الماكينات العملاقة التي تنتج الأجزاء المعدنية في أرضية هذا المصنع لا تدق أو تصدر أصواتًا أو تصدر أي ضجيج آخر يرتبط عادةً بالتصنيع الثقيل.

قال جون هارت، المؤسس المشارك لشركة VulcanForms، وهي شركة ناشئة للطباعة ثلاثية الأبعاد نشأت من أبحاثه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا القريب: “يبدو الأمر وكأنه مركز بيانات وليس مصنع”.

ترغب الإدارة الأمريكية في إعادة تشكيل الاقتصاد الصناعي الأمريكي.

شركة VulcanForms، التي جمعت مؤخرًا تمويل قدره 355 مليون دولار، تجسد نوع التصنيع – المتطور والنظيف والمستقبلي – الذي يحتاج إلى الازدهار لتحقيق هذا الطموح.

أدت موجة من المبادرات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك المليارات المخصصة لمصانع أشباه الموصلات وغيرها من التقنيات المتقدمة، إلى رفع مكانة قطاع التصنيع بطريقة لم يخطر ببال أحد أنها ممكنة منذ وقت ليس ببعيد.

يقترح البعض أن الولايات المتحدة مهيأة لنهضة صناعية، مدعومة بما يظهر كسياسة صناعية فعلية، وهو نهج تنمية اقتصادية واسع الاستخدام في أجزاء كثيرة من العالم ولكنه غائب إلى حد كبير في الولايات المتحدة حيث يرى أنصار السوق الحرة.

والآن، حتى العديد من الجمهوريين الذين كانت معارضتهم لاستراتيجيات “التخطيط المركزي” هذه لفترة طويلة سمة حزبية مميزة، ألقوا بقبعاتهم في تلك الحلقة في أعقاب صعود دونالد ترامب كزعيم لهم وشعاره “أمريكا أولاً”.

تقوم VulcanForms ببناء الأجزاء المعدنية عن طريق وضع طبقات على المواد ودمجها معًا شيئًا فشيئًا – بدلاً من قطعها من كتل معدنية أو تصنيعها في مسابك المعادن.

ومن هنا أرضية الإنتاج الهادئة. تقوم كل من الآلات العشر المصطفة في مصنع VulcanForms بتحويل 150 شعاع ليزر منفصلة في صندوق مغلق، حيث تقوم ماكينة معلقة علي خامل بالتحرك ذهابًا وإيابًا بسرعة عالية، مما يشكل طبقات لا يزيد سمكها عن شعرة الإنسان لصناعة الأجزاء المطلوبة.

لقد صنع المصنع كل شيء بدءًا من تركيبات الأسنان الطبية وكاتم الأصوات للمسدسات إلى قوالب الإطارات وأجهزة تبريد الكمبيوتر.

توفر شركة VulcanForms قطعًا لعشرات البرامج الدفاعية، بما في ذلك الطائرة المقاتلة اف-35 الأحدث في الترسانة الأمريكية.

قال جريج رايشو، رئيس التصنيع السابق لشركة تسلا وشريك عام في شركة Eclipse Ventures، شركة الأسهم الخاصة التي استثمرت في VulcanForms، إن المصانع مثل هذه يجب أن تساعد في تجنب صدمات سلسلة التوريد التي شوهدت في العامين الماضيين، عندما عانت العديد من شركات التصنيع الأمريكية من أجل الحصول على قطع غيار من المصانع في الخارج أثناء وباء كورونا.

قال رايشو: “يمكنك بناء أجزاء للموبيلات في يوم من الأيام، وفي اليوم التالي تنتج قطع غيار الطائرات، وبالتالي فإن هذا يزيد بشكل كبير من كفاءة وسرعة التصنيع.”

من المؤكد أن نهج الولايات المتحدة في تعزيز الصناعات مثل التصنيع المضاف additive manufacturing لا يرقى إلى مستوى السياسات الشاملة لمنافس دولة مثل الصين.

تظل السياسات الأمريكية مجزأة، تستهدف التمويل الذي يمكن أن يسقط بسهولة في ظل إدارة مستقبلية، وتعوقه توقعات مستثمري القطاع الخاص في الولايات المتحدة.

عادة ما يطلب المستثمرون الأمريكيون عائدات أعلى على الاستثمارات من نظرائهم في أجزاء أخرى من العالم، مما يحد من مقدار الدعم الحكومي السخي الذي يمكن أن يوجه القرارات بشأن المصانع الجديدة.

---

خاص: إيجيبت14

المصدر: رويترز