
السيارات الكهربائية قد تكون وسيلة للتغلب علي ارتفاع اسعار البنزين
كما تشحن الموبايل أثناء وجودك مساءً في البيت، اشحن سيارتك وانطلق لبدء يوم جديد.
بدأت الدول العربية تتلمس طريقها لنشر استخدام السيارات الكهربائية؛ كي تتمكن من اللحاق بالتوجه العالمي نحو طاقة نظيفة ضمن مساعي مكافحة الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاثات الوقود الأحفوري، وربما ساهمت أزمة عدم توافر الوقود وغلاء أسعاره في هذا التوجه.
رفاهية أم توفير؟
يمتلك محمد عمر، من مصر، سيارة كهربائية منذ بداية السنة ويقول أنها تمثل له توفيرالوقت وراحة البال: “لقد قدت السيارة 16 ألف كم ولم أضطر لأي صيانة حتى الآن، إذ ليس هناك عامل احتراق الوقود الذي يستلزم الكثير من الصيانة في السيارات العادية”. ويضيف: “كلفتني كهرباء بقيمة حوالي 1000 جنيه مصري (حوالي 54 دولارا أمريكيا) على مدى 3 شهور”.
لكن محمد يحذر مما يعتبره عيباً وحيداً لهذا النوع من السيارات: “يمكن للسيارة أن تقطع مسافة 300 – 650 كم إذا كانت بطاريتها كاملة الشحن، وهو ما لا يناسب من يتنقل بمسافات طويلة خارج المدن بشكل دائم”.
ويحكي لنا عفيفي كمال، من مصر كذلك، عن تجربته: “اشتريت سيارة كهربائية لأنها أعجبتني عندما جربتها مع الأصدقاء عندما كنت في الإمارات”.
وفي مقارنة لاستخدام السيارات يشرح لنا عفيفي: “سيارتي كانت تويوتا كورولا تعمل بالوقود وكانت تكلفني ٣٧ ألف جنيه مصري سنوياً رغم أني لا أقطع مسافات طويلة، واشتريت سيارتي الكهربائية هذه عام 2011 بـ 400 ألف جنيه، لكن رغم أنك قد ترى الثمن غال إلا أنني أوفر على المدى البعيد الاستهلاك الكبير للوقود في السيارة العادية”.

سيارات كهربائية تزود المنزل بالكهرباء
زياد العمري من دبي، يرى أنه لا داعي من التخوف من كلفة هذه السيارات الجديدة موضحاً: “الاستخدام هو نفسه مثل سيارات الوقود وترتبط التكلفة بنوع السيارة نفسها، والشركات تعطيك ضماناً للبطاريات يصل لمدة ١٠ سنوات وهذا بحد ذاته يمنحك راحة البال، كما أن كافة الخدمات مؤمنة في الشركات الخاصة بهذه السيارات”.
لكن المستخدمين أكدوا جميعاً ضرورة وجود محطة شحن إلى جانب المنزل لتكون المحطة الأساسية قبل الانطلاق في الرحلة اليومية، فيتم شحن المركبة طوال الليل بشكل كامل. ويأتي دور محطات الشحن المتوافرة على الطريق كمجرد دعم أثناء الرحلة عند الحاجة والتي يستعين سائقو هذه السيارات بالتطبيقات للوصول إلى الأقرب موقعاً من بينها بالنسبة لهم.
السوق العربية
كشف تقرير صادر عن مجلس صناعات الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتصدر دول المنطقة في اعتماد السيارات الكهربائية.
وذكر التقرير أن معدل محطات شحن المركبات الكهربائية في الإمارات من بين الأعلى على مستوى العالم. حيث أسست 240 محطة بطيئة الشحن ترتبط بشبكة الطاقة العامة، 80% منها في إمارة دبي.
وكان للمملكة السعودية خطوة هي الأولى من نوعها في إنشاء أول مجمع سكني تم تركيب محطة شحن للسيارات الكهربائية فيه عام 2018 وهو مجمع “ديار السلام” في مدينة جدة، وذلك بالتعاون مع شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية المتخصصة العاملة في مجال التحول الرقمي وإدارة أتمتة الطاقة.
وقالت الشركة إن المشروع بدأ التخطيط له منذ الربع الثالث من العام الماضي، كمبادرة من سلطان بترجي القابضة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 في تحقيق التنمية المستدامة في مجال استثمارات التطوير العقاري؛ وتم تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة التطوير العقاري Lifestyle Developers وشركة IHCC للمقاولات.
وأدخلت المملكة الأردنية على مدى السنوات العشر الماضية ما يفوق 24 ألف سيارة كهربائية حيز الاستعمال. وأقامت أول مرافق للبنى التحتيّة للشحن الكهربائيّ، وجمعيّة تعاونية للسيارات الكهربائيّة.
وتلتزم المملكة بالمساهمة في تحقيق خفض بنسبة 14 في المئة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراريّ بحلول عام 2030، والمساهمة في تخفيض تكلفة الطاقة على المستهلك وعلى قطاع النقل بشكل عام، إذ يستهلك هذا القطاع نحو 47 في المئة من الطاقة الإجمالية في المملكة حسب وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
تحديات القطاع
حمد المزروعي، صاحب شركة (one click drive) لتأجير السيارات يؤكد لنا تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية في الإمارات قائلاً: “يقبل المقيمون والسياح على حد سواء على السيارات الكهربائية، ويمكن حجز سيارة كهربائية للإيجار عن طريق تطبيق شركتنا بغاية السهولة، وهنالك خيار للاستئجار اليومي أو الشهري”.
وحدثنا مازن هارون، عضو مجلس إدارة شركة غلوبال تريد غروب في مصر من جهته حول الإقبال على السيارات الكهربائية في بلده والصعوبات التي واجهها كرجل أعمال: “اقتناء مثل هذه السيارات هو ثقافة جديدة بالنسبة للناس لكنها بدأت تنتشر بشكل تدريجي. حتى بالنسبة لتعرفة المرور والترخيص كان أمراً صعباً في البداية، لكن السيارات الكهربائية اليوم باتت مثل باقي السيارات العادية من حيث تأمين الترخيص”.