بعد أشهر من الجدال، والدعاوى القضائية، والتشهير، والإساءات، والبدء في إجراءات محاكمة للفصل في دعاوي قضائية، يمتلك إيلون ماسك الآن موقع تويتر.

أنهى إيلون ماسك ليلة الخميس 27 أكتوبر صفقته البالغة 44 مليار دولار لشراء شبكة التواصل الاجتماعي.

كما بدأ أيضًا في تنظيف المنزل، حيث تم طرد ما لا يقل عن 4 من كبار المسؤولين التنفيذيين على تويتر، بما في ذلك الرئيس التنفيذي والمدير المالي، اعتبارا من يوم الخميس 27 أكتوبر.

وصل إلون ماسك إلى مقر تويتر في سان فرانسيسكو يوم الأربعاء 26 أكتوبر والتقى بالمهندسين والمديرين التنفيذيين للإعلانات.

إن إغلاق الصفقة الذي أعقب شهورًا من الدراما والتحديات القانونية عندما غير إيلون ماسك رأيه بشأن شراء الشركة، ووضع تويتر في مسار من عدم اليقين في المستقبل.

قال إيلون ماسك، الذي وصف نفسه بـ “المدافع عن حرية التعبير المطلقة”، إنه يريد جعل منصة وسائل التواصل الاجتماعي مكانًا أكثر حرية لجميع أنواع التعليقات وأنه سوف “يلغي الحظر الدائم” عن حسابات الرئيس السابق دونالد ترامب في الشبكة.

تأثير الصفقة علي الانتخابات الأمريكية

قالت صحيفة نيويورك تايمز: يمكن أن يؤدي نهج إيلون ماسك المنفتح في الحديث على تويتر إلى تفاقم المشكلات المستمرة منذ فترة طويلة من المحتوى السام والمعلومات المضللة، مما يؤثر على المناقشات السياسية في جميع أنحاء العالم.

ستأتي الاختبارات المبكرة في غضون أيام، عندما تنتخب البرازيل رئيسها ويذهب الناخبون الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في 8 نوفمبر لإجراء انتخابات التجديد النصفي.

قال موقع تويتر إنه سيحظر الادعاءات المضللة حول التصويت ونتائج الانتخابات، لكن ذلك كان قبل أن يمتلكها ماسك.

قال ديفيد كاي، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، الذي عمل مع الأمم المتحدة بشأن قضايا حرية التعبير، عن ملكية إيلون ماسك لموقع تويتر: “قد تكون هناك عواقب حقيقية على قيادته”. “إلى الحد الذي يرى قادة العالم أن لديهم هذه المساحة وأنها غير خاضعة للإشراف، يمكنهم الضغط لمعرفة إلى أي مدى يمكنهم الذهاب.”

وقد احتفل بعض الجمهوريين بالاستحواذ، الذين جادلوا بأن تويتر فرض رقابة على وجهات النظر المحافظة.

قال الباحثون إن قواعد تويتر ضرورية لمواجهة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة عبر الإنترنت. يشعر بعض المعلنين بالقلق من السماح لعلاماتهم التجارية بالظهور بجانب التغريدات المثيرة للجدل.

قال كولين كروويل ، الرئيس السابق للسياسة العامة العالمية في Twitter ، والذي ترك الشركة في عام 2019: “يدرك الناس في النهاية أن الغرب المتوحش يحتاج إلى شريف (ضابط شرطة)، سواء لضمان سلامة المواطنين ولكن أيضًا لتعزيز آفاق التجارة.”

تغيرات جذرية في إدارة الشركة

كما وعد إيلون ماسك بتغييرات جذرية أخرى في تويتر، بما في ذلك القيادة الجديدة، وخفض الوظائف، والسعي وراء طرق جديدة لكسب المال.

واجه موقع تويتر، الذي يقع مقره في سان فرانسيسكو ويعمل به أكثر من 7500 شخص، صعوبات في تنمية أعماله التجارية القائمة على الإعلانات وجذب مستخدمين جدد باستمرار.

كانت إقالة كبار المديرين التنفيذيين في الشركة يوم الخميس 27 أكتوبر علامة على أن ماسك يعتزم التحرك بسرعة.

سيعيد إيلون ماسك (51 عامًا) تشكيل تويتر دون الحاجة إلى الكشف عن كيفية أداء الشركة كل بضعة أشهر. من خلال جعل الشركة خاصة، لا يحتاج إلى الرد بانتظام على المساهمين ويمكنه إجراء تغييرات على الخدمة بعيدًا عن أعين المتطفلين.

إيلون ماسك، يدير أيضًا شركة تصنيع السيارات الكهربائية تسلا وشركة الصواريخ سبيس إكس.

إتمام الصفقة

كان إتمام الصفقة انتصارًا لمجلس إدارة تويتر. عندما وافق إيلون ماسك على دفع 54.20 دولارًا أمريكيًا للسهم للشركة في أبريل الماضي، واجه تويتر انتقادات لقبوله سعرًا منخفضًا للغاية.

ولكن مع تعثر الاقتصاد العالمي في الأشهر التالية وتراجع سهم تويتر، بدا أن سعر الصفقة كان مكسبًا للمساهمين، وسعى مجلس الإدارة إلى إجبار السيد ماسك على الالتزام بالاتفاقية.

فصل كبار المديرين

ومن بين المديرين التنفيذيين في تويتر الذين تم فصلهم يوم الخميس 27 أكتوبر، باراج أجراوال الرئيس التنفيذي، و نيد سيجال المدير المالي، و فيجايا جادي كبير المسؤولين التنفيذيين للشؤون القانونية والسياسات.

وقال شون إدجيت، المستشار العام، إن واحدًا على الأقل من المديرين التنفيذيين الذين تم فصلهم من العمل اصطحبوا إلى خارج مقر تويتر.

رحلة ماسك مع شبكة تويتر

بدأ إيلون ماسك، وهو أحد أكثر مستخدمي تويتر نشاطًا ولديه أكثر من 109 مليون متابع، في تجميع الأسهم في الشركة هذا العام.

في أبريل، أبرم صفقة لشراء الشركة مقابل 44 مليار دولار، وقال إنه سيرفع سياسات تعديل المحتوى في تويتر، ويقضي على البريد العشوائي والحسابات المزيفة، ويضيف ميزات جديدة ويوفر مزيدًا من الشفافية حول الخوارزميات المستخدمة للترويج للمحتوى.

قال في بيان في أبريل: “تتمتع تويتر بإمكانيات هائلة، أتطلع إلى العمل مع الشركة ومجتمع المستخدمين لإطلاق هذه الإمكانيات”.

لكن في غضون أسابيع، بدأ في التشكيك في الصفقة. انتقد إيلون ماسك المديرين التنفيذيين في تويتر المسؤولين عن قرارات المحتوى واتهم الشركة بالفشل في حساب حسابات البريد العشوائي والحسابات المزيفة بدقة على نظامها الأساسي.

عندما حاول باراج أجراوال، الرئيس التنفيذي لتويتر، دحض ادعاءات ماسك، رد السيد ماسك بتغريد رمز تعبيري مهين بصورة البراز.

بحلول شهر يوليو الماضي، قرر ماسك أنه لم يعد يريد امتلاك تويتر، بحجة أنه قد تم تضليله بشأن كمية الرسائل غير المرغوب فيها على المنصة. وأعلن عن نيته التخلي عن عملية الاستحواذ.

قامت شركة تويتر بمقاضاة ماسك لإجباره على تنفيذ الاتفاقية.

واتهمت الشركة ماسك بمحاولة التراجع عن الصفقة لأن الانكماش الاقتصادي تسبب في تراجع ثروته الشخصية.

وافق السيد ماسك شخصيا على تقديم حوالي 33 مليار دولار من صفقة 44 مليار دولار.

---

خاص: إيجيبت14

المصدر: نيويورك تايمز