تحدث سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، يوم الثلاثاء 10 يونيو عن خطط الشركة لإضافة المزيد من قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى منتجها الرئيسي في مجال البحث خلال مؤتمر المطورين السنوي، أصبحت جوجل بوابة الإنترنت من خلال تحسين محرك البحث الخاص بها.

على مدار عقدين من الزمن، كانت تعرض جوجل 10 روابط زرقاء تتيح للأشخاص الوصول إلى المعلومات التي يبحثون عنها.

ولكن بعد ربع قرن، تراهن شركة التكنولوجيا العملاقة على أن مستقبل البحث سيكون الذكاء الاصطناعي.

يوم الثلاثاء 10 يونيو، أعلنت جوجل أنها ستقدم ميزة جديدة في محرك البحث الخاص بها تسمى A.I. Mode. ستعمل الأداة مثل روبوت الدردشة chatbot، مما يسمح للأشخاص ببدء استعلام، وطرح أسئلة متابعة عن نتيجة الاستعلام، واستخدام نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة لتقديم إجابات شاملة.

قال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، في مؤتمر صحفي عُقد قبل المؤتمر السنوي للشركة لمطوري البرمجيات: “إنها إعادة تصور كاملة للبحث”. وأضاف أن الأشخاص الذين اختبروا هذه الميزة “غيروا بشكل جذري طبيعة تفاعلهم مع البحث”.

تصدرت هذه الميزة قائمة قدرات الذكاء الاصطناعي الجديدة، بما في ذلك ردود خاصة لكل شخص و ردود تلقائية على رسائل البريد الإلكتروني automated email replies، وأداة التسوق لشراء الملابس تلقائيًا عند طرحها أثناء فترة الخصومات (الأوكازيون).

مع طرح وضع الذكاء الاصطناعي، تحاول جوجل بشكل أساسي إحداث تغيير جذري في أعمالها التقليدية في مجال البحث قبل أن يتمكن منافسوها الجدد في مجال الذكاء الاصطناعي من إحداث تغيير جذري فيها.

الذكاء الاصطناعي في مجال البحث قضية حياة أو موت لشركة جوجل

كان عملاق البحث قلقًا بشأن هذا الاحتمال منذ إعلانه حالة الطوارئ (الرمز الأحمر Code Red) قبل عامين بعد ظهور “شات جي بي تي ChatGPT”، وهو روبوت دردشة من شركة OpenAI أشعل سباقًا لإضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى المنتجات التقنية.

لكن جوجل كانت مترددة في تبني الذكاء الاصطناعي بالكامل لأنها لديها الكثير لتخسره.

حققت أعمال البحث الخاصة بالشركة ما يقرب من 200 مليار دولار العام الماضي، أي أكثر من نصف إجمالي مبيعاتها. وكان أساس هذه الأعمال هو كيفية تزويد الناس بأفضل الإجابات على أسئلتهم بشكل موثوق.

على الرغم من أنها تمثل قفزة تقنية، إلا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعاني من عيب كبير: فهي عرضة لإعطاء إجابات غير صحيحة، مثل التوصية بأن يأكل الناس الحجارة، وهو ما فعله أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة جوجل العام الماضي.

ربما بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في التأثير على شعبية جوجل باعتباره المحرك الافتراضي للبحث عن المعلومات الرقمية.

خلال شهادته في قضية مكافحة الاحتكار التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية ضد جوجل هذا الشهر، قال أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة آبل، إيدي كيو، إن حركة البحث على جوجل انخفضت للمرة الأولى منذ 22 عامًا بسبب زيادة عدد الأشخاص الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي.

وقالت جوجل بعد ذلك إنها لا تزال “تشهد نموًا عامًا في عدد عمليات البحث” في محركها للبحث.

قال بيت مايرز، كبير مهندسي الابتكار في Moz، وهي شركة برمجيات تركز على تحسين محركات البحث وتتتبع التغييرات في بحث جوجل: “لقد ترددوا في هذا الأمر لفترة طويلة لأنهم لم يعتقدوا أن الجودة جيدة أو لم يعرفوا كيفية تحقيق الدخل منها. والآن يفعلون ما يعتقدون أنه يجب عليهم فعله للمنافسة، وهذا أمر غير مريح”.

لن يعرض وضع الذكاء الاصطناعي، الذي تم إطلاقه في الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 10 يونيو، أي إعلانات في البداية. ستعقد جوجل يوم الأربعاء 11 يونيو حدثًا للمسوقين والمعلنين قد تكشف فيه عن المزيد.

