
وجه بشري مطبوع ثلاثي الأبعاد من تصميم “استوديو الروبوت Robot Studio” بجوار وحدة مسح ليزر ذاتي مثبتة على روبوت بوسطن ديناميكس سبوت خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الخير التي نظمها الاتحاد الدولي للاتصالات في جنيف، سويسرا، 30 مايو 2024
لا تقوم هذه الروبوتات بالرقص أو القفز، ولكن قدرتها على القيام بمهام فردية بتكلفة زهيدة وكفاءة تجذب أموال المستثمرين مع تحول التركيز إلى العمل من الإبهار فقط، وبعيداً عن الروبوتات البشرية الأنيقة في الخيال العلمي التي صُممت للقيام بأعمال معقدة ومتكيفة، فإن الروبوتات الصغيرة والنفعية، بعضها بحجم صندوق الأدوات، صُممت للقيام بمهام مثل نقل قطع الغيار أو جمع القمامة أو فحص المعدات.
وقال مسؤولون تنفيذيون في الشركات ومحللون ومستثمرون لرويترز إن الاهتمام يتزايد بمثل هذه الروبوتات المتخصصة لأنها توفر مسارًا واضحًا للربحية، نظرًا للضغط على الأتمتة في مختلف الصناعات، بما في ذلك البيع بالتجزئة والدفاع وإدارة النفايات.
وعلى النقيض من ذلك، لا يزال صانعو الروبوتات البشرية ذات الأغراض العامة يواجهون تحديات تقنية، بما في ذلك محدودية بيانات التدريب وصعوبة العمل في بيئات العالم الحقيقي التي لا يمكن التنبؤ بها، لجعلها قابلة للتطبيق.
تُظهر البيانات الصادرة عن مؤسسة PitchBook أن شركات الروبوتات على مستوى العالم جمعت 2.26 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، مع توجيه أكثر من 70% من رأس المال إلى الشركات التي تصنع آلات تركز على المهام.
يعكس هذا التمويل سباقاً عالمياً أوسع نطاقاً نحو تفوق الروبوتات. فمن شينزن إلى وادي السيليكون، تحاول الشركات تطوير آلات يمكنها القيام بالأعمال البدنية، مع بروز الصين كلاعب رئيسي.
وقد تعززت هذه الدفعة بفضل التقدم في تكنولوجيا الرقائق، التي أتاحت نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً تسمح للروبوتات بالإدراك والمعالجة والتفاعل دون الحاجة إلى خوادم بعيدة.

معالج الجرافيك GPU من طراز Orin NX لشركة نفيديا
قال سوراب شاندرا، الرئيس التنفيذي لشركة Ati Motors، في إشارة إلى شرائح و معالجات الذكاء الاصطناعي عالية الأداء من شركة “نفيديا Nvidia” المصممة لتشغيل نماذج متعددة للتعلم الآلي مباشرةً على الأجهزة المتطورة مثل الروبوتات، دون الاعتماد على السحابة: “مع معالج الجرافيك GPU من طراز Orin NX لشركة نفيديا (وهو معالج يوفر أداءً وكفاءة لا مثيل لها للروبوتات صغيرة الحجم وغيرها من الآلات ذاتية التشغيل)، تمكنا من وضع نماذج ذكاء اصطناعي على الحافة أكثر بكثير مما كنا نستطيع فعله في السابق”.
تتخذ شركة Ati Motors من بنجالور عاصمة التكنولوجيا في الهند مقراً لها، وهي تصنع روبوتات يمكنها حمل أكثر من 1000 كيلوجرام في أرضيات المصانع والمواقع الصناعية. وقد نشرت شركة Ati Motors مئات الروبوتات في أكثر من 50 مصنعاً على مستوى العالم، بما في ذلك في شركة هيونداي، و شركة “بوش Bosch”، حيث قطعت قاطرتها الرائدة Sherpa Tug أكثر من 500,000 كيلومتر في التشغيل.
في مجال الرعاية الصحية، تشهد شركة Diligent Robotics ومقرها أوستن إقبالاً كبيراً مع روبوت Moxi، وهو روبوت يتولى المهام التي لا تحتاج للتعامل مع المريض مثل توصيل الإمدادات والأدوية وعينات المختبر.
قال أندريا توماز، الرئيس التنفيذي لشركة ديليجنت روبوتيكس: “لقد وجدنا أنه من خلال حل مشكلة محددة للغاية في مجال شديد الاحتياج مثل الرعاية الصحية، يمكننا إنشاء نموذج أعمال مستدام”، مضيفًا أن موكسي وصلت إلى مستوى ربحية على مستوى المنتج.

روبوت موكسي Moxi الذي يعمل في مجال الرعاية الطبية
التحديات البشرية
ويأتي هذا الاهتمام في الوقت الذي تواجه فيه الروبوتات ذات الأغراض العامة تحديات من تعليم الآلات ذاتياً الي التنقل في بيئات حقيقية لا يمكن التنبؤ بها، وتطوير قدرات تفكير متطورة.
على عكس الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على مجموعات بيانات ضخمة عبر الإنترنت من النصوص والصور والصوت، فإن البيانات المتاحة لتطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر محدودة للغاية.
يجب أن تتعلم هذه الآلات من خلال التفاعل مع العالم المادي والتدريب على مجموعات بيانات تركز على مهام محددة مثل وضع الصناديق بنظام معين.
وتعتمد شركات مثل شركة Figure AI، التي تهدف إلى شحن 100,000 روبوت شبيه بالبشر خلال السنوات الأربع المقبلة، على الذكاء الاصطناعي المتقدم لمعالجة البيانات الحسية في الوقت الحقيقي. وهذا يعني أن هذه الروبوتات تقتصر في الغالب على البيئات الخاضعة للرقابة مثل مصانع السيارات.

رسم بياني يوضح الفرق بين رأس المال الاستثماري المخصص للشركات التي تنتج الروبوتات الشبيه بالبشر (باللون البرتقالي) والروبوتات التي تتخصص في أداء وظيفة محددة وذلك في الفترة من الربع الأول من عام 2023 حتي الربع الأول من عام 2025
كما أن تكلفة الروبوتات البشرية أعلى بكثير من الروبوتات المخصصة لمهام محددة. يمكن لمكونات مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار (Sensors) أن ترفع تكاليف تصنيع الروبوتات الشبيهة بالبشر إلى ما بين 50,000 دولار و200,000 دولار للوحدة الواحدة، مقارنةً ب 5,000 دولار إلى 100,000 دولار للآلات المخصصة لمهام محددة، وفقاً لمسؤولين تنفيذيين في الصناعة ودراسة للسوق أجرتها شركة ستاندرد بوتس الناشئة.
وقال مارك ثيرمان، رئيس الاستراتيجية في بوسطن ديناميكس: “(الحقيقي) الروبوتات ذات الأغراض العامة لم يتم اختراعها بعد”، مضيفاً أنه “إذا ادعى شخص ما أنه وجد روبوتاً للأغراض العامة تجارياً، فإنه يبالغ في الوعود ولن يقدم ما هو مطلوب منه.”
قال رجا غاوي، الشريك في شركة Era Ventures: “ستشهد مرحلة انتقالية حيث سيكون هناك روبوتات مصممة للقيام بمهمة ما للقيام بشيء مفيد للغاية وفعال للغاية من حيث التكلفة”. “وكلما تحسن ذلك، سيدرك الناس أن هناك سبباً وجيهاً لامتلاك روبوتات بشرية كاملة.”
خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز

