تحطمت مركبة فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يوم الأثنين 26 سبتمبر في صخرة فضائية بهدف إظهار كيف يمكن لكويكب يهدد الأرض أن ينحرف عن مساره بعيدا عن كوكبنا.

وقعت الضربة الفضائية في كويكب غير ضار على بعد 11.3 مليون كيلومتر، مع مركبة فضائية تسمى دارت تصطدم بالصخور الفضائية بسرعة 22,500 كيلومتر في الساعة.

تم إطلاق المركبة الفضائية “دارت Dart” وهو اختصار لـ Double Asteroid Redirection Test، وهي بحجم ثلاجة منزلية، في نوفمبر الماضي إلى هدفها باستخدام تقنية جديدة طورها مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، وهو يصمم المركبات الفضائية ويدير المهمة.

توقع العلماء أن يؤدي الاصطدام إلى إحداث فوهة بركان، وإلقاء تيارات من الصخور والركام في الفضاء، والأهم من ذلك، تغيير مدار الكويكب.

اتجهت التلسكوبات حول العالم وفي الفضاء إلى نفس النقطة في السماء لالتقاط المشهد. على الرغم من أن التأثير كان واضحًا على الفور، توقفت إشارة “دارت” اللاسلكية فجأة، سيستغرق الأمر ما يصل إلى شهرين لتحديد مدى تغيير مسار الكويكب.

ليس فيلم سينمائي

إنها موقف الحبكة الدرامية لأكثر من فيلم سينمائي في هوليوود، كويكب مارق يندفع نحو الأرض، مهددًا بأمواج تسونامي ودمار شامل وموت كل إنسان على هذا الكوكب. لدى البشرية فرصة واحدة لإنقاذ نفسها بأبطال شجعان يضحون بأنفسهم يقودون مركبة فضائية إلى الكون لتدمير الكويكب.

قام مدير ناسا بيل نيلسون بتذكير الناس في وقت سابق من يوم الثلاثاء 27 سبتمبر عبر تويتر “لا، هذه ليست حبكة سينمائية”. وأضاف في مقطع فيديو مسجّل مسبقًا: “لقد رأيناها جميعًا في أفلام مثل” Armageddon “، لكن المخاطر في الحياة الواقعية كبيرة”.

كانت المهمة التي تبلغ تكلفتها 325 مليون دولار هي المحاولة الأولى لتغيير مسار كويكب أو أي جسم طبيعي آخر في الفضاء.

كيف تتكون الكويكبات

الكويكبات في نظامنا الشمسي هي بقايا صخرية لكوكب لم يلتحم قط. قبل أن يتمكنوا من التجمع معًا، حطمهم قوي الجاذبية لكوكب المشتري، ثم بعثرتهم في أنحاء الفضاء.

هذا يعني أنها أجزاء صخرية نقية تقريبًا، لم تتغير إلى حد كبير في الـ 4.5 مليار سنة الماضية، وتقدم تلميحات لما كان عليه النظام الشمسي قبل وجود الكواكب.

عندما ضربت المركبة الفضائية “دارت DART” القمر الصغير ديمورفوس الذي يبلغ طوله 160 متر، كان مضمونًا تغيير مسار الكويكب بسبب القوانين الفيزيائية الأساسية للحفاظ على الطاقة والزخم momentum.

إذا لم يتغير مداره حول كويكب ديديموس على الإطلاق بعد الاصطدام، فسيتم دحض قوانين نيوتن للحركة، وهذا لم بحدث.

ناسا واثقة من نجاح الضربة الفضائية

أعرب مسؤولو ناسا عن تفاؤلهم بأن المركبة الفضائية دارت DART لن تخطئ هدفها.

قال ليندلي جونسون، مسئول دفاع الكواكب في ناسا خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: “أنا واثق جدًا من أننا سنضرب يوم الاثنين 26 سبتمبر، وسوف يكون ذلك نجاحًا كاملاً”.

ليست المقذوفات مثل “دارت DART” هي الطريقة الوحيدة لتحويل مسار كويكب.

قال ليندلي جونسون، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: “تمت دراسة مفاهيم أخرى”. “لدينا قائمة من ثلاثة أو أربعة حلول أخري نود اختبارها في المستقبل.”

وقالت إيلينا آدامز مسؤولة التحكم في المهمة الفضائية “دارت” في مؤتمر صحفي، “بقدر ما يمكننا أن نقول، كان اختبارنا الأول لدفاع الكواكب ناجحًا”، وامتلأت الغرفة بالتصفيق. “أعتقد أن أبناء الأرض يجب أن يناموا بشكل أفضل. بالتأكيد سأفعل. “

---

خاص: إيجيبت14

المصدر: نيويورك تايمز – AP – CNN