سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، في البيت الأبيض في سبتمبر 2025

بعد توقيع اتفاقيات لشراء مئات المليارات من الدولارات من القوة الحاسوبية من نفيديا و AMD و أوراكل، تتعاون OpenAI مع أكبر شركة حوسبة سحابية في العالم. أعلنت شركة OpenAI يوم الاثنين 3 نوفمبر أنها وافقت على شراء خدمات حوسبة سحابية بقيمة 38 مليار دولار من شركة أمازون على مدى السنوات السبع المقبلة.

ستساعد القوة الحاسوبية الإضافية OpenAI على بناء ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك روبوت الدردشة “شات جي بي تي ChatGPT”.

من عام 2019 إلى عام 2023، اشترت OpenAI كل طاقتها الحاسوبية من مايكروسوفت كجزء من شراكة معقدة. نص العقد على أن OpenAI يجب أن تشتري حصريًا من مايكروسوفت، مستثمرها الرئيسي، ما لم توافق مايكروسوفت على صفقات حاسوبية مع شركات أخرى.

شراكة مايكروسوفت و OpenAI الوثيقة تظهر علامات التصدع

على مدار الـ 18 شهراً الماضية، عندما اشتكت OpenAI من عدم قدرتها على الحصول على كل الطاقة الحاسوبية التي تحتاجها من مايكروسوفت، سمحت شركة التكنولوجيا العملاقة للشركة الناشئة بتوقيع صفقات منفصلة مع شركتين أخريين متخصصتين في الخدمات السحابية.

كانت مايكروسوفت قد ضخت بالفعل 13 مليار دولار في OpenAI، وكان ساتيا ناديلا مستعدًا في البداية لمواصلة ضخ الأموال. ولكن بعد أن أطاح مجلس إدارة OpenAI بـ سام ألتمان لفترة وجيزة في نوفمبر 2023، أعاد ناديلا ومايكروسوفت النظر في الأمر، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على المحادثات تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

سام ألتمان (يسار) دفع مسؤولين تنفيذيين في مايكروسوفت مثل كيفن سكوت (يمين) إلى منح شركته المزيد من القوة الحاسوبية

خلال الأشهر القليلة التالية، لم تتزحزح مايكروسوفت عن موقفها، في حين واصلت OpenAI، التي حققت خسارة 5 مليارات دولار عام 2024، طلب المزيد من الأموال والقدرة الحاسوبية لبناء وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وصف السيد ألتمان ذات مرة شراكة OpenAI مع مايكروسوفت بأنها “أفضل صداقة في عالم التكنولوجيا”، لكن العلاقات بين الشركتين بدأت تتوتر. وفقًا لمقابلات أجريت مع 19 شخصًا على دراية بالعلاقة بين الشركتين، فإن الضغوط المالية على OpenAI والمخاوف بشأن استقرارها والخلافات بين موظفي الشركتين قد تسببت في توتر شراكتهما التي استمرت خمس سنوات.

يُظهر هذا التوتر التحدي الرئيسي الذي تواجهه الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي: فهي تعتمد على عمالقة التكنولوجيا العالميين في الحصول على المال والقدرة الحاسوبية لأن تلك الشركات الكبرى تتحكم في أنظمة الحوسبة السحابية الضخمة التي تحتاجها الشركات الصغيرة لتطوير الذكاء الاصطناعي.

شركة OpenAI تبحث عن شراكات جديدة

ثم، في الأسبوع الماضي، أعادت مايكروسوفت و OpenAI التفاوض على عقدهما بحيث أصبح بإمكان OpenAI شراء الخدمات من أي شركة حوسبة سحابية دون الحاجة إلى موافقة مايكروسوفت.

بعد أيام قليلة، أبرمت OpenAI اتفاقية بقيمة 38 مليار دولار مع أمازون، وهي جزء من جهود الشركة المتسارعة لتوسيع قوتها الحاسوبية الهائلة بالفعل والتي تغذي طموحاتها. تعمل OpenAI أيضًا على بناء مراكز بيانات حاسوبية جديدة مع أوراكل، والمجموعة اليابانية سوفت بنك، والإمارات العربية المتحدة، وغيرها.

سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يتحدث في مكالمة فيديو العام الماضي مع عمر سلطان العلما، وزير الذكاء الاصطناعي في الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس 22 مايو 2025

للمساعدة في تمويل بناء مراكز البيانات، وقعت الشركة أيضًا مجموعة معقدة من الصفقات مع شركات تصنيع الرقائق نفيديا و AMD و Broadcom.

مع حصول OpenAI على مئات المليارات من الدولارات من القوة الحاسوبية الإضافية، فإنها تسابق الزمن لمواكبة العديد من أكبر الشركات في صناعة التكنولوجيا. خلال العام الماضي، التزمت جوجل و و ميتا و مايكروسوفت بما مجموعه أكثر من 360 مليار دولار من النفقات الرأسمالية.

مع زيادة إنفاق كل من OpenAI وهذه الشركات التكنولوجية العملاقة، يشعر بعض المحللين الماليين ومؤرخي التكنولوجيا بالقلق من أن صناعة التكنولوجيا تتجه نحو فقاعة خطيرة. لا تزال الذكاء الاصطناعي تقنية غير مجربة ومكلفة قد تستغرق سنوات لتصل إلى مرحلة النضج. على الرغم من أن OpenAI، الشركة الرائدة في السوق، تحقق إيرادات سنوية بمليارات الدولارات، إلا أنها غير مربحة.

خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز