ميتا تستثمر مليارات في مختبر جديد للذكاء الاصطناعي الخارق

ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، في فبراير 2025

ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، في فبراير 2025

تستعد شركة ميتا للكشف عن مختبر أبحاث جديد للذكاء الاصطناعي مخصص للبحث عن “الذكاء الفائق”، وهو نظام افتراضي للذكاء الاصطناعي يتجاوز قدرات الدماغ البشري، في الوقت الذي تسعى فيه شركة التكنولوجيا العملاقة إلى الحفاظ على قدرتها التنافسية في سباق التكنولوجيا، وفقًا لأربعة أشخاص على دراية بخطط الشركة.

وقد استعانت شركة ميتا بالباحث “ألكسندر وانج”، 28 عامًا، مؤسس ومدير تنفيذي لشركة Scale AI الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، للانضمام إلى المختبر الجديد، وفقًا لما ذكره هؤلاء الأشخاص، وتجري محادثات لاستثمار مليارات الدولارات في شركته كجزء من صفقة من شأنها أيضًا جلب موظفين آخرين من Scale AI إلى شركة ميتا.

ووفقًا لهؤلاء الأشخاص، عرضت شركة ميتا حزم تعويضات تتراوح بين مليون و عشرة ملايين دولار لعشرات الباحثين من شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وشركات عملاقة مثل جوجل، لترك وظائفهم في هذه الشركات والانضمام الي مختبر ميتا ووافق بعضهم على الانضمام.

وقال هؤلاء الأشخاص إن المختبر الجديد هو جزء من عملية إعادة تنظيم أكبر لجهود لشركة ميتا في مجال الذكاء الاصطناعي. وقال اثنان من هؤلاء الأشخاص إن الشركة، التي تمتلك فيسبوك و إنستجرام و واتساب، واجهت مؤخرًا صعوبات إدارية داخلية بشأن هذه التكنولوجيا، فضلاً عن تقلب الموظفين وفشل العديد من المنتجات التي تم طرحها.

صراع البقاء بين عمالقة التكنولوجيا

الرئيس الأمريكي ترامب و "سام ألتمان" الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي OpenAI في البيت الأبيض يوم الثلاثاء 25 يناير 2025

الرئيس الأمريكي ترامب و “سام ألتمان” الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي OpenAI في البيت الأبيض يوم الثلاثاء 25 يناير 2025

استثمر مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مليارات الدولارات لتحويل شركته إلى قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي. منذ أن أطلقت OpenAI روبوت الدردشة “شات جي بي تي ChatGPT” في عام 2022، تسابقت شركات التكنولوجيا على تطوير ذكاء اصطناعي أكثر قوة.

وقد دفع زوكربيرج شركته إلى دمج الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها، بما في ذلك النظارات الذكية والتطبيق الذي أطلقته مؤخرًا، Meta AI.

البقاء في السباق أمر بالغ الأهمية لشركات ميتا و جوجل و أمازون و مايكروسوفت، حيث من المرجح أن تكون هذه التكنولوجيا هي مستقبل الصناعة.

وقد ضخت الشركات العملاقة أموالاً في الشركات الناشئة ومختبرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. فقد استثمرت مايكروسوفت أكثر من 13 مليار دولار في OpenAI، بينما ضخت أمازون 8 مليارات دولار في شركة Anthropic الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

كما أنفقت الشركات العملاقة مليارات الدولارات لتوظيف موظفين من شركات ناشئة بارزة والحصول على تراخيص لاستخدام تقنياتها. في العام الماضي، وافقت جوجل على دفع 3 مليارات دولار للحصول على ترخيص لاستخدام تقنية وتوظيف تقنيين ومسؤولين تنفيذيين من Character.AI، وهي شركة ناشئة تعمل على تطوير روبوتات دردشة للمحادثات الشخصية.

في فبراير، وصف مارك زوكربيرج (41 عامًا)، الذكاء الاصطناعي بأنه “أحد أهم الابتكارات في التاريخ”. وأضاف: “هذا العام سيحدد مسار المستقبل”.

رفضت شركة ميتا و Scale AI التعليق على موضوع مختبر ميتا فائق الذكاء الاصطناعي. وكانت وكالة بلومبرج قد ذكرت في وقت سابق أن السيد وانج سينضم إلى مختبر ميتا الجديد.

أيهما سيبتلع الآخر الذكاء الفائق أم الذكاء العام

يعتبر الباحثون البارزون أن الذكاء الفائق Super intelligence هو هدف مستقبلي لتطوير الذكاء الاصطناعي. وقد صرحت OpenAI و جوجل وغيرها أن هدفها المباشر هو بناء “ذكاء اصطناعي عام “artificial general intelligence,” أو A.G.I.، وهو اختصار لآلة يمكنها القيام بأي شيء يمكن للدماغ البشري القيام به، وهو طموح لا يوجد له طريق واضح للنجاح.

إذا أمكن تطوير الذكاء الفائق، فسوف يتجاوز الذكاء الاصطناعي العام A.G.I. في قوته.

استثمارات شركة ميتا في الذكاء الاصطناعي

يشرف على جهود شركة مستا البحثية كبير علماء الذكاء الاصطناعي فيها "يان لوكون"

يشرف على جهود شركة مستا البحثية كبير علماء الذكاء الاصطناعي فيها “يان لوكون”

استثمرت ميتا في الذكاء الاصطناعي لأكثر من عقد من الزمان. أنشأ السيد زوكربيرج أول مختبر مخصص للذكاء الاصطناعي في الشركة في عام 2013، بعد أن خسر أمام جوجل في محاولته الاستحواذ على شركة ناشئة رائدة تدعى DeepMind.

وشركة DeepMind هي الآن جوهر جهود جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي.

منذ ذلك الحين، يشرف على جهود شركة مستا البحثية كبير علماء الذكاء الاصطناعي فيها “يان لوكون” الذي هو أيضًا أستاذ في جامعة نيويورك. الدكتور لوكون هو رائد في مجال الشبكات العصبية، وهي التكنولوجيا التي تدعم “شات جي بي تي ChatGPT” وأنظمة مشابهة.

بعد أن أثار “شات جي بي تي” اهتمامًا كبيرًا بالذكاء الاصطناعي، خصصت ميتا موارد إضافية لمتابعة هذه التكنولوجيا. وأنشأت مجموعة للذكاء الاصطناعي التوليدي بقيادة أحمد الدهل (من عائلة فلسطينية)، نائب رئيس الشركة. كما بدأت مجموعة البحث التابعة للدكتور ليكون العمل على ما اعتبره الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي.

الدكتور ليكون، الذي كان من بين ثلاثة باحثين في مجال الذكاء الاصطناعي فازوا بجائزة تورينج لعام 2018، والتي غالبًا ما تسمى بجائزة نوبل في مجال الحوسبة، يحظى باحترام كبير في هذا المجال. لكن آراءه حول الذكاء الاصطناعي تختلف عن آراء الآخرين في وادي السيليكون. في حين يعتقد البعض أن التقنيات الحالية ستصل إلى الذكاء الاصطناعي العام خلال السنوات القليلة المقبلة، قال الدكتور ليكون إن تحقيق هذا الهدف السامي يتطلب أفكارًا جديدة تمامًا.

إحدى استراتيجيات شركة ميتا لاكتساب مكانة في مجال الذكاء الاصطناعي كانت جعل برامجها مفتوحة المصدر Open Source، أي إتاحة كود الذكاء الاصطناعي الخاص بها مجانًا حتى يتسنى للمطورين وغيرهم اعتماد أدواتها.

أطلقت الشركة نموذجًا مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي، Llama، ومنتجها للدردشة الآلية، Meta AI. تم دمج Meta AI في فيسبوك و إنستاجرام و واتساب، وكذلك في نظاراتها الذكية Ray-Ban. في مايو الماضي، قال مارك زوكربيرج إن أكثر من مليار شخص يستخدمون Meta AI كل شهر.

هل سيصنع ألكسندر وانج وشركة Scale AI مستقبل الذكاء الاصطناعي الخارق

شعار شركة Scale AI للذكاء الاصطناعي

شعار شركة Scale AI للذكاء الاصطناعي

أسس ألكسندر وانج شركة Scale AI في عام 2016 بالاشتراك مع لوسي جو، وهي مهندسة تم فصلها لاحقًا من الشركة.

ساعدت Scale AI شركات أخرى في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وظفت الشركة أعدادًا كبيرة من العمال المتعاقدين لفحص كميات هائلة من البيانات وتصنيف المعلومات و”تنظيفها” بحيث يمكن استخدامها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي المعقدة.

ومن بين عملاء شركة Scale AI شركات OpenAI و مايكروسوفت و شركة Cohere وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في تورونتو.

في الآونة الأخيرة، عملت Scale AI على بناء أعمالها في قطاع الشركات والقطاع العام، حيث أرسلت مستشارين ومهندسين للعمل مع الشركات والحكومات للمساعدة في بناء برامج تستخدم الذكاء الاصطناعي.

عاش ألكسندر وانج في السابق في نفس المنزل الذي يعيش فيه الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان.

في يناير الماضي، تم تصويرهما جنبًا إلى جنب في مبنى الكابيتول أثناء حفل تنصيب الرئيس ترامب. في اليوم التالي، نشرت شركة Scale AI إعلانًا في صحيفة واشنطن بوست دعا فيه وانج الرئيس ترامب إلى زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلف عن الصين.


خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.