
اتهمت “ويتش؟” كلاً من “فيسبوك” و”جوجل” و”تراست بايلوت” بالفشل في القيام بما يكفي لمنع ظهور التقييمات المزيفة على منصاتها
وجد تحقيق أجرته مجموعة “ويتش؟” ?Which المعنية بحقوق المستهلك أن صناعة مزدهرة من المراجعات والتقييمات الإيجابية المزيفة تظهر على معظم المواقع
كشفت مجموعة “ويتش؟ المعنية بحقوق المستهلك في بريطانيا عن أن صناعة ضخمة من المراجعات أو التوصيات (reviews) المزيفة المدفوعة تتغلغل إلى كبريات المنصات، على غرار “فيسبوك” و”جوجل” و”تراست بايلوت” (Trustpilot).
وكجزء من تحقيق أجري في المسألة قالت “ويتش؟” إنها تمكنت بكل سهولة من استخدام وسيط للمراجعات المزيفة لتزويد عدد كبير من المراجعات الإيجابية المزيفة لشركة وهمية على المنصات الثلاث السابقة.
وقالت مجموعة حماية المستهلك أن أحد الوسطاء أخبرها بأنه أنشأ حوالي 16 ألف مراجعة لأكثر من 550 مستهلكاً حول العالم، وهذا مؤشر إلى قطاع حيوي لا يتم التعامل معه بشكل مناسب من قبل عمالقة التكنولوجيا.
واتهمت المجموعة كلاً من “فيسبوك” و”جوجل” و”تراست بايلوت” بأنها فشلت في اتخاذ التدابير اللازمة لمنع المراجعات المزيفة على منصاتها، وقالت إنها كانت بطيئة في التحرك للتخلص من المراجعات والحسابات التي تم الإبلاغ عنها في بعض الحالات، مضيفة أن عدداً من الشركات التي وجدت “ويتش؟” بأنها تستخدم مراجعات مزيفة بقيت أعمالها متاحة على الإنترنت.
وفي تسليط الضوء على حجم المسألة أشارت “ويتش؟” إلى أنه تمت إزالة ما يفوق الـ 1000 مراجعة من قبل المنصات الثلاث في أعقاب هذا التحقيق.

التقييمات المزيفة على منصات الإنترنت
ففي خطاب الملكة في شهر مايو الماضي حددت الحكومة خططاً لوضع مشروع قانون للسوق الرقمية والمنافسة وحقوق المستهلك، من شأنه أن يتضمن إجراءات صارمة لمواجهة المراجعات المزيفة، وهو أمر حثت “ويتش؟” رئيس الحكومة المقبل على رفعه إلى البرلمان من دون تأخير عندما يتولى رئاسة الوزراء في الخريف.
وفي السياق قال روسيو كونشا مدير السياسة والتوعية في منظمة “ويتش؟” “فشلت” فيسبوك وجوجل‘ تراست بايلوت‘ في القيام بما يلزم لإيقاف صناعة التقييمات الزائفة التي كانت تزدهر وتجني الأموال من المراجعات المضللة للمستهلكين على مدى سنوات”. وكانت “فيسبوك” في شكل خاص بطيئة بشكل متكرر في التحرك لمعالجة هذه المراجعات المزيفة، وأظهرت لامبالاة تامة تجاه المستهلكين الذين يودون قراءة مراجعات حقيقية وموثوقة.
وأضاف قائلاً “حددت الحكومة خطة لوضع قانون للأسواق الرقمية والمنافسة والمستهلكين من شأنه أن يمنح هيئة المنافسة والأسواق سلطات أقوى لحماية المستهلكين من سيل المراجعات المزيفة، ومن الضروري أن يقوم رئيس الحكومة الجديد برفع مشروع القانون هذا إلى البرلمان من دون أي تأخير”.
فيسبوك والنشاط الاحتيالي

