
قطار من الأقمار الصناعية من مهمة ستارلينك 24 التابعة لشركة ستارلينك SpaceX فوق النمسا في مايو 2021
دمرت عاصفة شمسية مؤخرا ما لا يقل عن 40 قمرا اصطناعيا لشركة “سبيس إكس”. وتعد هذه أكبر خسارة جماعية لأقمار اصطناعية بسبب عاصفة شمسية، بعدما أخفقت جهود الشركة في إنقاذ الأقمار.
قالت شركة تقنيات استكشاف الفضاء والمَعْروفَة تجارياً باسم “سبيس إكس”، إن عاصفة مغناطيسية أرضية نجمت عن تدفق إشعاعي ضخم من الشمس دمرت ما لا يقل عن 40 من بين 49 قمرا أطلقتها الشركة في الآونة الأخيرة، ضمن شبكتها لاتصالات الإنترنت ستارلينك.
أدى الحادث المغنطيسي الأرضي إلى عودة الأقمار الصناعية لشبكة ستارلينك إلى الغلاف الجوي للأرض ، حيث احترقت، مما سيكلف الشركة حوالي 100 مليون دولار.
على مدى السنوات الثلاث الماضية، نشرت سبيس إكس آلاف الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض كجزء من أعمالها لإرسال خدمة الإنترنت عالية السرعة من الفضاء. لكن نشر الشركة الأخير لـ49 قمرا صناعيا جديدا بعد إطلاقه في 3 فبراير لم يسر كما هو مخطط له.
وقال جوناثان ماكدويل عالم الفيزياء الفلكية بمركز هارفرد سميثونيان، إن من المعتقد أن الحادث يشكل أكبر خسارة جماعية لأقمار اصطناعية بسبب عاصفة مغناطيسية واحدة. وذكرت الشركة في إعلان نُشر على موقعها الإلكتروني يوم الثلاثاء 8 فبراير، أن العاصفة ضربت الأقمار يوم الجمعة 4 فبراير 2020، بعد يوم من إطلاقها إلى مدار “منخفض” مؤقتا على ارتفاع حوالي 210 كيلومترات من الأرض.
وأوضحت “سبيس إكس” أنها تنشر الأقمار بشكل اعتيادي في مثل تلك المدارات المنخفضة في البداية حتى يتسنى لها السقوط والعودة سريعا وبسلام إلى الأرض والاحتراق عند الدخول إذا تم رصد عطل أثناء عمليات الفحص الأولي للنظام.
غير أن الشركة لم توضح ما إذا كانت قد توقعت شدة ظروف الطقس الفضائي التي تعرضت لها، والناجمة عن عاصفة شمسية قبل ذلك بأيام، عندما أطلقت أحدث دفعة من أقمارها الصناعية التي تضم 49 قمرا. ووفقا لسبيس إكس، فقد زادت سرعة وشدة العاصفة الشمسية من كثافة الغلاف الجوي بشكل كبير عند مدار الأقمار الصناعية المنخفض، مما تسبب في زيادة حدة الاحتكاك أو السحب وأدى لتدمير 40 منها على الأقل.
حادث غير مسبوق

التوهجات الشمسية المنبعثة من الشمس في عام 2014
وأضافت الشركة أن مشغلي شبكة ستارلينك حاولوا توجيه الأقمار إلى “وضع آمن” للتحليق بشكل يسمح بتقليل السحب”، إلا أن تلك الجهود “أخفقت مع معظم الأقمار الاصطناعية، مما دفعها للانزلاق إلى مستويات أدنى من الغلاف الجوي حيث احترقت عند العودة”.
وأضاف ماكدويل أن “هذا أمر لم يسبق له مثيل على حد علمي”. وذكر أنه يعتقد أن هذه “أكبر خسارة منفردة من الأقمار الصناعية بسبب عاصفة شمسية، وأول تعطيل جماعي لأقمار نتيجة زيادة كثافة الغلاف الجوي”.
وأطلقت “سبيس إكس”، شركة صواريخ الفضاء التي تتخذ من لوس أنجلوس مقرا والتي أسسها الملياردير إيلون ماسك، مئات الأقمار الاصطناعية الصغيرة إلى المدار منذ عام 2019 في إطار شبكة ستارلينك لخدمات الإنترنت فائق السرعة.
وقال ماسك على تويتر في 15 يناير الماضي إن الشبكة تضم 1469 قمرا نشطا، وإن 272 تنتقل إلى مدارات تشغيل.
وقالت الشركة إنها تتصور في نهاية المطاف نشر قرابة 30 ألف قمر اصطناعي، ارتفاعا من 12 ألفا كانت تخطط لها سابقا.
مخاطر شميسة قادمة

صاروخ فالكون 9 الذي حمل الأقمار الصناعية المنكوبة إلى الفضاء من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا يوم 3 فبراير
سلط الحادث الضوء على المخاطر التي تواجهها العديد من الشركات التي تخطط لوضع عشرات الآلاف من الأقمار الصناعية الصغيرة في المدار لتوفير خدمة الإنترنت من الفضاء.
ومن المحتمل أن يؤدي المزيد من الانفجارات الشمسية إلى إخراج بعض الأقمار الصناعية المدارية المنتشرة حديثًا من السماء.
للشمس دورة مدتها 11 عامًا تتأرجح فيها بين حالات النشاط المفرط والهادئ. في الوقت الحالي، يرتفع إلى ذروته والتي من المتوقع أن تصل حوالي عام 2025.
كانت النوبة الشمسية الأخيرة معتدلة نسبيًا وفقًا لمعايير الشمس.
قال هيو لويس، خبير الحطام الفضائي في جامعة ساوثهامبتون في إنجلترا: “لدي ثقة كاملة في أننا سنشهد حدثًا شديدًا في الدورة القادمة، لأن هذا عادة ما يحدث خلال ذروة الطاقة الشمسية”.
إذا كان الانفجار الأخير الذي أطلق عليه “ميلكويتاست” قادرًا على تدمير 40 قمراً صناعياً من منظومة ستار لينك التي تم وضعها على ارتفاعات مدارية منخفضة، فإن العاصفة الشمسية الأكثر قوة لديها القدرة على إلحاق ضرر أكبر بالمنظومات الفضائية لشركة سبيس إكس والشركات الأخرى.
المصدر: رويترز – نيويورك تايمز