينأى بنفسه عن الرئيس التنفيذي لشركة سبيس اكس، وذلك من خلال جلسة استماع له في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، حيث هدف من خلال جلسة الاستماع إلى رفض التأكيد بشكل مباشر على حضور ماسك مقابلة العمل الأولى مع الرئيس.

6- اعتقاد ماسك أن قرارات الإدارة الأمريكية تهدد بانقراض علوم ناسا: من بين الأسباب الحاسمة التي جعلت ماسك ينتقد السياسات الأمريكية المحتملة لخفض ميزانية تمويل وكالة ناسا، اعتقاده أن هذه الإجراءات ستتسبب في انقراض العلوم الرئيسية للوكالة.

وهذا الرأي يتماشى مع ما وصفه رئيس سياسة الفضاء في جمعية الكواكب كيسي دراير لهذه المقترحات بأنها “تنهي بلا داعٍ مهام علمية فعالة ومنتجة، وتلغي مهام جديدة يجرى بناؤها حالياً، مما يهدر مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب”.

7- احتمالات إلغاء بعض مشروعات ناسا: قد يكون من الأسباب التي دفعت مالك شركة سبيس اكس إيلون ماسك إلى رفض السياسات المحتملة التي قد تتخذها إدارة ترامب بشأن تخفيض ميزانية تمويل الوكالة الفضائية الأمريكية “ناسا”، أنه نتيجة هذه الإجراءات قد يتعرض عدد من المشروعات في الوكالة للإلغاء.

ومن بين هذه المشروعات مشروع تلسكوب نانسي جرايس رومان الفضائي المخصص لدراسة المجرات البعيدة والكواكب الخارجية، والذي يجري تجميعه واختباره حالياً في مركز جودارد للطيران الفضائي، ومن المقرر إطلاقه في سبتمبر 2026م، إلى جانب التأثير المحتمل لمهمة استعادة عينات من كوكب المريخ المصممة للبحث عن علامات للحياة القديمة على الكوكب الأحمر.

8- قلق ماسك من تراجُع مكانة واشنطن في مجال الفضاء: من المتوقع أنه من بين الأسباب التي جعلت الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يعارض الخطط الأمريكية المحتملة بشأن تخفيض تمويل وكالة ناسا، نتيجة ما يشهده العالم من منافسة دولية في مجال الفضاء، خاصة عقب البرامج الفضائية التي أطلقتها كل من الصين وروسيا وأوروبا.

فقد يرى ماسك أن التخفيضات المحتملة الحدوث في برامج البحث العلمي للوكالة الفضائية ناسا قد تؤثر بالسلب على المكانة القيادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة في مجال استكشاف الفضاء على المدى الطويل.

9- تهديد مشروع ماسك لإنجاب الأطفال: من بين الأسباب التي دفعت رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك إلى رفض مقترحات الإدارة الأمريكية المحتملة بشأن تخفيض تمويل وكالة ناسا، أن هذه المقترحات قد تهدد مشروعه الطموح المرتبط بإنجاب الأطفال لوكالة ناسا، الذي يهدف من ورائه لأن يجعل البشر يعيشون على كواكب أخرى مثل كوكب المريخ.

إلى جانب أنه يرغب في وجود نساء بديلات لإنجاب المزيد من الأطفال بشكل أسرع من خلال التقنيات التكنولوجية التي تقدمها وكالة ناسا، وذلك لأنه يرى أن الحضارة البشرية مهددة بسبب انخفاض عدد السكان، لذلك لا بد من تصحيح هذه الأزمة من خلال المساعدة في غرس المزيد من البشر ذوي الذكاء العالي في الأرض وإلا ستنهار الحضارة من وجهة نظره، فهو يرى أن تخفيض ميزانية الوكالة قد يؤثر بالسلب على خططه المستقبلية التي يريد تحقيقها من خلال وكالة ناسا.


المصدر: موقع إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.