قال أحد مقدمي التقييمات المزيفة علي فيسبوك أن الشبكة لا تكتشف اعمالهم الاحتيالية
وفي رد على هذه القضية قال متحدث باسم شركة “ميتا” وهي الشركة الأم لـ “فيسبوك”، “نقوم بالتحقق من الحسابات التي تم لفت انتباهنا إليها، ولقد كرسنا كثيراً من الوقت والموارد لمعالجة هذه المسألة وسنستمر في القيام بذلك، فالنشاط الاحتيالي والمضلل أمر غير مسموح به على منصاتنا، بما في ذلك تقديم مراجعات مزيفة أو المتاجرة بها، وتعمل فرق الأمن والحماية لدينا باستمرار للمساعدة في تجنب هذه الممارسات، كما أننا أرسلنا مزيداً من طلبات التحقق من تلك الحسابات التي استرعت انتباهنا”.
خدمات جوجل والمحتوي المضلل

مقدمي التقييمات المزيفة واثقون من أن عملياتهم آمنه ولا يتم اكتشافها
وفي سياق متصل قال متحدث باسم “جوجل”، “نستثمر بشكل كبير في بناء التقنيات ومأسسة الممارسات التي من شأنها مساعدة الاشخاص على إيجاد معلومات موثوقة على محرك البحث “جوجل”، مضيفاً “سياساتنا تنص بشكل واضح أنه يجب على المراجعات أن ترتكز على تجارب حقيقية،
وعندما نجد انتهاكاً لهذه السياسة نتخذ إجراءات سريعة تتراوح بين إزالة المحتوى إلى تعليق الحساب وحتى السير في دعاوى قضائية، ونستخدم مزيجاً من المشغلين البشريين والتكنولوجيا الرائدة في هذا المجال كي نراقب عن كثب على مدار الساعة المحتوى المضلل، ونشجع المستخدمين وأصحاب الأعمال على إبلاغنا بأي نشاط يدعو إلى الشك مما سيساعدنا في إبقاء المعلومات على ’ خرائط جوجل‘(Google Maps) دقيقة وموثوقة”.
وتابع المتحدث باسم “جوجل” أنه “على الرغم من أن الغالبية الساحقة من المراجعات على منصتنا حقيقية وموثوقة، فإن مجهودنا بالبقاء متقدمين على المحتالين لا ينجح أبداً، وفي هذه الحال تستمر فرقنا في إجراء التحقيقات وإزالة المحتوى وحجب الحسابات المرتبطة بالنشاط الاحتيالي الماكر”.
جهود تراست بايلوت ضد التلاعب
من جهتها، قالت “تراست بايلوت”، “تشهد مسألة المراجعات المزيفة تطوراً مستمراً، بيد أن ’تراست بايلوت‘ تعمل باستمرار لضمان اتخاذ الخطوات الملائمة ضد محاولات التلاعب بالمراجعات على موقعنا، بما في ذلك عندما تكون تلك المراجعات مكتوبة من قبل بائعي المراجعات، وخلال الأشهر الـ 18 الماضية أدخلنا تكنولوجيا جديدة تتيح لنا بأن نفهم الأنماط المعقدة لإساءة الاستخدام المحتملة،
ولتتبعها بهدف تحديد بائعي المراجعات ومشتريها، وأتاح لنا هذا الأمر إطلاق إجراءات قانونية ضد الشركات التي تشتري المراجعات المزيفة والعمل مع منصات التواصل الاجتماعي الأخرى للتخلص من بائعي تلك المراجعات، وفضلاً عن ذلك نقدم حالياً خياراً إضافياً للمستهلكين لكي يتحققوا من هويتهم على ’ تراست بايلوت‘ ونسعى إلى اتخاذ خطوات إضافية في هذه المجالات خلال المستقبل”.
وأضافت المنصة، “سبق أن خضع العديد من الأعمال المرتبطة بالتحقيق الذي أجرته ’ويتش؟‘لعمليات إنفاذ القانون من قبل ’ تراست بايلوت‘ حتى قبل أن تقوم ’ويتش؟‘بإبلاغنا عنها، بعد أن تم تحديد النشاط الاحتيالي من قبل برمجياتنا لكشف الاحتيال، ونستمر في مراقبة نشاط الأعمال على ’ تراست بايلوت‘ ولن نتردد في اتخاذ خطوات وتدابير أقوى عند الضرورة في حال استمر المحتالون في استغلال منصتنا”.
المصدر: إندبندنت