
المديرة السابقة في فيسبوك فرانسس هاوجين في طريقها للأدلاء بشهادتها أمام لجنة بالكونجرس
شنت المديرة السابقة في فيسبوك هجوما حادا على الشركة، إذ قالت أمام لجنة استماع في الكونجرس الأمريكي إن منصاتها للتواصل “تضر الأطفال وتعزز الانقسام وتضعف ديمقراطيتنا”.
ودعت فرانسيس هاوجن، التي كانت تعمل مديرة للمحتوى في فيسبوك، المشرعين إلى التحرك لضبط أداء أكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم.
وعلق فيسبوك على شهادة هاوجن، وقال إنها تحدثت عن أمور ومجالات في فيسبوك لا تعرف عنها شيئا.
ويأتي ذلك وسط تزايد الدعوات لتنظيم عمل منصات فيسبوك.
وتعرضت الشركة لانتقادات كثيرة، تتعلق باتهامات بالفشل في حماية خصوصية المستخدمين وعدم القيام بما يكفي لوقف انتشار المعلومات المضللة.
واتفق أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين والديمقراطيين يوم الثلاثاء 5 أكتوبر على الحاجة إلى التغيير في الشركة، وهذا اتفاق نادر بين الحزبين السياسيين.

انتقادات لمارك زوكربيرج وسيطرته المطلقة على فيسبوك
وصرحت فرانسيس هاوجن لقناة سي بي إس نيوز، يوم الأحد 3 أكتوبر بأنها قدمت خلال الأسابيع الأخيرة، مستندات تخص أمورا داخلية في فيسبوك لصحيفة وول ستريت جورنال.
ومن خلال هذه المستندات ذكرت وول ستريت جورنال أن البحث الذي أجراه تطبيق انستجرام كشف عن أن استخدام الفتيات لهذا التطبيق يمكن أن يضر صحتهن العقلية.
وتحدثت هاوجن عن هذا الموضوع خلال شهادتها أمام الكونجرس يوم الثلاثاء 5 أكتوبر. وقالت: “تعرف قيادة الشركة كيفية جعل فيسبوك وانستاجرام أكثر أمانا، ومع هذا فهي لن تقوم بالتغييرات المهمة، لأنها وضعت الأرباح الفلكية كأولوية تسبق الاهتمام بالناس”.
كما انتقدت أيضا مؤسس الشركة ورئيسها مارك زوكربيرج، لفرض سيطرته الكبيرة على الشركة، قائلة إنه “لا أحد يحاسب مارك حاليا سوى نفسه”.
كما أشادت المديرة السابقة في فيسبوك بالانقطاع الكبير لخدمات الشركة يوم الاثنين 4 أكتوبر، والذي أثر على المستخدمين حول العالم.
وقالت لأعضاء مجلس الشيوخ: “أمس رأينا فيسبوك يختفي من على شبكة الإنترنت”. “لا أعرف سبب انهياره، لكنني أعلم أنه لأكثر من 5 ساعات لم يتم استخدام فيسبوك لتعميق الانقسامات وزعزعة استقرار الديمقراطيات وجعل الفتيات والنساء يشعرن بالسوء تجاه أجسادهن”.
ونفت شركة فيسبوك اتهامات المديرة السابقة، ودافعت عن إجراءات الأمان الخاصة بها.

شركة فيسبوك تعرضت لانتقادات من النواب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء
وأثناء شهادتها، قام آندي ستون، مسؤول العلاقات في فيسبوك بالتغريد مباشرة ردا عليها، وقال إنها سُئلت عن أمور لم تعمل بها ولا تعرفها، منها سلامة الأطفال وانستاجرام.
ووجه نواب من كلا الحزبين انتقادات لفيسبوك خلال جلسة الاستماع.
وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال: “الضرر الذي يلحق بالمصالح الذاتية وتقدير الذات الذي يسببه فيسبوك اليوم سيطارد جيلا”.
ومن جانبه قال السيناتور الجمهوري دان سوليفان، إن العالم سينظر إلى الماضي ويتساءل “ما الذي كنا نفكر فيه الآن؟”، في ضوء ما تم الكشف عنه حول تأثير فيسبوك على الأطفال.

اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين
أخيرا، لدى الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس شيء يمكنهم الاتفاق عليه، إنه فيسبوك، والتهديد الذي يعتقدون أنه يمثله.
خلال شهادة فرانسيس هاوجن يوم الثلاثاء 5 أكتوبر، أعرب أعضاء في مجلس الشيوخ من اليسار واليمين عن قلقهم من أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي كبير جدا وقوي للغاية.
كانت لديهم أمثلة مختلفة في أذهانهم بالطبع. كانت الديمقراطية آمي كلوبوشار، قلقة من أن خوارزميات الشركة روجت لنوع من الآراء المتطرفة التي حرضت على هجوم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكابيتول.
بينما سلط الجمهوري تيد كروز، الضوء على ما اعتبره فرض فيسبوك رقابة على وجهات النظر المحافظة.
وركز آخرون على الأدلة التي تجاهلتها شركة فيسبوك حول الأبحاث التي أجرتها بنفسها، وأشارت إلى أن هناك تأثيرا سلبيا على الصحة العقلية للفتيات المراهقات.
قد يكون أفضل أمل لفيسبوك في هذه المرحلة أن ينقسم الخصوم حول أفضل التدابير لمعالجة هذه المخاوف.
ومع ذلك، فإن مديري الشركة التنفيذيين ليس لديهم رفاهية الوقت للرد، وذلك إذا كانوا يريدون تجنب إجماعا سياسيا ضدهم وردا على ما تقوم به فيسبوك.

