
كشفت وثائق بنما السرية كيف يخفي الزعماء والأثرياء ثرواتهم بحيث يصعب اكتشافها
كشف ملايين من وثائق مُسرّبة كيف يستخدم الأغنياء وذوو النفوذ، ومن بينهم قادة دول، ملاذات ضريبية آمنة لتخبئة ثرواتهم في الخارج.
وسُرّبت 11 مليون وثيقة من شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية التي تتخذ من بنما مقرا لها وتُعتبر إحدى أكثر الشركات التي تحيط أعمالها بالسرية.
وتُظهر الوثائق صلات مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، بينهم حكام متهمون بنهب أموال بلادهم.
تشف الوثائق أن هذه الشركات تتعامل مع 33 شركة مدرجة علي القائمة السوداء للولايات المتحدة بسبب تعاملها مع لوردات المخدرات في المكسيك وبعض المنظمات المصنفة عالميا كمنظمات ارهابية مثل حزب الله اللبناني وشركات تتعامل مع كوريا الشمالية وإيران.
وتشمل البيانات شركات سرية في الخارج مرتبطة بعائلات ومقربين من الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس السوري بشار الأسد.
من بين الشخصيات التي ظهرت في الوثائق رئيسي وزراء إيسلندا وباكستان وأبناء رئيس ازربيجان ورئيس أوكرانيا الذي أصابته الوثائق في مقتل لأنه كان من دعاه الاصلاح ومحاربة الفساد.
ظهرت اسماء العاهل السعودي الملك سلمان وملك المغرب محمد الخامس بسبب شراء يخوت فاخرة من خلال شركات الأوف شور.

كشفت الوثائق عن علاقة شركات الأوف شور مع عائلات رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الصيني
وتوضح الوثائق كيف أن الشركة ساعدت العملاء من السياسين والمشاهير وتجار المخدرات ونجوم الرياضة على غسيل الأموال، وتفادي العقوبات، والتهرب من الضرائب.
وتقول الشركة إنها عملت منذ عام 1977طيلة 40 عاما بمنأى عن اللوم وأنها لم تواجه أي اتهام بارتكاب مخالفات جنائية.
وحصلت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية على الوثائق، التي تم تداولها مع الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين.
وكانت بي بي سي ضمن 107 مؤسسات إعلامية في 78 دولة عكفت على تحليل الوثائق. ولا تعرف بي بي سي هوية المصدر الذي سرّب الوثائق.
وقال جيرارد رايلي، مدير الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين، إن الوثائق تغطي الأعمال اليومية في شركة موساك فونسيكا خلال الأربعين عاما الماضية.
وأضاف “اعتقد أن التسريب قد يصبح أكبر لطمة يتلقاها عالم (الأنشطة) في الخارج بسبب حجم الوثائق”.
جاء ذكر النجم العالمي ميسي والفائز بالكرة الذهبية 5 مرات ضمن من يمتلكون شركات الأوف شور في بنما حيث يمتلك هو ووالده شركة تسمي “ميجا ستارإنتربرايس” وهي تضاف الي مجموعة من الشركات التي تتهم اسبانيا النجم العالمي ميسي بانه يستخدمها مع والده للتهرب من الضرائب.

النجم العالمي ميسي يستخدم شركات الأوف شور للتهرب الضريبي
روسيا

الرئيس الروسي بوتين
وكشفت البيانات أيضا شبكة مشتبها بها لغسل الأموال تقدر قيمتها بمليار دولار يديرها بنك روسي ويشارك فيها عدد من المقربين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويدير العملية بنك روسيا، الذي فرضت عليه عقوبات أمريكية وأوروبية إثر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وتوضح الوثائق كيفية عمل البنك. ويتم نقل النقود عبر شركات في الخارج، يمتلك شركتين منها بصورة رسمية اثنان من الأصدقاء المقربين لبوتين.
وتمتد صداقة عازف التشيلو رولدوجين مع بوتين منذ كانا صبية وهو الأب الروحي لماريا، إبنة بوتين. وعلى الورق حقق رولدوجين أرباحا بملايين الدولارات من صفقات وصفت بأنها “مشبوهة”.
ولكن الوثائق من شركات رولدوجين تقول إن “الشركة غطاء مؤسساتي أقيم في المقام الأول لحماية هوية وسرية المالك المنتفع النهائي للشركة”.
أيسلندا
وتوضح وثائق موساك فونسيكا أن رئيس الوزراء الأيسلندي سيجموندور جونلاوجسون لديه مصالح غير معلنة في بنوك البلاد التي قامت الدولة بإنقاذها.
واتهم جونلاوجسون بإخفاء استثمارات بملايين الدولارات في بنوك بلاده خلف ستار شركة أجنبية سرية.
وتوضح وثائق مسربة أن جونلاوجسون وزوجته اشتريا شركة في الخارج اسمها “وينتريس” عام 2007.
بعيدا عن أي شبهات
وتقول موساك فونسيكا إنها تلتزم بالبروتوكولات الدولية لضمان أن الشركات التي تضمها لا تستخدم في التهرب الضريبي وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب أو أي غرض غير قانوني.
وتقول الشركة إنها حريصة في عملها وتأسف على إساءة استخدام خدماتها.
وتقول الشركة “على مدى 40 عاما عملت موساك فونسيكا بعيدا عن أي شبهات في بلدنا وفي المناطق الأخرى التي توجد بها عمليات لنا.لم يوجه الاتهام قط لشركتنا ولم تدان في أي عمل إجرامي”.
وأضافت “عندما نكتشف أي نشاط مشبوه، نبلغ السلطات على الفور.وعندما تتصل بنا السلطات بدليل على احتمال وجود مخالفات، نتعاون معها بصورة تامة”.
وتقول موساك فونسيكا إن الشركات التي تدار في الخارج موجودة في كل مكان وتستخدم لأغراض قانونية متعددة.
المصدر: بي بي سي – الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين

