تُدرّب باميلا سكيلّينجز، المقيمة في نيويورك، الناس على إجادة التصرف في مقابلات التوظيف. وكانت هي نفسها قد عانت من رهبة المقابلات عبر السنين.
كان ذلك الزميل يتلعثم بالكلام في الطفولة، لكنه تعلم كيف يتحكم في نفسه ويتغلب على ذلك. ولما بدت عليه علامات التلعثم مرة أخرى بعد مقابلتين أو أكثر، صار مقتنعاً بأنها ستظهر لديه كلما إنفعل.
يعود المزاج المتوتر عند حضور مقابلات العمل إلى عوامل متعددة، منها مشاكل في النطق، أو ضعف في المهارات. ويعود بعضها إلى أن الشخص انطوائي بطبعه.
لكن النتيجة واحدة، وهي الرهبة من دخول مقابلة مهمة وجهاً لوجه. فما الذي يستطيع أن يفعله شخص يخجل من دخول المقابلات إذا ما ترشح لعمل ما؟ كيف تستطيع أن تظهر بشكل مقنع أمام شخص آخر، كما هي الحال في دخول الاختبارات على الورق؟ وكيف تتغلب على توترك؟
لن تكون “على أتم استعداد” مطلقا
في حالة ذلك العميل الذي ذهب إلى سكيلّينغز، كانت البراعة تكمن في أن يركز على طريقة الإجابة، ويتهيأ لها بشكل كامل، قبل حضور أي لقاء، وذلك لكي يشعر بثقة عالية.
تقول سكيلّينجز: “ساعده ذلك أيضاً في الحصول على رد فعل صريح لأسلوبه في الكلام، فظهور أي بوادر للتلعثم لم تكن شيئاً يذكر ما دام قادراً على إعادة التركيز على الموضوع قيد المناقشة، والاستمرار فيه، والإجابة بشكل جيد.”
والنتيجة: حصل مبكراً على عمل جديد يلائم مهاراته واهتماماته بشكل أفضل.
أحد الحلول
تقول دانييل سافيج، مديرة التطوير الوظيفي للطلبة والخريجين بالجامعة الأمريكية بباريس، إن فكرة “الترويج للنفس” تبعث على النفور وفقا لعادات وتقاليد الكثيرين من الطلبة.
فعندما يحين الوقت لحضور مقابلة بغرض التوظيف، يكون الكثير من هؤلاء في وضع غير مناسب، وربما يجدون صعوبة في الترويج لأنفسهم، مع أنه يُنتظر منهم أن يحصلوا على وظيفة بعد التخرج.
تحاول “سافيج” أن تساعد الطلبة الحاليين والقدامى على أن يتجاوزوا هذا النوع من النفور حتى تزداد حظوظهم في الحصول على وظيفة.
إنها تشبّه الاستعداد لحضور مقابلة ما بالطريقة التي يستعد بها موظفو التسويق الذين يريدون الترويج لمنتجاتهم في السوق بعد أن يدرسوا ذلك السوق حتى يعرفوه جيدا.
كتبت “سافيج” في رسالة بالبريد الإكتروني: “كمتقدم لوظيفة ما، عليك أن تعرف الاحتياجات الكامنة لدى من يريد توظيفك، وما يريده منك بالضبط، وكذلك نقاط ضعفه.”
وتضيف: “عندها، كل ما عليك القيام به هو أن تبرع في سرد حكايات تدل على كيفية استعمالك لميزاتك المهمة في حل مشاكل مشابهة لتلك التي تعاني منها الشركة التي يعمل فيها من يجري معك المقابلة.”
وتتابع: “بهذه الطريقة، تكون قد حوّلت الانتباه، أو ما يُنظر إليه على أنه ثرثرة أو تكرارً لما جاء في سيرتك الذاتية، لتركز على ما يحتاجه رب العمل، وما يمكنك أنت، كمترشح للوظيفة، أن تضعه على طاولة النقاش.”
بتوضيح إنجازاتك الرئيسية، وكيفية حلّك للمشاكل، ستشعر تلقائياً بتفاؤل أكبر ورهبة أقل، بحسب قول “سافيج”.
“من الطبيعي أن تستمر المقابلة بالإلحاح عليك أكثر.” كما أن شعورك وكأنك تروج لشيء ما سيكون أقل، بل سيكون أشبه بمحادثة ودية مع زميل لك.”
خطوات عليك اتخاذها
تقترح جوانه جريفين، مديرة الموارد البشرية بجامعة “ديكن” في ملبورن باستراليا، بضع خطوات ليتخذها الطلبة الذين يعانون من رهبة مقابلات التوظيف.
أولاً، التدريب المسبق على المقابلة مع أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء. سيساعد هذا الأمر على تسهيل مسألة تحدُّث الشخص عن نفسه.
ثانياً، أن ترتدي ما يليق بالنجاح. كتبت غريفين في رسالة إلكترونية: “يمكن لمظهرك وهندامك أن يغيّرا من الطريقة التي تشعر بها بنفسك. كلما كان إحساسك أفضل، زادت ثقتك بنفسك.”
تطلب جريفين من طلابها أن يتنفسوا بعمق ليساعدوا أجسامهم على الاسترخاء. وتقول: “اغلق عينيك وتخيل أن المقابلة تسير على ما يرام. أدرس ما هو الدور المطلوب منك، وابحث عن معلومات حول الشركة وعن قدراتك لتعرف إن كانت مطابقة للمواصفات المطلوبة في القسم. كلما عرفت أكثر، ستزداد ثقتك بقدرتك على الرد على الاسئلة.”
المزيد من الموضوعات عن التوظيف
المصدر: بي بي سي




