في الوقت الذي تقرأ فيه هذا المقال تتم أكبر تجربة علمية في تاريخ البشرية والتي يطلق عليها The Large Hadron Collider (LHC) وذلك بالقرب من مدينة جنيف بسويسرا.

هذه التجربة في العلوم الطبيعية والتي يطلق عليه التصادم الهائل تقوم علي إحداث تصادم بين جسيمات تسير بسرعة تقترب من سرعة الصوت وعندما تتصادم سيكتشف العلماء العديد من الأسرار في علوم الطبيعة وربما تكشف اللغز عن سر نشأة الكون.

تمت التجربة الأولي منذ حوالي سنتين سوف توقفت لإجراء الصيانة الضرورية للأجهزة المستخدمة في التجربة وتحديثها بحيث تشحن الجسيمات التي تتصادم بضعف الطاقة التي كانت مستخدمة في التجربة الأولي للكشف عن مزيد من أسرار الطبيعة.

كان من المفترض أن تتم التجربة في أواخر شهر مارس الماضي ولكن حدثت بعض المشاكل التي تغلب عليها العلماء في معهد الطاقة النووية الأوربي في سويسرا والذي يطلق عليه CERN.

بالمناسبة هذا المعهد هو الذي قام بتطوير “الويب” في عالم الإنترنت في عام 1990 لكي يتيح عرض الصور والأفلام علي مواقع الإنترنت.

التجربة الفريدة تعتمد علي سير الجسيمات في أنبوب يصل طوله الي 27 كيلومتر وهو موجود تحت الأرض وخلال هذه الرحلة التي تصل فيها سرعة الجسيمات الي سرعة الضوء تقريبا تتصادم لتحدث إنفجارا لجزء من النواه (البروتون) ليكتشف العلماء مكونات لها لم تكن معروفه من قبل.

الأجهزة المستخدمة في التجربة التي تعتبر الأقوي والأكبر في تاريخ البشرية تطلق 600 مليون جسيم في الثانية الواحدة وتدور في الأنبوب الذي يصل طوله الي 27 كيلو لمدة 10 ساعات تقطع فيها مسافة تصل الي 10 مليار كيلو متر، وهي تقريبا المسافة من الأرض الي كوكب نيبتون والعودة.

أستغرقت هذه التجربة عشرات السنوات من العمل لفريق مكون من آلاف من العلماء والمهندسين والخبراء لبناء الآله العجيبة (مسرع الجسيمات) والأنبوب الضخم الذي يمتد من بحيرة جينيف الي جبال جورا، والتي تجري بها هذه التجربة.

السبب في طول الأنبوب أو النفق الذي يبلغ 27 كيلو متر هو محاكاة الإنفجار الرهيب Big Bang الذي حدث وتسبب في نشأة الكون.

التجربة تحاكي ما حدث في الإنفجار الرهيب لنشأة الكون سواء في الطاقة التي نتجت عنه أو درجة الحرارة التي حدثت في هذه اللحظة لمعرفة كيف تكون الكون.

العالم كله في إنتظار نتيجة هذه التجربة التي قد تكشف عن أسرار لم تعرفها البشرية من قبل.

خاص: إيجيبت14