يبدو الجيل الجديد من النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة كثير الشبه بـ “فرحة الشمسي”، فهي امرأة إماراتية مثقفة، وتهتم بمهنتها.
تقول الشمسي: “النساء هنا يعملن في جميع القطاعات، وتعمل الحكومة جاهدة لدعم النساء، كما تشجع الأسر أبناءها وبناتها ليعيشوا حياتهم ويبدأوا في ممارسة المهن التي يريدونها. وتعمل نساء كثيرات في وزارات الدولة، وعلى مستويات الإدارة الرفيعة في القطاع العام.”
فمواطنو الإمارات، تماما مثل الشمسي، يتمتعون بامتيازات عديدة، تشمل التعليم المجاني، والسكن، وأفضلية الحصول على وظائف في القطاع العام. كل ذلك صحيح، ولكنه يكاد ينطبق على 10% فقط من السكان.
أما بقية القوى العاملة في دولة الإمارات فتتكون من العمالة الوافدة من كافة بقاع العالم والتي تشمل الكثير من النساء. ما يستهوي العمالة الوافدة هو الاقتصاد المزدهر في البلاد، والجو المشمس طوال العام، والدخول المعفاة من الضرائب.
بالنسبة للعمالة الوافدة، فإن احتمالات التقدم في الوظيفة ليست أمراً مؤكداً. هناك عدة اعتبارات، منها مستوى الدخول التي تحصل عليها النساء، والمستوى الوظيفي الذي يشغلنه؛ وهو ما يحدد مستويات الراتب، والحماية القانونية، وبقية الامتيازات.
في الوقت الذي تُقبل المرأة – المواطِنة والوافدة – في مراكز وظيفية عليا، لا تزال هناك بعض الطبائع السائدة في المجتمع التي تضر بقدراتهن والتزاماتهن. ومع ذلك، تبقى جداول العمل المرنة، والترتيبات الأخرى الخاصة بالحقوق في العمل نادرة بالنسبة للأم الموظفة.
امتيازات المواطنين
امكانيات التطور المهني للمواطِنة الإماراتية، مثل فرحة الشمسي، مشرقة جداً. فبخلاف نظيراتهن من مواطنات دول خليجية محافظة في الجوار، تُوظّف المرأة الإماراتية في مجالات متنوعة، تمتد من الجيش والشرطة، إلى الهندسة، والإعلام، والأزياء، مروراً بالمراكز الإدارية العليا.
لكن رغم ذلك لا تزال المرأة الإماراتية تشكل نسبة ضئيلة إذا ما قورنت بنسبة القوى العاملة التي تهيمن عليها العمالة الوافدة.
هناك 5 وظائف وزارية تشغلها نساء في حكومة دولة الإمارات، كما تحتل النساء المقدمة في عدة وكالات حكومية رئيسية، بما في ذلك فريق العمل الذي يساهم في تأمين إقامة “معرض اكسبو 2020” في دبي، بالإضافة إلى دورهن في “المكتب الإعلامي لحكومة دبي”، المسؤول عن الاتصالات في دولة الإمارات.
الفرص الاقتصادية
يرسم بعض المواطنين الإماراتيين، السعداء بوظائفهم، صورة زاهية عن بلدهم. بالرغم من ذلك، لا زالت هناك تحديات أمام المرأة الموظفة في كل مكان، بداية من التحيز في مجالس الإدارة، والمكاتب ذات السقوف الزجاجية، إلى الرواتب غير المتساوية، والإجازة المحدودة أو المقيدة لرعاية الأم للمولود.
انتقلت سلام سعدة، وهي غير متزوجة، من لبنان إلى دبي في عام 2000 للعمل في قطاع البنوك وأسواق المال. تقول سعدة إن الذكورية تهيمن بقوة على بيئة العمل في الشركات بالمنطقة، مما لم يجعل مسيرتها في العمل سهلة على الاطلاق.
شغلت سلام سابقاً منصب المدير العام لقسم الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة “شعاع كابيتال” للخدمات المالية في الشرق الأوسط. أما الآن، فهي تدير شركتها الخاصة “أكتيف-إم” لاستثمار رؤوس الأموال.
المصدر: بي بي سي



