
تحاول شركة أوبن أيه آي منافسة شركة جوجل في مجال البحث عبر الإنترنت
كشفت شركة “أوبن أيه آي”، المطورة لتطبيق شات جي بي تي، النقاب عن متصفح إنترنت جديد يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى منافسة شركات كبرى مثل جوجل، التي تدير متصفح “كروم” الأكثر استخداماً على مستوى العالم.
يحتل جوجل كروم الحصة السوقية الأكبر في سوق متصفحات الإنترنت، حيث تتراوح حصته العالمية بين 64٪ و 72٪ تقريبًا عبر جميع المنصات. وهو المتصفح المهيمن على أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة والأجهزة اللوحية، متفوقًا بشكل كبير على منافسيه مثل سفاري من شركة أبل و إيدج من شركة مايكروسوفت.
ويحمل المتصفح الجديد اسم شات جي بي تي أطلس “ChatGPT Atlas”، ويتميّز بتصميم مختلف يستغني عن شريط العناوين التقليدي، وهو عنصر أساسي في عمليات البحث.
وقال الرئيس التنفيذي لأوبن أيه آي سام ألتمان إن المتصفح “يعتمد في تصميمه على شات جي بي تي”، وذلك خلال إطلاقه الثلاثاء 21 أكتوبر على نظام التشغيل MAC OS من آبل.
كيف يعمل متصفح أطلس؟
متصفح الذكاء الاصطناعي لا يشبه جوجل كروم، إنه مبني بالكامل على روبوت دردشة يتعين عليك التحدث إليه لتصفح الإنترنت.
أنت تتحكم في ما يمكن لـ ChatGPT رؤيته وتذكره أثناء التصفح. يمكنك مسح صفحات معينة أو مسح سجل التصفح بالكامل أو فتح نافذة التصفح المتخفي لتسجيل الخروج مؤقتًا من ChatGPT.

إذا قمت بتشغيل ذاكرة المتصفح، فسوف يتذكر ChatGPT التفاصيل الأساسية من المحتوى الذي تتصفحه لتحسين استجابات الدردشة وتقديم اقتراحات أكثر ذكاءً، مثل إنشاء قائمة مهام من أنشطتك الأخيرة أو مواصلة البحث عن هدايا العطلات بناءً على المنتجات التي شاهدتها.
تعد ذاكرة المتصفح خاصة بحساب ChatGPT الخاص بك وتخضع لسيطرتك.
يمكنك عرضها جميعًا في الإعدادات، وأرشفة تلك التي لم تعد ذات صلة، ومسح سجل التصفح لحذفها. حتى عند تشغيل ذاكرة المتصفح، يمكنك تحديد المواقع التي يمكن لـ ChatGPT رؤيتها أو عدم رؤيتها باستخدام زر التبديل في شريط العنوان. عند إيقاف تشغيل الرؤية، لا يمكن لـ ChatGPT عرض محتوى الصفحة، ولا يتم إنشاء أي ذاكرة منها.
ولكن قد تظهر لك الرسائل التالي:
“تم الوصول إلى الحد الأقصى للرسائل”، كما جاء في إحدى الملاحظات. “لا توجد نماذج متاحة تدعم الأدوات المستخدمة”، كما جاء في ملاحظة أخرى.
ثم يظهر تحذير: “لقد وصلت إلى الحد الأقصى للخطة المجانية لـ GPT-5.”
في أطلس، يمكنك الآن أن تطلب من “شات جي بي تي” اتخاذ إجراءات والقيام بأمور نيابة عنك مباشرة في متصفحك.
يجب أن تدفع للاستفادة من هذا المتصفح
تقول OpenAI إنها ستجعل استخدام الإنترنت أسهل وأكثر كفاءة. خطوة أقرب إلى “مساعد فائق حقيقي”.
لكن المساعدين، سواء كانوا ممتازين أم لا، لا يأتون مجانًا – وتحتاج شركة OpenAI إلى البدء في جني المزيد من الأموال من مستخدميها البالغ عددهم 800 مليون مستخدم.
كما أعلنت الشركة أن متصفح أطلس سيقدّم أيضاً خدمة مدفوعة تُعرف بـ”وضع الوكيل”، يتيح للمتصفح إجراء عمليات البحث تلقائياً نيابةً عن مستخدمه.
وسيكون وضع “الوكيل الذكي ChatGPT agent” متاحاً فقط لمشتركي شات جي بي تي من حاملي الاشتراكات المدفوعة، ويعتمد هذا الوضع على قدرات الذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة التصفح من خلال التفاعل مع سياق المستخدم أثناء استخدام المتصفح، ما يجعله أسرع وأكثر فائدة.
وخلال فعالية”ديفداي” التي نظمتها الشركة في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، كشف الرئيس التنفيذي سام ألتمان أن عدد المستخدمين النشطين أسبوعياً لتطبيق شات جي بي تي بلغ 800 مليون مستخدمٍ، مقارنة بـ400 مليون فقط في فبراير الماضي، وفقاً لبيانات شركة الأبحاث ديماندسايج.
ويأتي إطلاق هذا المتصفح في إطار سعي الشركة لإيجاد طرق جديدة لتحقيق عائدات من استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من قاعدة المستخدمين المتنامية لتطبيق شات جي بي تي.

كشفت أوبن أيه آي النقاب عن متصفح جديدة يعمل بدعم من شات جي بي تي
وقال بات مورهد، الرئيس التنفيذي وكبير المحللين في شركة مور إنسايت آند ستراتيجي “أعتقد أن المستخدمين الأوائل سيجربون المتصفح الجديد من أوبن آي”، لكنه أعرب عن شكوكه في أن يشكل متصفح أطلس تحدياً حقيقياً لمتصفحي جوجل كروم وميكروسوفت إيدج.
كما أوضح أن “المستخدمين العاديين والمبتدئين والشركات سيكتفون بالانتظار حتى تضيف متصفحاتهم المفضلة هذه المزايا”.
وأضاف مورهد أن متصفح ميكروسوفت إيدج يوفر بالفعل العديد من هذه القدرات في الوقت الحالي.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تحدٍ تخوضه أوبن أيه آي ضد جوجل بعد عام من إعلان الأخيرة محتكراً غير قانوني في مجال البحث عبر الإنترنت.
وفي قرار صدر في الفترة الأخيرة بهدف معالجة هيمنة جوجل، لم تُجبر الشركة على فصل متصفح “كروم” عن باقي أعمالها، رغم طلب وزارة العدل الأمريكية ذلك.
في الوقت نفسه، يتزايد عدد مستخدمي الإنترنت الذين يلجؤون إلى نماذج اللغة الكبيرة مثل شات جي بي تي للحصول على إجابات وتوصيات، بدلاً من استخدام محركات البحث التقليدية.
وأفادت شركة الأبحاث داتوس أنه حتى يوليو الماضي، بلغت نسبة عمليات البحث التي تمت عبر نماذج اللغة الكبيرة على متصفحات أجهزة الكمبيوتر المكتبية حوالي 6%، أي أكثر من ضعف النسبة المسجلة قبل عام.
من جانبها، تستثمر جوجل تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاقٍ واسع، وتركّز منذ عام على تقديم إجابات مولدة بالذكاء الاصطناعي ضمن نتائج البحث الخاصة بها.
قالت ستيفاني ليو، محللة أولى في شركة فورستر: “قد تميل شركة OpenAI إلى عرض الإعلانات لتعويض التكاليف وتحقيق أرباح، ولكن عليها أيضًا أن توفر تجربة مستخدم جيدة لتتميز في سوق تنافسية”.
المصدر: بي بي سي – OpenAI – وكالات

