
نجح خبراء ميتا في عام 2024 في الحد من الإعلانات الاحتيالية الصادرة من الصين على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للشركة. ولكن بعد “متابعة” من الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، الذي يظهر في الصورة في كاليفورنيا عام 2025، قررت ميتا “التحول” عن سياسة التشديد
في العام الماضي، اضطرت ميتا إلى التعامل مع استنتاج مزعج بشأن عملائها الإعلانيين الصينيين: كانوا يخدعون مستخدمي فيسبوك و إنستجرام و واتساب في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الحكومة الصينية تحظر على مواطنيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لشركة ميتا، إلا أن بكين تسمح للشركات الصينية بالإعلان للمستهلكين الأجانب على المنصات العالمية.
ونتيجة لذلك، ازدهرت أعمال ميتا الإعلانية في الصين، وبلغت مبيعاتها السنوية في نهاية المطاف أكثر من 18 مليار دولار في عام 2024، أي أكثر من عُشر إيرادات الشركة العالمية.
لكن شركة ميتا قدرت أن حوالي 19٪ من تلك الأموال أي أكثر من 3 مليارات دولار، كانت تأتي من إعلانات عن عمليات احتيال ومقامرة غير قانونية ومواد إباحية ومحتويات محظورة أخرى، وفقًا لوثائق داخلية لشركة ميتا راجعتها رويترز.
هذه الوثائق هي جزء من مجموعة من المواد التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا والتي تم إنشاؤها على مدار السنوات الأربع الماضية من قبل فرق تشمل أقسام المالية ومجموعات الضغط (لوبي lobbying) والهندسة والسلامة في شركة ميتا. تكشف هذه المجموعة عن جهود ميتا خلال تلك الفترة لفهم حجم الإساءات على منصاتها وتردد الشركة في إدخال إصلاحات قد تقوض أعمالها وإيراداتها.
تُظهر الوثائق أن ميتا اعتقدت أن الصين هي بلد المنشأ لحوالي ربع جميع الإعلانات عن عمليات الاحتيال والمنتجات المحظورة على منصات ميتا في جميع أنحاء العالم.
وتراوحت الضحايا بين متسوقين في تايوان اشتروا مكملات صحية مزيفة ومستثمرين في الولايات المتحدة وكندا تم خداعهم واستنزاف مدخراتهم.
وحذر موظفو ميتا في عرض داخلي قدموه في أبريل 2024 إلى قادة عمليات السلامة التابعة للشركة من أنه “علينا القيام باستثمارات كبيرة للحد من الأضرار المتزايدة”.
ولهذه الغاية، أنشأت ميتا فريقًا لمكافحة الاحتيال تجاوز الجهود السابقة لرصد عمليات الاحتيال والأنشطة المحظورة الأخرى من الصين.
وباستخدام مجموعة متنوعة من أدوات الإنفاذ المعززة، خفضت الإعلانات المشكوك فيها بنحو النصف خلال النصف الثاني من عام 2024 – من 19٪ إلى 9٪ من إجمالي عائدات الإعلانات القادمة من الصين.
ثم تدخل مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا.
تشير وثيقة صادرة في أواخر عام 2024 إلى أنه “نتيجة لتغيير استراتيجية النزاهة ومتابعة رئيس الشركة”، طُلب من فريق إنفاذ الإعلانات في الصين “التوقف مؤقتًا” عن عمله.
لم تتمكن رويترز من معرفة تفاصيل مشاركة الرئيس التنفيذي أو ما يعنيه ما يسمى “تغيير استراتيجية النزاهة”.
لكن بعد تدخل زوكربيرج، تظهر الوثائق أن ميتا قامت بحل فريق مكافحة الاحتيال الذي يركز على الصين.
كما رفعت الحظر الذي فرضته على منح وكالات الإعلان الصينية الجديدة حق الوصول إلى منصاتها.
تظهر إحدى الوثائق أن ميتا قامت بتعليق تدابير أخرى لمكافحة الاحتيال أثبتت الاختبارات الداخلية فعاليتها. لم تذكر الوثيقة تفاصيل هذه التدابير.
نحن نرى الضرر من وكالات الإعلانات الصينية

تشير السجلات التجارية الصينية لشركة Beijing Tengze، وهي شركة إعادة بيع إعلانات ميتا، إلى شارع في بلدة جبلية حيث لا يوجد العنوان المسجل للشركة
بين عامي 2022 و 2024، تضاعفت إيرادات ميتا من الإعلانات في الصين بأكثر من الضعف، من 7.4 مليار دولار إلى 18.4 مليار دولار، وفقًا للبيانات المالية العامة للشركة.
مع ازدهار الأعمال، أصبح من الواضح بشكل متزايد داخل الشركة أن الممارسات الاحتيالية كانت منتشرة على نطاق واسع في الصين، كما تظهر الوثائق الداخلية.
في عام 2023، كجزء من جهود سابقة لمكافحة الاحتيال، توقفت ميتا عن التحقق من شركاء وكالات الإعلان الصينية الجدد بسبب “الضرر الكبير” الذي تسبب فيه هؤلاء الوسطاء، وفقًا لما ورد في أحد الوثائق. لكن ميتا رفعت الحظر بعد “تحولها” في عام 2024 من أجل “زيادة تدفق” الإيرادات.
بحلول أواخر عام 2024، عادت وكالات الإعلان الصينية من الدرجة الثانية إلى الحصول على حسابات معتمدة على منصات ميتا. ومن بين 240 مليون دولار من الإعلانات السنوية من الموزعين المعتمدين الجدد في ذلك العام، انتهكت نصفها قواعد السلامة الخاصة بـ ميتا، وفقًا لما قررته ميتا. وجاء في الوثيقة: “نحن نرى أضرارًا من هذه الوكالات المعتمدة حديثًا”.
استجاب خبراء شركة ميتا بإنشاء لوحة تحكم لتتبع الشركاء الذين تم التحقق منهم حديثًا وبدأوا في عقد “جلسات مراقبة أسبوعية لمراجعة ومعالجة الوكالات التي تثير مشاكل”. ونظرًا لارتفاع معدلات سوء السلوك، قال ستون إن ميتا أعادت فرض حظرها على التحقق من شركاء الوكالات الصينية الجدد في أواخر عام 2024.
خاص: إيجيبت14
المصدر: رويترز

