
سخرية المصريين من كورونا لم تنتظر إعلان وزارة الصحة عن أول إصابة بالفيروس المستجد، إذ أنها بدأت قبل ذلك بكثير
كعادتهم، تلقى المصريون أنباء ظهور فيروس كورونا وانتشاره حول العالم بشكل ساخر. لكن ما قد يبدو للبعض مجرد سخرية، قد يكون في الواقع كوميديا سوداء حول قضايا أخرى كان الفيروس سببا لإعادة الحديث عنها!.
انتقاد نقل الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتوعية بطرق تجنب الإصابة بفيروس يثير حاليا ذعر العالم على أنغام ساخرة، هي أحدث الأساليب المصرية الساخرة للحديث عن ظهور فيروس كورونا المستجد في مصر. ويتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مصر الأغنية، التي يؤديها مقدم البرامج المصري جابر القرموطي بنفسه، ليثير إعجاب البعض ونفور البعض الأخر.
انا شايف ان جابر القرموطي احسن واحد عمل توعية ضد الكورونا بجد توصل للغلابة واللّي دماغهم على قدّهم😂 pic.twitter.com/y2LOIxlHBK
— Ahmedthanaa (@Ahmedthanaa1) March 10, 2020
وبدلا من إبداء الخوف عقب إعلان وزارة الصحة والسكان المصرية عن ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في مصر، رحب بعض المصرين بالخبر بسبب ما امتلأت به مواقع التواصل الاجتماعي قبل ذلك بتساؤلات حول ما إن كانت الحكومة تتعامل مع الموقف بتعتيم أم لا، وهو ما اعتبره البعض “حرب نفسية ضد الفيروس”.
وصرحت وزيرة الصحة والسكان المصرية دكتورة هالة زايد، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع زملائها وزراء الصحة والإعلام والسياحة في مصر، بأن مصر من الدول “منخفضة الإصابات” بفيروس كورونا المستجدحيث ارتفع عدد الحالات الإيجابية الحاملة للفيروس ليصل إلى 59 حالة، مع وصول عدد الحالات التي تحولت نتيجة تحاليلها من إيجابية إلى سلبية إلى 27 حالة، وفقا لإحصائيات وزارة الصحة والسكان على موقع تويتر.
إلا أن سخرية المصريين من الفيروس القاتل لم تبدأ فقط مع الإعلان الرسمي عن أول حالة إصابة في مصر، إذ تناقلوا خبر ظهور مصابين بفيروس كورونا في دول أخرى بعد عودتهم من رحلات في مصر، ما دفع المصريين للتساؤل حول ما إن كانت هناك حالات قد تم اكتشافها بالفعل على الأراضي المصرية والحكومة تتكتم عليها ولا تعلنها.
– الصحة العالمية : مصر خالية تماما من كورونا ..
– جروب الماميز : طب ولو قمت و جبتهولك😒😃 pic.twitter.com/59bTQm7Rkl— abeer al ward (@abeer22376) March 2, 2020
وكانت وزارة الصحة والسكان المصرية قد أكدت حتى الأول من شهر مارس عدم رصد أي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، إلى أن تم الإعلان في اليوم التالي بالمشاركة مع مكتب منظمة الصحة العالمية بالقاهرة عن أول حالة في مصر لأجنبي.
قبل الإعلان عن أول حالة، قوبلت زيارة وزيرة الصحة والسكان المصرية للصين بمزيج من الترحيب والنقد على حد سواء، إذ أشاد البعض بسعى الحكومة المصرية لما أعلنته عن “تسلم الوثائق الفنية المشتركة لكل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الصينية عن سياسات مكافحة الكورونا، بينما سخر آخرون من “إهداء” مصر للصين شحنة مستلزمات طبية ووقائية في الوقت الذي تعاني فيه مستشفيات القطاع العام من نقص هذه المواد!
قرار تعليق الفعاليات اللي بتضمن تجمعات كبيره دا تحسه ان قرار طالع في السويد مثلا لان مصر اصلا كل مكان بتروح فيه بتلاقي في ال100 مليون كلهم هناك مستنينك
— معلش (@fatfuota) March 9, 2020
بالإضافة إلى التعبير عن التخوف بشأن قدرة قطاع الصحة المصري على التصدي لانتشار الفيروس والشكوى مما وصفه البعض بـ “غياب الشفافية”، تتخوف مجموعة ثالثة من طبيعة المجتمع نفسه التي قد تؤدي إلى نشر المرض.
المصدر: الألمانية