
مؤسس فيسبوك والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج يصل للإدلاء بشهادته خلال جلسة استماع مشتركة بين لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ واللجنة القضائية بمجلس الشيوخ حول فيسبوك في كابيتول هيل في واشنطن العاصمة الأمريكية
قبل عام، قبل أن تتحول فيسبوك إلى ميتا، كانت شركة وسائل التواصل الاجتماعي تمتلك قيمة سوقية تبلغ تريليون دولار، مما يجعلها في منطقة مميزة نادرة مع حفنة من عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة.
اليوم يبدو المشهد مختلفًا كثيرًا. فقدت ميتا حوالي ثلثي قيمتها منذ أن بلغت ذروتها في سبتمبر 2021. يتداول السهم عند أدنى مستوى له منذ يناير 2019 وهو على وشك إنهاء الربع الثالث على التوالي من الخسائر التي تزيد عن 10%. فقط 4 أسهم في مؤشر S&P 500 تمر بسنة أسوأ من ميتا.
تم بناء نموذج أعمال فيسبوك على تأثيرات الشبكة، يدعو المستخدمون أصدقائهم وأفراد عائلاتهم، الذين يخبرون زملائهم، الذين يدعون أصدقاءهم. فجأة اجتمع الجميع في مكان واحد.
تبع المعلنون ذلك، ووفرت أرباح الشركة التي أعقبت نجاح النموذج السابق وكانت وفيرة، رأس المال لتوظيف أفضل المهندسين وأكثرهم مهارة للحفاظ على استمرار دورة عمل الشبكة الاجتماعية.
لكن في عام 2022، انعكست الدورة.
المستخدمون يغادرون الشبكة ويقلل المعلنون إنفاقهم، مما معاناة شركة “ميتا” وهي تستعد الآن للإبلاغ عن انخفاضها الثاني على التوالي في الإيرادات الفصلية.
بدأت مواقع الإنترنت في إلغاء أيقونة الدخول علي فيسبوك من علي صفحاتها (التي كانت واسعة الانتشار) بعد أن أصبحت الشبكة أقل أهمية.
جذب مهندسين جدد للشركة أصبح تحديًا جديدا، خاصة وأن المؤسس والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج يقضي معظم وقته في الدعوة إلى عالمها الجديد ميتافيرس، والذي قد يكون مستقبل الشركة ولكنه لا يمثل أيًا من إيراداتها على المدى القريب ويكلف بناؤها مليارات الدولارات سنويًا.
ميتافيرس الحلم أم الوهم
قال زوكربيرج إنه يأمل في أن تصل شبكة ميتافيرس خلال العقد المقبل إلى “مليار شخص” و “تستضيف مئات المليارات من الدولارات من التجارة الرقمية”.
وقال لمراسل CNBC جيم كرامر في يونيو الماضي إن “النجم الجديد” سيصل إلى هذا النوع من الأرقام بحلول نهاية العقد وإنشاء “اقتصاد هائل” حول السلع الرقمية.
المستثمرون ليسوا متحمسين حيال ذلك، والطريقة التي يتخلصون بها من الأسهم تجعل بعض المراقبين يتساءلون عما إذا كان الضغط الهبوطي هو في الواقع دوامة موت لا يمكن لشركة “ميتا” التعافي منها.
لا أحد يتوقع أن تكون فيسبوك معرضة لخطر الإفلاس. لا تزال الشركة تحتل موقعًا مهيمنًا في إعلانات أجهزة الموبايل ولديها أحد أكثر نماذج الأعمال ربحية على هذا الكوكب.
حتى مع انخفاض صافي الدخل بنسبة 36٪ في الربع الأخير من العام السابق، حققت “ميتا” أرباحًا بقيمة 6.7 مليار دولار أمريكي وأنهت الفترة بأكثر من 40 مليار دولار سيولة نقدية وأوراق مالية قابلة للتداول.

التدهور في سعر سهم شركة ميتا خلال عام 2022
هل انتهت قصة النجاح؟
تكمن مشكلة البورصة الأمريكية مع فيسبوك في أنها لم تعد قصة نمو.
حتى عام 2021، هذا هو الشيء الوحيد المعروف عن الشبكة.
كان العام الأبطأ في نمو الإيرادات للشركة هو عام 2020 بسبب وباء كورونا، حيث استمرت الشركة في التوسع بنسبة 22٪.
يتوقع المحللون هذا العام انخفاضًا في الإيرادات.
انخفض عدد المستخدمين النشطين يوميًا في الولايات المتحدة وكندا في العامين الماضيين، من 198 مليونًا في منتصف عام 2020 إلى 197 مليونًا في الربع الثاني من هذا العام.
على الصعيد العالمي، ارتفعت أعداد المستخدمين بنحو 10٪ومن المتوقع أن تزيد بنسبة 3٪ سنويًا حتى عام 2024، وفقًا لتقديرات FactSet.

أنفقت شركة ميتا-فيسبوك مليار دولار علي خدمة فيسبوك ريلز Reels لمنافسة تيك توك
أين ستذهب الأجيال القادمة؟
قال جيريمي بوندي، الرئيس التنفيذي لشركة تسويق التطبيقات Liftoff: “لا أرى أن فيسبوك تصعد من حيث التدفقات النقدية في السنوات القليلة المقبلة، لكني أشعر بالقلق فقط من أنهم لن يفوزوا بالجيل القادم”.
الجيل التالي، كما يصفه بوندي، ينتقل الآن إلى تيك توك، حيث يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة سريعة الانتشار ومشاهدتها، بدلاً مشاهدة الصخب عن أحداث سياسية ماضية يتبادلها الأقارب البعيدين الذين ارتبطوا بهم عن طريق الخطأ على فيسبوك.
تحاول ميتا تقليد نجاح تيك توك من خلال عرض الفيديو القصير المسمى Reels، والذي كان محط تركيز كبير عبر فيسبوك و إنستاجرام.
هل تستطيع ميتا منافسة تيك توك؟
تخطط ميتا لزيادة كمية مقاطع الفيديو القصيرة التي ترشحها خوارزميات إنستاجرام فيدز للمستخدمين من 15٪ إلى 30٪، ويتوقع بوندي أن الشركة ستحصل على الأرجح على “تدفق إيرادات كبير من هذا التغير في الخوارزميات”.
ومع ذلك، تقر فيسبوك بأنه لا يزال الوقت مبكرًا لتحقيق الدخل من “ريلز Reels”، ولم يتضح بعد مدى قدرة هذه التكنولوجيا علي جذب المعلنين.
قالت شيريل ساندبرج، التي غادرت الشركة يوم الجمعة 30 سبتمبر بعد أكثر من 14 عامًا كرئيس تنفيذي للعمليات، حيث قالت في يوليو الماضي أن مقاطع الفيديو أصعب من الصور من حيث قياس مدي نجاح الإعلان، وأن فيسبوك يجب أن يُظهر للشركات كيفية استخدام الأدوات الإعلانية مع تكنولوجيا “ريلز”.
قال ساندبرج: “أعتقد أنه هذه التكنولوجيا واعدة للغاية، لكن أمامنا الكثير من العمل الشاق”.
خاص: إيجيبت14
المصدر: CNBC