
إيلون ماسك ومنتقدوه يتفقون على أمر واحد: الصراع حول التعويضات يدور حول مدى نفوذه على شركة تسلا
سيقرر مساهمو شركة تسلا هذا الأسبوع ما إذا كان ينبغي على الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية منح رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، أسهمًا بقيمة تقارب تريليون دولار إذا حقق سلسلة من الأهداف التي تبدو مستحيلة، هناك تساؤلات كبيرة حول مدى صعوبة تحقيق هذه الأهداف بالفعل.
سيحصل إيلون ماسك على إذا فاز بالتصويت على ما يقرب من 29% من أسهم تسلا إذا حقق جميع الأهداف الواردة في خطة الأداء التي تستمر 10 سنوات.
ومن بين أمور أخرى، سيتعين على الشركة:
- نشر مليون روبوت شبيه بالإنسان،
- زيادة قيمتها السوقية من 1.4 تريليون دولار اليوم إلى 8.5 تريليون دولار.
يبدو ذلك صعباً، لكن الخطة ستسمح أيضاً لمجلس إدارة تسلا بمنح ماسك جزءاً من الأسهم حتى لو لم يحقق الهدف المحدد. وقال بعض خبراء حوكمة الشركات إن المجلس، الذي يضم شقيق ماسك والعديد من أصدقائه القدامى وشركائه في العمل، يمكن أن يمنحه أسهماً بغض النظر عن أدائه.
قالت دوروثي لوند، أستاذة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا تدرس وتكتب عن حوكمة الشركات: “هؤلاء ليسوا صانعي قرار مستقلين”، واستشهدت بقرار محكمة ديلاوير الذي ألغى خطة الأجور السابقة لـ ماسك جزئياً، لأن القاضي وجد أن العديد من مديري تسلا كانوا مقربين منه شخصياً أو مدينين له بثروتهم.
وقد انتقدت شركة تسلا هذا القرار باعتباره انتهاكًا لإرادة مساهمي تسلا، الذين وافقوا على الخطة السابقة بأغلبية كبيرة مرتين. ومن المتوقع أن تصدر المحكمة العليا في ولاية ديلاوير حكمها قريبًا بشأن استئناف الشركة.
قالت روبين دينهولم، رئيسة مجلس إدارة شركة تسلا، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في سبتمبر الماضي: “مجلس إدارة تسلا نشط للغاية ومستقل للغاية، وأعتقد أن العالم الخارجي لا يقدّر ذلك”.
قال مؤيدو ماسك إن مجلس الإدارة يجب أن يتمتع ببعض المرونة في منح الأسهم لأن الأسواق والتكنولوجيا قد تتغير، كما يؤكدون أنهم لا يعتقدون أنه سيحصل على أسهم لم يكسبها حقًا.
قال أندرو روكو، محلل الأسهم في شركة Zacks Investment Research: “لا أرى أن ذلك يمثل مصدر قلق كبير. على الرغم من الجدل الذي يثيره ماسك، إلا أنه يضع أهدافًا كبيرة، ويحققها في الوقت المناسب ويتجاوزها”.
وقالت السيدة دنهولم إنه لا توجد بنود استثناء في الجزء الأساسي من الخطة الذي يتطلب من السيد ماسك رفع سعر سهم تسلا بنسبة 500%، وقالت في رسالة إلى المساهمين: “لا يمكن التلاعب بالقيمة السوقية – وهي حكم السوق على القيمة الحقيقية – من خلال التسعير في ظروف المتافسة الشديدة أو غيرها من التكتيكات لخلق نمو وهمي”.
تشن شركة تسلا و ماسك ومنتقدوهما حملات مثيرة للجدل قبل انعقاد الاجتماع السنوي للشركة يوم الخميس 6 نوفمبر.

شخص يجلس داخل شاحنة تسلا سايبر ترك في صالة عرض تسلا في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، 2 يناير 2025
وتذكر هذه المعركة بوضوح بالعداء الذي يميز السياسة الأمريكية. ويبدو أن سياسات ماسك اليمينية تلعب دوراً أيضاً، حيث يعارض مديرو صناديق التقاعد الحكومية في الولايات التي يحكمها الديمقراطيون، مثل كاليفورنيا ونيويورك، خطة أجورماسك، بينما يؤيدها مديرو صناديق التقاعد الحكومية في الولايات التي يحكمها الجمهوريون، مثل فلوريدا.
حتى البابا ليو الرابع عشر بابا الفاتيكان وهو أمريكي الجنسية قد أدلى بدلوه في هذا الشأن، مستشهداً براتب ماسك كمثال على الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وقال لموقع Crux الإخباري الكاثوليكي الروماني هذا الصيف: “إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي له قيمة بعد الآن، فإننا في مأزق كبير”.
يتفق إيلون ماسك ومنتقدوه على أمر واحد — هذه معركة حول مدى نفوذه على شركة تسلا. وقد صرح ماسك أنه مهتم بالحصول على سيطرة أكبر على التصويت أكثر من اهتمامه بالمال. بعد خصم الضرائب، ستبلغ حصته حوالي 25% من اسهم الشركة. ورغم أن هذه النسبة أقل بكثير من الأغلبية، إلا أنه من الناحية العملية سيكون من الصعب للغاية تمرير إجراءات يعارضها.
قال براد لاندر، المراقب المالي لمدينة نيويورك، خلال مؤتمر نظمته SOC Investment Group، وهي منظمة مرتبطة بالنقابات العمالية التي تعارض خطة أجور ماسك: “لا أعتقد أن من المبالغة القول إن ذلك سيعيد إحياء عصر الأباطرة اللصوص الذين مارسوا سيطرة شبه مطلقة”.
بالنسبة لمؤيدي السيد ماسك، فإن التهديد بالانسحاب هو طريقة عادية للتفاوض. لكن راندال بيترسون، الأستاذ في كلية لندن للأعمال الذي يدرس مجالس إدارة الشركات، قال إن الاعتماد على مدير تنفيذي واحد هو علامة خطر.
خاص: إيجيبت14
المصدر: نيويورك تايمز