هل سيتسبب ذكاء البحث في مزيد من المشاكل لـ جوجل؟

يأتي انتقال الذكاء الاصطناعي وسط ضغوط متزايدة من قبل هيئات مكافحة الاحتكار لتفكيك أعمال جوجل. على مدى العامين الماضيين، خسرت جوجل سلسلة من قضايا مكافحة الاحتكار بعد أن ثبت احتكارها لمتجر التطبيقات ومحرك البحث وتكنولوجيا الإعلانات.

جادلت الحكومة الأمريكية هذا الشهر بأن الشركة يجب أن تمنح محركات البحث المنافسة وشركات الذكاء الاصطناعي إمكانية الوصول إلى بياناتها حول ما يبحث عنه المستخدمون وما ينقرون عليه.

ومن المؤكد أن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة من جوجل ستؤدي إلى تفاقم التوترات بين جوجل والناشرين على الويب الذين يهتمون بحركة المرور.

غالبًا ما تلتقط روبوتات الدردشة المعلومات من مواقع الويب وتقدمها مباشرة إلى الأشخاص، مما يقلب نموذج البحث التقليدي الذي كان يدفع الأشخاص إلى البحث في جميع أنحاء الويب للعثور على المواد.

سعت الشركة إلى التخفيف من مخاوف الناشرين من أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلبًا على أعمالهم. قال السيد بيتشاي إن ميزة “A.I. Overviews” (نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي)، وهي ميزة أطلقتها الشركة العام الماضي لتوليد ملخصات فوق نتائج البحث التقليدية، قد زادت من عدد عمليات البحث التي يقوم بها المستخدمون وغالبًا ما تدفعهم إلى قضاء المزيد من الوقت على المواقع الإلكترونية المقترحة.

روبوت الدردشة جيميني يدخل في كل منتجات جوجل

في فعالية أقيمت في وادي السيليكون، قدم ديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل DeepMind، وهي مختبر الذكاء الاصطناعي التابع للشركة، أحدث نموذج من جوجل، وهو Gemini 2.5 Pro، الذي يقوم بمزيد من “التفكير المنطقي” لتقديم نتائج أكثر دقة من سابقه.

وقال إن المختبر واصل عمله لتحويل “جيميني Gemini”، وهو روبوت الدردشة والتطبيق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، إلى مساعد افتراضي يمكنه تحديد ومعالجة مشاكل العالم الحقيقي، مثل إصلاح دراجة مكسورة.

نظام الذكاء الاصطناعي “جيميني Gemini” هو العمود الفقري لقدرة الرد الذكي المخصصة الجديدة في البريد الإلكتروني جي ميل Gmail.

بموافقة المستخدمين، يستخرج النظام من رسائل البريد الإلكتروني السابقة ليرى كيف يكتب المستخدم ويقترح ردودًا آلية تعكس نبرة وأسلوب ذلك الشخص.

على سبيل المثال، أظهر بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، النظام وهو يقوم تلقائيًا بصياغة رسالة بريد إلكتروني عن طريق مسح صندوق الوارد والتقويم الخاص به لتجميع اقتراحات من رحلة برية حديثة عبر كولورادو لصديق يقوم برحلة مماثلة. كما يمكنه أيضًا حذف رسائل البريد الإلكتروني وأرشفتها تلقائيًا باستخدام أداة جديدة تسمى تنظيف صندوق الوارد.

تقوم جوجل أيضًا بإدخال جيميني إلى تجربة التسوق في Google Search من خلال روبوت دردشة جديد يتيح للمستخدمين تحسين عمليات البحث.

يمكن للمستخدم أن يطلب من النظام عرض سجادة تتناسب مع أريكة رمادية اللون، ثم تحسين النتائج لعرض السجاد الذي يسهل تنظيفه. هناك أيضًا وكيل ذكاء اصطناعي A.I. agent يتيح للأشخاص تحديد السعر الأقصى الذي يرغبون في دفعه مقابل سلعة ما، مثل حقيبة يد، وشرائها تلقائيًا فور طرحها في موسم الخصومات.

ستتم إضافة قدرات روبوت الدردشة جيميني إلى متصفح الويب كروم الخاص بالشركة. بلمسة زر واحدة، يمكن للمستخدمين فتح مربع للتحدث مع مساعد ذكاء اصطناعي يمكنه مراجعة الأسئلة والإجابة عليها بشأن المعلومات الموجودة في موقع الويب.

أطلقت الشركة خدمة اشتراك جديدة للمطورين باسم Google A.I. Ultra، والتي توفر الوصول إلى نماذج وميزات الشركة الرائدة، بما في ذلك أدوات لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي A.I. agents ومقاطع الفيديو وأكواد البرمجيات. بسعر 250 دولارًا شهريًا، تم تصميمها لتنافس خدمات مماثلة مثل ChatGPT Pro من OpenAI وClaude:Max من Anthropic، وكلاهما يكلف 200 دولار شهريًا.

---

خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز